متى خَلقَ اللهُ نارَ جهنَّمَ؟

Murtdha Aqaar: إلى مَركزِ الرَّصدِ العقَائِديِّ، السَّلامُ علَيكم.. عنْدي سُؤالٌ فلو تكَرَّمتُم عليَّ بالجَوابِ؟    السُّؤالُ هو: هل خَلقَ اللهُ نارَ جَهنَّمَ قبلَ مَعصِيةِ إبْليسَ لِربِّه بِعدَمِ السُّجودِ لِأدمَ (عليه السلام)، أم بَعدَها كَوعِيدٍ لِمَنِ اتَّبعَ إبْليسَ مِن ذُرِّيةِ آدمَ (عليه السلام).   ودُمتُم سَالِمينَ.

: اللجنة العلمية

  السَّلامُ علَيكم ورَحمةُ اللهِ وبَركاتُه. 

  الثَّابتُ عندنا - نحن الشِّيعةُ الإمَامِيةُ - أنَّ الجَنةَ والنَّارَ مَخلُوقَتانِ الآنَ، خِلافاً لِلمُعتزِلةِ وطَائفةٍ منَ الزَّيدِيةِ اللَّذانِ قَالا: إنَّهما يُخلَقانِ يومَ الجَزاءِ.

  قال الشيخُ المُفيدُ: «إنَّ الجَنةَ والنَّارَ في هذا الوَقتِ مَخلُوقَتانِ، وبِذلِكَ جَاءتِ الأخْبارُ، وعليْه إجْماعُ أهلِ الشَّرعِ والآثَارِ» [ أوائل المقالات: ص ۱۰۲].

  ويُوافِقُنا في ذلِكَ الأشَاعِرةُ كَذلِكَ، قَال التفتازانيُّ: «جُمهُورُ المُسلِمينَ على أنَّ الجَنةَ والنَّارَ مَخلُوقَتانِ الآنَ، خِلافاً لِأبي هاشمٍ والقَاضِي عبدِ الجَبارِ، ومَن يَجرِي مَجرَاهُما منَ المُعتزِلةِ حيثُ زَعمُوا أنَّهُما إنَّما يُخْلَقانِ يومَ الجَزاءِ» [ شرحُ المَقاصِدِ: ج ۲، ص ۲۱۸].

  ولكنْ هل خُلِقَتَا قبلَ آدمَ (عليه السلام) أم بَعدَه؟!! 

  لا تُوجدُ آياتٌ صَرِيحةٌ أو رِوايَاتٌ تُشِيرُ إلى هذا المَعنى بِالتَّفصِيلِ، لكنْ يُمكنُ الإسْتِفادةُ مِن بَعضِ الآيَاتِ الكَرِيمةِ مِن وُجودِ النَّارِ - بِعُنوانِها المُطلَقِ وليسَ بِعُنوانِ نَارِ جهنَّم -  قبلَ خَلقِ آدمَ وإبليسَ، كما في قَولِه تعالى: (وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ) الحجر: 27.

  ودُمتُم سَالِمينَ.