حَدِيثُ الثَّقليْنِ يَقُول: عَدمُ افْترَاقِ القُرآنِ عن العِترةِ مع أنَّ بَعضَ العِترةِ ماتُوا وافْترَقُوا!!

كاروان كركوكي/: في حَدِيثِ الثَّقليْنِ "لن يَتفرَّقا حتى يَرِدا عليَّ الحَوضَ؟ ما مَعناه؟ ألم يَتفرَّقْ العِترةُ (عليهم السلام) والقُرآنُ لأنَّهم قد رَحلُوا إلى جِوارِ رَبِّهم؟ أُرِيدُ تَوضِيحَ لنْ يَتفرَّقا؟؟؟!!!!

: اللجنة العلمية

     الأخ كاروان المحتَرمُ.. السَّلامُ علَيكم ورَحمةُ اللهِ وبرَكاتُه.

     المُرادُ مٍن عَدمِ افتِراقِ العِترَةِ عن القُرآنِ إلى يومِ القِيَامةِ هو عَدمُ افْترَاقِ المُسمَّى (وهو العِترةُ هنا) بِبَقاءِ مَصادِيقِه إلى يومِ القِيَامةِ، فما أنْ يَنتَهِيَ مِصدَاقٌ منَ العِترةِ يأتِي مِصدَاقٌ آخرُ وهكذا الأمرُ إلى يومِ القِيَامةِ.

     وهذا المَعنى الَّذي قُلنَاه هو الَّذي فَهِمَه أيضاً عُلماءُ السُّنةِ عندَ شَرحِهِم للحَدِيثِ المَذكُورِ: 

     قَال العلَّامةُ الزرْقَانِيُّ المَالِكي في "شَرح المَواهِب": ((قَال السَّمهُوديُّ: هذا الخَبرُ- أي: حَدِيثُ الثَّقليْنِ - يفهم وُجُود مَن يَكُون أهلاً للتَّمسُّكِ به مِن عِترَتِه في كلِّ زَمنٍ إلى قِيامِ السَّاعةِ حتَّى يَتوجَّهَ الحثُّ المَذكُورُ على التَّمسُّكِ به كما أنَّ الكِتَابَ كذلِك)). [شَرح المَواهِب 7: 8، وانظُر كذلِك: فيض القدير 3: 19].

     وجاءَ عن ابنِ حَجرٍ في "الصَّواعقِ المُحرِقةِ": ((وفي أحادِيثِ التَّمسُّكِ بأهلِ البَيتِ إشارةٌ إلى عَدمِ انْقِطاعٍ مُستأْهلٍ فيْهم للتَّمسُّكِ به إلى يومِ القِيَامةِ، كما أنَّ الكِتَابَ العَزِيزَ كذلِك)). [الصَّواعقُ المُحرِقة 2: 442] انتهى.

     ودُمتُم سَالِمينَ.