لمَاذا جَاءتْ الشَّرائعُ الوَاحِدةَ تِلوَ الأُخرَى ثم خَتمُها بالإسْلامِ؟!!
ما الحِكمةُ مِن تَشرِيعِ دِيانَةٍ اسْمُها اليَهودِيةُ، وبعدَ أنْ تُحرَّفَ يُنزِلُ اللهُ دِيانةً اسْمُها المَسِيحيةُ، وبعدَ أنْ تُحرَّفَ يُنزِلُ اللهُ دِيانةً اسْمُها الإسْلامُ ويَحمِيها منَ التَّحرِيفِ (برأي المسلم)؟
الأخُ المحتَرمُ.. السَّلامُ علَيكم ورَحمةُ اللهِ وبرَكاتُه.
منَ الوَاضحِ جداً أنَّ تَعدُّدَ الشَّرائعِ ومَجِيئَها في فَترَاتٍ مُختلِفةٍ هو أمرٌ خَاضِعٌ لعَملِيةِ التَّطوُّرِ البَشريِّ التي تَفرِضُها مَنظُومةُ الحَياةِ في تَعاطِيها مع الطَّبيعةِ وتَغيُّرِ أطوَارِها ونَظْمِها مِن حَالٍ إلى حَالٍ، وما يَلزَمُ ذلك مِن تَشرِيعاتٍ جَدِيدةٍ لم تَعُدْ تَفِي بغَرَضِها الشَّرِيعةُ السَّابِقةُ، ومِن هُنا فأنتَ تَجدُ مثلاً في شَرِيعةِ الإسْلامِ منَ التَّشرِيعاتِ التي تَمسُّ نَظمَ الحَياةِ في الإقتِصادِ والسِّياسةِ والحَربِ والسِّلمِ والإجتِماعِ ما لم تَجِدْه في الشَّرائعِ التي سَبقَتْها، وليس ذاك إلا بسَببِ تَطوُّرِ الحَياةِ ونِظَامِها في عَهدِ النَّبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) عن عُهودِ الأنبِياءِ السَّابِقينَ.
هذا مِن حيثُ التَّعدُّدُ في الشَّرائعِ، أما مِن حيثُ الحِفظُ والخَاتِميةُ بشَرِيعةِ الإسْلامِ فهو لمَا حَوتْه هذِه الشَّرِيعةُ منَ الشُّمُولِيةِ والإستِيعَابِ الَّذي جَعلَها مُؤهَّلةً بأنْ تَكُونَ دُستُوراً للبَشرِيةِ على مُختَلفِ أطوَارِها وأزمَانِها.
ودُمتُم سَالِمينَ.
اترك تعليق