نِيَّةُ التَّوْبَةِ وَكَيْفِيَّةُ غُسْلِ التَّوْبَةِ.

مُحَمَّدٌ الوَائِليُّ:      مَا هِيَ نِيَّةُ التَّوْبَةِ إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَكَيْفَ يَتِمُّ غُسْلُ التَّوْبَةِ؟

: اللجنة العلمية

     الأَخُ مُحَمَّدٌ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ. 

     التَّوْبَةُ المَطْلُوبَةُ هِيَ التَّوْبَةُ النَّصُوحُ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحًا) التَّحْرِيمُ: 8.

     وَتَسْأَلُ كَيْفَ تَكُونُ التَّوْبَةُ النَّصُوحُ؟

     جَاءَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: "قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحًا﴾ قَالَ: هُوَ الذَّنْبُ (أَيْ التَّوْبَةُ مِنَ الذَّنْبِ) الَّذِي لَا يَعُودُ فِيهِ أَبَدًا. قُلْتُ: وَأَيُّنَا لَمْ يَعُدْ؟ فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ مِنْ عِبَادَهِ المُفْتَنَ التَّوَّابَ" [الكَافِي 2: 432].

     وَبِمَا تَقَدَّمَ نَفْهَمُ أَنَّهُ مِنْ شَرَائِطِ التَّوْبَةِ :العَزْمُ عَلَى تَرْكِ الذَّنْبِ وَعَدَمُ العَوْدَةِ إِلَيْهِ مُطْلَقًا، وَكَذَلِكَ مِنْ شَرَائِطِ التَّوْبَةِ: رَدُّ المَظَالِمِ إِلَى أَهْلِهَا، فَإِنْ كَانَ الذَّنْبُ مُتَعَلِّقًا بِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ لاَبُدَّ مِنَ التَّحَلُّلِ مِنْهُ.

     فَإِذَا عَزَمَ الإِنْسَانُ عَلَى الإِقْلَاعِ عَنِ المَعَاصِي وَأَرْجَعَ الحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا تَحَقَّقَ مِنْهُ شَرْطَا التَّوْبَةِ الأَسَاسِيَّانِ، وَقَبِلَ اللهُ تَوْبَتَهُ وَمَحَا ذُنُوبَهُ وَسَتَرَ عَلَيْهِ.

     جَاءَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَقُولُ: "إِذَا تَابَ الْعَبْدُ تَوْبَةً نَصُوحًا أَحَبَّهُ اللهُ فَسَتَرَ عَلَيْهِ. فَقُلْتُ: وَكَيْفَ يَسْتُرُ عَلَيْهِ؟ قَالَ يُنْسِي مَلَكَيْهِ مَا كَانَا يَكْتُبَانِ عَلَيْهِ وَيُوحِي اللهُ إِلَى جَوَارِحِهِ وَإِلَى بِقَاعِ الْأَرْضِ أَنِ اكْتُمِي عَلَيْهِ ذُنُوبَهُ، فَيَلْقَى اللهَ (عَزَّ وَجَلَّ) حِينَ يَلْقَاهُ وَلَيْسَ شَيْ‌ءٌ يَشْهَدُ عَلَيْهِ بِشَيْ‌ءٍ مِنَ الذُّنُوبِ".[ الكَافِي 2: 436]

     أَمَّا غُسْلُ التَّوْبَةِ، فَهُوَ مِنَ الأَغْسَالِ المُسْتَحَبَّةِ، وَقَدْ ذَكَرَهُ الفُقَهَاءُ فِي رَسَائِلِهِمُ العَمَلِيَّةِ، وَكَيْفِيَّتُهُ: أَنْ يَنْوِيَ الإِنْسَانُ الإِغْتِسَالَ غُسْلَ التَّوْبَةِ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وَيَأْتِي بِهِ كَمَا يَأْتِي بِالغُسْلِ الشَّرْعِيِّ لِلجَنَابَةِ وَنَحْوِهَا.

     وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.