ماصحة قصة باب الثعبان في مسجد الكوفة

: اللجنة العلمية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا الخبرُ رواهُ المُحدّثُ الثّقةُ مُحمّدٌ بنُ الحسنِ الصّفّارِ, في كتابِه (بصائرِ الدّرجاتِ) في الصّفحةِ (117), والشّيخُ الكُلينيّ في كتابِه الكافي (ج1/ص396) بالإسنادِ نفسِه إلى إبراهيمَ بنِ هاشمٍ عَن عمرو بنِ عُثمانَ عَن إبراهيمَ بنِ أيّوبٍ عَن عمرو بنِ شمرٍ عَن جابرٍ عَن أبي جعفرٍ عليه السّلامُ قالَ: بينا أميرُ المؤمنينَ عليه السّلامُ على المنبرِ, إذْ أقبلَ ثُعبانٌ مِن ناحيةِ بابٍ مِن أبوابِ المسجدِ, فهمَّ النّاسُ أنْ يقتلوه, فأرسلَ أميرُ المؤمنينَ عليه السّلام إليهِم أنْ كُفّوا؛ فكفّوا, وأقبلَ الثّعبانُ ينسابُ حتّى إنتهى إلى المنبرِ, فتطاولَ وسلّمَ على أميرِ المؤمنينَ عليه السّلام, فأشارَ أميرُ المؤمنينَ بيدِه, فنظرَ النّاسُ والثّعبانُ في أصلِ المنبرِ حتّى فرغَ أميرُ المؤمنينَ عليه السّلامُ مِن خُطبتِه ثمَّ أقبلَ عليه, فقالَ لهُ: مَنْ أنتَ؟ قالَ: أنا عمرو بنُ عثمان خليفتُكَ على الجنِّ, وإنَّ أبي ماتَ وأوصاني أنْ آتيكَ فأستطلِعَ رأيكَ, فقَد أتيتُكَ ... إلخ.  ثُمَّ إنّ كُلَّ مَنْ جاءَ بعدَهما قَد ساقوا هذا الخبرَ بالإسنادِ نفسِه.وهذا الخبرُ يُصحِّحهُ فريقٌ مِن أهلِ العلمِ طِبقاً للمَبنى القائلِ بصِحّةِ جميعِ ما في الكُتبِ الأربعةِ. ولـمّا كانَ هذا الحديثُ موجوداً في أحدِ أهمِّ الكُتبِ الأربعةِ وهوَ كتابُ الكافي لثِقةِ الإسلامِ الشّيخِ الكُلينيّ (أعلى اللهُ تعالى مقامَه في الجنانِ), فهوَ - إذَنْ - صحيحٌ مِن هذهِ الجهةِ, وهُناكَ فريقٌ آخرُ لا يرى ذلكَ بَل يُخضِعُ أحاديثَ الكُتبِ الأربعةِ وغيرِها لدراسةِ أسانيدِها وأحوالِ رواتِها, طِبقاً لأقوالِ نُقّادِ الحديثِ والرّجالِ , فيدرسُ أحوالَ رواةِ الخبرِ واحِداً واحِداً , ثُمَّ بعدَ ذلكَ يحكمُ على الخبرِ وِفْقاً للوصفِ الذي وصفَ بهِ الرّواةَ, فإنْ كانوا ثقاتاً حكمَ عليه بالصّحّةِ, وإن كانَ فيهم ضعيفٌ حكمَ عليهِ بالضّعفِ طِبقاً لقواعدِ علمِ الحديثِ والدّرايةِ. وبناءً على ذلكَ فإنَّ هذا الفريقَ لا يُصحّحُ هذا الخبرَ بعدَ أن درسَ أحوالَ رواتِه, إذ وجدَ هذا الفريقُ أنَّ أحدَ رواتِه, وهوَ عمرو بنُ شمرٍ, قَد ضعّفه نُقّادُ الرّجالِ وخُصوصاً في أحاديثِه عَن جابرٍ الجُعفيّ, كما في كتابِ (نقدِ الرّجالِ) للسّيّدِ التّفريشيّ وغيرِه (ج3/ ص336), رقمُ التّرجمةِ (3815). أضِف إلى ذلكَ أنّهُ إنفردَ بهذا الخبر , ولا يوجدُ لهُ شاهدٌ آخر. ودمتُم سالِمين.