ماهو الفرق بين الرسول و النبي

: اللجنة العلمية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

: هناكَ فرقٌ لغويٌّ وآخرُ اصطلاحيٌّ, فأمّا الفرقُ اللّغويّ: فكلمةُ النّبيّ مأخوذةٌ منَ النّبأِ أي الخبرِ المهمِّ, وهوَ الذي نبّأهُ اللهُ عزَّ وجلَّ, والذي أوحى اللهُ إليهِ بنبأٍ مِن عندِه, والنّبيُّ كذلكَ منَ النّبوةِ, وهيَ المكانُ المُرتفعُ، وأمّا الرّسولُ فهوَ مِنَ البعثِ أي هوَ المَبعوثُ والمُوجّهُ برسالةٍ. ينظرُ: مُفرداتُ كتابِ (ألفاظ القُرآنِ) للرّاغبِ الأصفهانيّ, وكتاِب (لسان العربِ) لابنِ منظورٍ, مادّةَ: (رسلَ), ومادّةَ: (نبأَ). وأمّا الفرقُ الإصطلاحيُّ: فقَد ذهبَ البعضُ إلى أنَّ الرّسولَ هوَ الذي يأتي بشريعةٍ جديدةٍ ويُؤمَرُ بتبليغِها لقومٍ كافرينَ لَم تأتِهم رسالةٌ سابقةٌ، وأمّا النّبيُّ فهوَ الذي يأتي لقومٍ مُؤمنينَ قَد جاءَتهُم رسالةٌ سابقةٌ, فيأتي مُجدِّداً ومُؤكِّداً لشريعةِ مَنْ قبلَهُ منَ الرُّسلِ لهؤلاءِ القومِ حتَّى يُذكّرَهُم بهَا, قالَ تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا للذين هادوا﴾ [سورةُ المائدةِ: آية 44], والدّليلُ على وجودِ فرقٍ بينَ الكلمتينِ أنّهُما ذُكِرتا مُنفصلتينِ في القُرآنِ الكريم. قالَ اللهُ تعالى في كتابِه العزيزِ: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ, إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ﴾ [سورةُ مريم : آيةُ 51], وكذلكَ قولُ اللهِ تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾،[سورةُ الحجِّ: آية 52], والشّاهدُ منَ الآياتِ الكريمةِ أنَّ لفظةَ (نبيٍّ) جاءَت مَعطوفةً على لفظةِ (رسولٍ)؛ وهوَ مِـمّا يَدلُّ على التّغايُرِ والإختلافِ بينَهُما، فلَو لَم يكُن ثمَّةَ فارقٌ بينَهُما لما ذُكِرا معاً, ولكفَى ذكرُ أحدِهما، وعليهِ: فيُمكنُ القولُ أنَّ كُلَّ رسولٍ نبيٌّ, وليسَ كُلُّ نبيٍّ رسولاً. وذهبَ صاحبُ الميزانِ إلى أنّهُما مقامانِ مِن مقاماتِ القُربِ الإلهيّ، فالنّبيُّ هوَ المُخبرُ عَن نبأِ السّماءِ، فيُبيّنُ لهُم الشّرائعَ والأحكامَ، بينَما للرّسولِ شرفُ الوساطةِ بينَ اللهِ تعالى وخلقِه، ويكونُ لهُ وظيفةٌ ومُهمّةٌ إضافيّةٌ غيرُ تبليغِ الشّريعةِ وخبرِ السّماءِ، تستلزمُ مُخالفتَهُ نزولَ العذابِ الإلهيّ، حيثُ قالَ: للرّسولِ شرفُ الوساطةِ بينَ اللهِ سُبحانَه وبينَ خلقِه وللنّبيّ شرفُ العلمِ باللهِ وبِما عندَه.