ماصحة الحديث في الامام الحسين ع "كلنا سُفُن النجاة لكن سفينة جدي الحسين اوسع واسرع " هل صحيح ان هذه الرواية واردة عن الامام الصادق ع؟

: اللجنة العلمية

السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه

 الجوابُ:

  هذا الكلامُ: ( كُلّنا سفنُ النّجاةِ, لكِنَّ سفينةَ جدّي الحُسينِ أوسعُ وأسرع), ليسَ حديثاً منَ الأحاديثِ التي تُروى عَن أئمّةِ أهلِ البيتِ عليهم السّلام؛ إذْ خلَت منهُ جميعُ مصادرِ الشّيعةِ الإماميّةِ , فضلاً عَن مصادرِ العامّةِ, وبعدَ التّدقيقِ والتّتبّعِ تبيّنَ أنَّ هذا الكلامَ هوَ قولٌ للعالمِ الجليلِ الشّيخِ جعفرٍ التّستريّ رضوانُ اللهِ عليه, وهذا هوَ نصُّ كلامِه في هذا الصّددِ: إنّي أمعنتُ النّظَر في الوسائلِ المُتعلّقةِ بالأئمّةِ (عليهم السّلام), فرأيتُ أجلّها فائدةً, وأعظمَها مثوبةً, وأعمَّها نفعاً, وأرفعَها درجةً, وأسهلَها حصولاً, وأكثرَها طُرقاً, وأيسرَها شروطاً, وأخفّها مؤونةً, وأعمّها معونةً, ما يتعلّقُ بسيّدِ شبابِ أهلِ الجنّةِ، ووالدِ الأئمّةِ السّيّدِ المظلومِ أبي عبدِ اللهِ الحُسينِ (عليه السّلام)، فرأيتُ لهُ خصوصيّةً في التّوسّلِ إلى الله, قَد تفرّدَ بها، وامتازَ في ذلكَ حتّى عمَّنْ هوَ أفضلُ منهُ, فإنَّ للتّفاوتِ في الفضيلةِ مقاماً, ولوحدتِهم مقاماً، لنورِهم وطينتِهم مقامٌ، والخصوصيّاتُ مقامٌ آخرُ، فرأيتُ في الحُسينِ (عليه السّلام) خصوصيّةً في الوسيلةِ إلى اللهِ إتّصفَ بسببِها بأنّهُ بالخصوصِ - بابٌ مِن أبوابِ الجنّةِ وسفينةٌ للنّجاةِ, ومصباحٌ للهُدى. فالنّبيُّ (صلّى اللهُ عليهِ وآلِه, والأئمّةُ (عليهم السّلام) كُلّهم أبوابُ الجنانِ, لكِنَّ بابَ الحُسينِ أوسَع, وكلُّهم سفنُ النّجاةِ, ولكِنَّ سفينةَ الحُسينِ مجراها في اللُّججِ الغامرةِ أسرَع, ومرساها على السّواحلِ المُنجيةِ أيسَر, وكلُّهم مصابيحُ الهُدى, لكِنَّ الإستضاءةَ بنورِ الحُسينِ أكثرُ وأوسعُ, وكلُّهم كهوفٌ حصينةٌ, لكِنَّ منهاجَ كهفِ الحُسينِ أسمحُ وأسهلُ, فعندَ ذلكَ خاطبتُ النّفسَ وشركاءَها, فقلتُ: هَلُمّوا إلى هذهِ الأبوابِ الحُسينيّةِ، فـ(ادخلوها بسلامٍ آمنينَ), وإلى مرساةِ هذهِ السّفينةِ الحُسينيّةِ فـ(اركبُوا فيها بسمِ اللهِ مجراها ومرساها. إنَّ ربّي لغفورٌ رحيمٌ), ولتكتحلَ أعينَكم بنورِ الحُسينِ (عليهِ السّلامُ) النّاظرُ إليكُم، ثُمَّ إزدادوا شوقاً, وصمّموا العزمَ على ذلكَ، لأنّي إستشعرتُ مِن نفسِي علائمَ الإيمانِ, التي يئستُ مِنها سابِقاً، وعثرتُ بهذهِ الخصائصِ على الأعمالِ الصّالحة).

ودمتُم سالِمين.