كيفَ التَّخلُّصُ مِن إدمَانِ النَّظَرِ إلى المُحرَّماتِ؟!

كيفَ يُمكِنُ مُعالَجةُ إدمَانِ النَّظَرِ إلى المُحرَّماتِ، حيثُ يُبتَلَى الكَثِيرُ منَ النَّاسِ بهَذا المَرضِ النَّفسِيِّ وخُصُوصاً الشَّبابُ المُراهِقُونَ؟

: اللجنة العلمية

   الجواب:

     الأخُ المحتَرمُ.. السَّلامُ علَيكم ورَحمةُ اللهِ وبرَكاتُه. 

     مَعرِفةُ عَواقِبِ الأمُورِ تَكُونُ مِن أهمِّ الرَّوادِعِ في الكفِّ عن النَّظَرِ إلى المُحرَّمَاتِ، فلو عَرفَ الإنسَانُ تَبِعَاتِ ما يَترُكُه النَّظَرُ مِن آثارٍ سِلبِيَّةٍ على رُوحِه وجَسَدِه ودُنيَاه وآخِرَتِه لكفَّ عن ذلِك ولو بنِسبَةٍ ما.

     فالرُّوحُ عِندَ النَّظَرِ إلى المُحرَّمِ تَتلوَّثُ بهَالَةٍ سَودَاءَ حتى يُصبِحَ كالرَّينِ والغِطَاءِ الأسوَدِ على القُلُوبِ يَمنَعُ عنْها كلَّ سُبُلِ الخَيرِ والرَّحمَةِ، وهو ما يُشِيرُ إليْه القُرآنُ الكَرِيمُ بقَولِه: (رَانَ على قُلُوبِهِم ما كَانُوا يَكسِبُونَ) المطففين:14، وكذلِكَ الجَسدُ يَكُونُ عُرضَةً للأمرَاضِ بسَببِ ما يُورِّثُه النَّظَرُ المُحرَّمُ مِن حَالَاتٍ نَفسِيَّةٍ تُؤثِّرُ سِلباً على المِزَاجِ فتَختَلُّ الحَالةُ الصِّحيَّةُ للإنسَانِ، وهو ما تُشِيرُ إليْه الآيةُ الكَرِيمةُ: (ومَن يُرِدْ أنْ يُضِلَّه يَجعَلْ صَدرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كأنَّما يَصَّعَّدُ في السَّمَاءِ) الأنعام: 125، هذا، إضَافةً لسَلبِ التَّوفِيقِ وتَقلِيلِ الحُظُوظِ منَ الرِّزقِ في الحَيَاةِ الدُّنيَا نَتِيجةَ هذا الإعرَاضِ عن ذِكْرِ اللهِ بسَببِ النَّظَرِ المُحرَّمِ، وهو ما تُشِيرُ إليْه الآيةُ الكَرِيمةُ: (ومَن أعرَضَ عَن ذِكْرِي فإنَّ له مَعِيشةً ضَنْكاً) طه: 124، فَضلاً عن العِقَابِ الأُخرَوِي الَّذي يَنتَظِرُ الإنسَانَ نَتِيجةَ هذا الفِعلِ المُحرَّمِ إذا لم يَتُبْ إلى اللهِ ويَقلَعْ عنْه. 

     فكُلُّ هذِهِ العَواقِبِ تَقعُ نَتِيجةً النَّظَرِ المُحرَّمِ، وجَدِيرٌ بالعَاقِلِ أنْ يَبتَعِدَ عمَّا يُشِينُه أمامَ رَبِّه ويَطلُبَ منْه الرَّحمةَ والتَّوفِيقَ لطَاعَتِه.

     ودُمتُم سَالِمينَ.