كَيفَ نَجذِبُ شَبابَنا إلى دُورِ العِبادَةِ ونُبعِدُهُم عنِ المَقاهي وأماكنِ اللَّهوِ والعَبَثِ ؟!

عبدُ الغَفّارِ العوضي: السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ ..الْكَثِيرُونَ يَسْأَلُونَ وَمِنْهُمُ الْخُطَبَاءُ وَالْمُبَلِّغُونَ: مَا هِيَ أيسَرُ الطُّرُقِ وَأقْصَرِهَا لِلتَّعَامُلِ مَعَ الشَّبَابِ الْعَازِفِ عَنِ الْحُضُورِ فِي دورِالعِبادَةِ وَخَاصَّةً فِي شَهْرِ رَمَضَانَ حَيْثُ إنَّ الْكَثِيرَ جَعَلَ لَهُ بَرْنَامَجَاً خَاصَّاً وَهُوَ النَّوْمُ مِنَ الطُّلُوعِ الى الْغُرُوبِ وَفِي اللَّيْلِ الْمَقْهَى وَالْمَلْعَبُ وَالْأَسْوَاقُ والسَّناتِرُ وَالتِّجْوَالُ فِي الْأَمَاكِنِ الْعَامَّةِ وَإِلَّا فَإنَّ الشَّاشَةَ وَالتَّوَاصُلَ هِي الْبَدِيلُ؟

: اللجنة العلمية

الجواب:

الْأَخُ عَبْدُ الْغَفَّارِ الْمُحْتَرَمُ، عَلَيْكُمُ السّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

تَميلُ النَّفْسُ الْبَشَرِيَّةُ إِلَى حَالَاتِ اللَّهْوِ وَالْعَبَثِ أَكْثَرَ مَنْ مَيْلِها لِحَالَةِ الْعِبَادَةِ وَالْاِلْتِزَامِ الدِّينِيِّ، وَالطَّرِيقُ الْوَحِيدُ لِجَرِّ هَؤُلَاءِ الشَّبَابِ مِنْ أَمَاكِنِ اللَّهْوِ والمَقاهي وَغَيْرِهَا إِلَى أَمَاكِنِ الْعِبَادَةِ وَحُضُورِ الْمُحَاضَرَاتِ وَالْاِسْتِفَادَةِ مِنَ الْأُمْسِيَّاتِ الرَّمَضَانِيَّةِ هُوَ الْاِسْتِعَانَةُ بِخُطَبَاءَ مُتَمَكِّنِينَ عِلْميَّاً يَبْتَعِدُونَ بِهِمْ عَنْ حَالَةِ الرَّتَابَةِ وَالتَّكْرَارِ لِلْمَروِيَّاتِ السَّابِقَةِ، ويَبدأونَ مَعَهُمْ بِدَايَةً جِدِّيَّةً فِي التَّعَرُّضِ إِلَى مَشَاكِلِهِمُ الْفِكَرِيَّةِ وَالنَّفْسِيَّةِ وَتَغْذِيَتِهِمْ التَّغْذِيَةَ الرُّوحِيَّةَ وَالْعِلْمِيَّةَ الْمَطْلُوبَةَ، فَكُلَّمَا كَانَ الْخَطِيبُ وَالْوَاعِظُ مُتَمَكِّنًا فِي بَيَانِهِ، عِلْميَّاً فِي طَرْحِهِ، عَصْريّاً فِي قَضَايَاِهُ، كُلَّمَا إزْدَادِ إنْجِذَابُ الشَّبَابِ إِلَيْهِ وَالرَّغْبَةُ فِي الْاِسْتِمَاعِ إِلَى مُحَاضَرَاتِهِ، وَالْمَوْضُوعُ لَيْسَ صَعْبَاً، لَكِنَّهُ فِي الْوَقْتِ نَفْسِهِ لَيْسَ سَهْلَاً، فَالْخِطَابَةُ فَنٌّ عَظِيمٌ، مَنْ أَجَادَهُ نَالَ مِنَ الْخَيْرِ الشَّيْءَ الْكَثِيرَ، وَمِنْ هُنَا نَدْعُو خُطبَاءَنَا إِلَى تَجْدِيدِ طَرِيقَةِ خِطَابِهِمْ وَالْإسْتِعَانَةِ بِالْعُلُومِ الْحَديثَةِ، كَعُلُومِ الْفِيزِيَاءِ وَالرِّيَاضِيَّاتِ وَالْفَلَكِ وَعُلُومِ الْحَيَاةِ فِي إِثْبَاتِ مَا يَوَدُّونَ إِثْبَاتَهُ مِنْ مَعَارِفِ الدِّينِ، فَالنَّاسُ الْيَوْمَ تَأَنَسُ بِالْمَعْلُومَةِ الْعِلْمِيَّةِ أَكْثَرَ مِنْ أُنسِها بِالْمَعْلُومَةِ النَّقْلِيَّةِ، وَالْكَثِيرُ يُحِبُّ الْإِسْتِزَادَةَ وَالْإِطِّلَاعُ عَلَى الْمَعَارِفِ الْعِلْمِيَّةِ ويَزدادُ أُنسُهُ لَوْ وَجَدَ مَنْ يَرْبِطُ لَهُ بَيْنَ هَذِهِ الْمَعْلُومَاتِ وَالدَّيْنِ، حَتَّى يَجِدَ التَّوَافُقَ بَيْنَ الْحَضَاَرةِ وَالشَّرِيعَةِ وَيُكَذِّبَ مَا يَسْمَعُهُ عَنِ التَّقَاطُعِ بَيْنَ الْمَدَنِيَّةِ وَالدِّينِ..

إِنَّهَا مُهِمَّةٌ كَبِيرَةٌ نَتَمَنَّى عَلَى خُطبَائِنَا أَنْ يَنْجَحُوا فِيهَا.

وَدُمْتُم سَالِمِينَ.