ما السَببُ في تَأخُّرِنا وتَخلُّفِنَا؟!!
أَمِير عَذَاب عَبدُ الكَاظِمِ العَامِري/: (لدَيْنا الدِّينُ والعِلْمُ والمَعرِفةُ ولكنْ نحنُ مُتأخِّرُونَ بكُلِّ شَيءٍ) ما نَرَاه اليَومَ في العِرَاقِ الحَبِيبِ مِن سُوءِ الأوضَاعِ والإنحِطَاطِ الأخْلَاقيِّ والكَثِيرِ، ولدَيْنا خُطبَاءُ ومَرَاقِدُ وعُلمَاءُ..... ورُغمَ وُجُودِ تلكَ الأشيَاءِ ومُجتَمَعُنا أصبَحَ لا يُطَاقُ، فما هو الْحلُّ؟
الأخُ أَمِير المُحتَرمُ.. السَّلامُ علَيكُم ورَحمةُ اللهِ وبرَكَاتُه.
سَببُ تَأخُّرِنا وتَخلُّفِنَا هو أنَّنا أمَّةٌ لا تُطبِّقُ عُلُومَها ولا تَهتَدِي بهَدْيِ كِتَابِ ربِّها وسُنَّةِ نَبيِّهَا (صلَّى اللهُ عليْه وآلِه وسلَّمَ) وسِيرَةِ أئمَّتِهَا (علَيْهم السَّلامُ)، وأصبَحْنَا نَستَجدِي الثَّقافَةَ مِن غَيرِنَا فنَلْبسَ مَلَابِسَ غَيرَ مَلَابِسِنَا، ونُفكِّرَ بأفكَارٍ غَيرِ أفكَارِنَا، ونَحتفِلُ باحْتِفَالَاتٍ غَيرِ احْتِفَالَاتِنَا، ونَهتَدِي بمَنهَجِ أُمَمِ غَيرِ أُمَّتِنَا، ولهَذا ضِعْنا وضَاعَتْ مَعنَا حَضَارتُنا، وهَذا هو الَّذي سَعتْ إليْه قِوَى الإستِكبَارِ مُنذُ قَرْنٍ ونِصْفٍ وأكثَرَ، وما زَالَتْ تَضرِبُ بمُعَاوِلِها في وُجُودِنا وثَقافَتِنا وحَضَارتِنَا حتى هَشَّمتْ الكَثِيرَ مِنْها ونحنُ نَتفرَّجُ على هذا الإنهِيَارِ لأنفُسِنا ولا نَتحرَّكُ، ولنْ تَقُومَ لنا قَائِمةٌ حتى نَعُودَ إلى أُصُولِنا وجُذُورِنا وأخْلَاقِنا وحتى نَعمَلَ كما عَمِلتْ بَعْضُ الأُمَمِ في زَمَانِنا كاليَابَانِ وسِنغَافُورة وأندُونِيسْيا التي ظَهرَ فيْها قَادةٌ مُخلِصُونَ لبِلَادِهِم فَنهَضُوا بأُمَمِهِم مِن رُكَامِ التَّخلُّفِ والدَّمارِ الَّذي أَصَابَها إلى رُتَبِ التَّقدُّمِ والتَّطوُّرِ والإزدِهَارِ الَّذي شَهِدَ لهم به العَالَمُ أجْمعُ.. فَليُراجِعْ سَاسَتُنا وشَبَابُنا كيفَ نَهضَتْ هذِهِ الأُمَمُ وكيفَ أعَادَتْ وُجُودَها مِن جَدِيدٍ، وليَكُونُوا مِثلَهَا في إثبَاتِ وُجُودِهِم ويُعلِنُوا نَهضَتَهُم، فما نَملِكُه مِن مُقوِّمَاتِ النُّهُوضِ لا يَملِكُه غَيرُنا، لكنَّ المُشكِلَةَ هي في وُجُودِ القِيَادَاتِ التي تَملِكُ المَنهَجَ لنُهُوضِنَا.. وحتى ظُهُورِ هذِهِ القِيَادَاتِ وعَودَةِ الرُّوحِ لأُمَّتِنا نَسأَلُ اللهَ أنْ يَرحَمَنا.
ودُمتُم سَالِمينَ.
اترك تعليق