قِصَّةُ نَبِي اللهِ نُوحٍ (ع).
رَأْفَت/ مِصْرُ :/قِصَّةُ نُوحٍ هِيَ مِنْ إِحْدَى القَصَصِ المَلْحَمِيَّةِ المَلِيئَةِ بِالمُغَالَطَاتِ المَنْطِقِيَّةِ الصَّرِيحَةِ الوَاضِحَةِ، مُخْتَصَرُ القِصَّةِ أنَّ قَوْمَ نُوحٍ عَصَوا اللهَ فَأمَرَ اللهُ نَبِيَّهُ أنْ يَبْنِيَ سَفِينَةً فِي الصَّحْرَاءِ بِشَكْلٍ مُعَيَّنٍ وَيَخْتَبِئَ هُوَ وَحَيَوَانَاتُ الأرْضِ بِدَاخِلِهَا إِلَى حِينِ انْتِهَاءِ عِقَابِ اللهِ. أَوَّلًا: هُنَاكَ مَا بَيْنَ 10.000.000 إِلَى 100.000.000 فَصِيلَةٍ مِنْ الحَيَوَانَاتِ بِشَكْلٍ عَامٍّ، وَبِمَا أنَّ اللهَ أمَرَهُ أنْ يَأْخُذَ مِنْ كُلِّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ فَهَذَا يَعْنِي أنَّهُ أخَذَ مَعَهُ مَا بَيْنَ 20.000.000 وَ 200.000.000 حَيَوَانٍ، هَلْ تُقِرُّ بِمَنْطِقِيَّةِ هَذَا الكَلَامِ؟ ثَانِيًا: مَاذَا عَنْ الدَّيْنَاصُورَاتِ؟ هُنَاكَ مَا بَيْنَ 300 إِلَى 550 فَصِيلَةٍ مَعْرُوفَةٍ مِنْ الدَّيْنَاصُورَاتِ، هَلْ أخَذَ نُوحٌ مَعَهُ زَوْجَيْنِ مِنْ كُلِّ فَصِيلَةٍ؟ هَلْ تَدُرِكُ المَسَاحَةَ المَطْلُوبَةَ لِحَشْرِ 1100 دَيْنَاصُورٍ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ؟ ثَالِثًا: هُنَاكَ 25.000 فَصِيلَةٍ مِنْ الفَرَاشَاتِ، 10.000 فَصِيلَةٍ مِنْ الطُّيُورِ، وَحَوَالَيْ 5.000 فَصِيلَةٍ مِنْ الخَنَافِسِ.. هَلْ أخَذَ مِنْ كُلِّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ أيْضًا؟ رَابِعًا: هَلْ أخَذَ مَعَهُ النَّمْلَ؟ الذُّبَابَ؟ الصَّرَاصِيرَ؟ النَّامُوسَ؟ الفِئْرَانَ؟ خَامِسًا: هَنْدَسِيًّا، هَلْ يُمْكِنُ أنْ تَتَحَمَّلَ سَفِينَةٌ مَصْنُوعَةٌ مِنْ الخَشَبِ هَذَا الكَمَّ الهَائِلَ مِنْ الحَيَوَانَاتِ وَالدَّيْنَاصُورَاتِ؟
تَحِيَّةً طَيِّبَةً.
إِنَّ المُتَكَلِّمَ قَدْ خَلَطَ بَيْنَ قَوَانِينِ المَنْطِقِ وَقَوَانِينِ الرِّيَاضِيَّاتِ، فَإِنَّ مِنْ البَدِيهِيِّ أنَّ مَوْضُوعَ عِلْمِ المَنْطِقِ هُوَ المُعَرِّفُ وَالحُجَّةُ، وَمَوْضُوعَ عِلْمِ الرِّيَاضِيَّاتِ هُوَ العَدَدُ، وَأحَدُهُمَا غَيْرُ الآخَرِ، وَمَا تَفَوَّهَ بِهِ هِيَ عَمَلِيَّةٌ حِسَابِيَّةٌ رِيَاضِيَّةٌ لَا مَنْطِقِيَّةٌ لِاخْتِلَافِ العِلْمَيْنِ مَوْضُوعًا.
أضِفْ إِلَى ذَلِكَ أنَّ الدَّيْنَاصُورَاتِ مُجَرَّدُ فَرْضٍ لَمْ يُقَدَّمْ عَلَى تِلْكَ الفَرَضِيَّةِ إِلَى الآنَ دَلِيلًا، وَأنَّ الإخْتِلَافَ فِي أنَّهَا مِنْ الثَّدِيَّاتِ أوْ مِنْ غَيْرِهَا، وَأنَّهَا مِنْ الحَيَوَانَاتِ العُشْبِيَّةِ أمْ المُفْتَرِسَةِ وَ وَ وَ.... دَلِيلٌ عَلَى أنَّهَا مُجَرَّدُ فَرْضٍ، بَلْ هِيَ مِنْ تَسْوِيقَاتِ أفْلَامِ شَرِكَةِ رَجُلِ الأعْمَالِ وَالتر إِلْياس الشَّهِيرِ بِاسْمِ وَالَت دِيزْنِي صَاحِبِ الشَّرِكَةِ الهُوليُودِيَّةِ المَعْرُوفَةِ.
رَاجِعْ هَذَا المَوْقِعَ فَسَتَجِدُ الأفْلَامَ المُنْتِجَةَ فِي هَذِهِ الشَّرِكَةِ وَأسْمَاءَهَا وَكُلَّ مَا يَتَعَلَّقُ بِالدَّيْنَاصُورَاتِ: Http://movies.disney.com/dinosaur.
كَمَا أنَّ الثَّابِتَ عِلْمِيًا أنَّ لِكُلِّ فَصِيلٍ مِنْ هَذِهِ الفَصَائِلِ وَالأنْوَاعِ الحَيَوَانِيَّةِ أصْلًا وَاحِدًا تَكَوَّنَتْ مِنْهُ، بَيَانُ ذَلِكَ:
قَسَّمَ العُلَمَاءُ الكَائِنَاتِ عَلَى كَوْكَبِ الأرْضِ إِلَى قِسْمَيْنِ: كَائِنَاتٍ حَيَّةٍ، وَكَائِنَاتٍ غَيْرِ حَيَّةٍ.. فَالكَائِنَاتُ الحَيَّةُ هِيَ الَّتِي تَنْمُو وَتَتَكَاثَرُ وَتَنْتَقِلُ مِنْ مَكَانٍ إِلَى آخَرَ وَلَهَا خَصَائِصُ وَصِفَاتٌ خَاصَّةٌ بِهَا، وَالكَائِنَاتُ غَيْرُ الحَيَّةِ هِيَ كَائِنَاتٌ جَامِدَةٌ لَا تَنْمُو وَلَا تَتَكَاثَرُ وَلَا تَتَحَرَّكُ. وَلِتَصْنِيفِ الكَائِنَاتِ الحَيَّةِ فَقَدْ أوْجَدَ العُلَمَاءُ مَا يُطْلَقُ عَلَيْهِ "عِلْمُ التَّصْنِيفِ". وَعِلْمُ التَّصْنِيفِ هُوَ العِلْمُ الَّذِي يَقُومُ عَلَى تَصْنِيفِ الكَائِنَاتِ الحَيَّةِ وَالأحْيَاءِ إِلَى مُصَنَّفَاتٍ عِلْمِيَّةٍ دَقِيقَةٍ بِمَا يَتَنَاسَبُ مَعَ الخَصَائِصِ المُشْتَرَكَةِ الَّتِي يَشْتَرِكُ بِهَا كُلُّ نَوْعٍ مِنْ الكَائِنَاتِ الحَيَّةِ، وَالَّتِي تَكُونُ إِمَّا عَلَى شَكْلِ هَرَمٍ، أَوْ مُخَطَّطِ عِلَاقَاتٍ، أَوْ شَبَكَاتٍ. وَقَدْ كَانَ آرسطو أوَّلَ مَنْ وَضَعَ أُسُسَ عِلْمِ التَّصْنِيفِ، وَصَنَّفَ الكَائِنَاتِ إِلَى كَائِنَاتٍ حَيَّةٍ وَكَائِنَاتٍ غَيْرِ حَيَّةٍ، وَغَيْرِهَا لما يَتْبَعُ لَهَا. وَهُنَاكَ أيْضًا العَالِمُ جُون راي الَّذِي يُعْتَبَرُ أوَّلَ مَنْ وَضَعَ الأُسُسَ العِلْمِيَّةَ الدَّقِيقَةَ لِهَذَا العِلْمِ. وَهُنَاكَ أَيْضًا كَارْلُوس لينيوس الَّذِي وَسَّعَ آفَاقَ هَذَا العِلْمِ، وَبَنَى عَلَى طَرِيقَةِ آرسطو وَراي فِي التَّصْنِيفِ. الكَائِنَاتُ الحَيَّةُ هِيَ عِبَارَةٌ عَنْ كَائِنَاتٍ تَتَكَوَّنُ مِنْ مَجْمُوعَةٍ مِنْ الخَلَايَا القَادِرَةِ عَلَى القِيَامِ بِوَظَائِفَ حَيَوِيَّةٍ تُمَيِّزُهَا عَنْ غَيْرِهَا مِنْ الكَائِنَاتِ غَيْرِ الحَيَّةِ، حَيْثُ إنَّهَا قَادِرَةٌ عَلَى الحَرَكَةِ، وَالنُّمُوِّ، وَالتَّكَاثُرِ، وَالإِخْرَاجِ، وَالتَّكَيُّفِ، وَالإسْتِجَابَةِ لِلمُؤَثِّرَاتِ الَّتِي تُحِيطُ بِهَا، وَالقِيَامِ بِعَمَلِيَّاتِ الهَدْمِ وَالبِنَاءِ (الأيْضُ)، بِنَاءً عَلَى ذَلِكَ; فَإِنَّ الكَائِنَاتِ الحَيَّةَ تُصَنَّفُ تَبَعًا لِلعَدِيدِ مِنْ الخَصَائِصِ الَّتِي يَتَمَتَّعُ بِهَا كُلُّ نَوْعٍ مِنْ الكَائِنَاتِ الحَيَّةِ، حَيْثُ يَتمُّ تَصْنِيفُ الكَائِنَاتِ الحَيَّةِ بِنَاءً عَلَى عِدَّةِ اعْتِبَارَاتٍ، مِنْهَا التَّشْرِيحُ الكَامِلُ لِلكَائِنِ الحَيِّ، وَالصِّفَاتُ المُشْتَرَكَةُ لِلخَلَايَا وَتَرْكِيبِهَا، وَالتَّشَابُهُ فِي التَّرْكِيبِ، وَأَعْضَاءُ التَّكَاثُرِ فِيمَا بَيْنَهَا، وَطُرُقُ التَّغْذِيَةِ، وَتَقْسِيمَاتٌ أُخْرَى كَثِيرَةٌ. وَلِذَلِكَ فَإِنَّ الأُسُسَ التَّالِيَةَ تَمَّ وَضْعُهَا لِتَصْنِيفِ الكَائِنَاتِ الحَيَّةِ وَهِيَ - حَسَبَ التَّرْتِيبِ الهَرَمِيِّ -:
1 – النَّوْعُ. 2- الجِنْسُ. 3- الفَصِيلَةُ.
وَبِحَسَبِ الدِّرَاسَةِ الحَدِيثَةِ الَّتِي أجْرَاهَا البرُوفِسُورُ دِيفِيد بيساني، البَاحِثُ فِي كُلِّيَّةِ عُلُومِ الأحْيَاءِ وَالأرْضِ فِي جَامِعَةِ بريستول البِرِيطَانِيَّةِ، وَالَّذِي يَرَى فِيهِ أنَّ هُنَاكَ أصَلًا وَشَجَرَةً لِتَطَوُّرِ جَمِيعِ الحَيَوَانَاتِ.
إِذَنْ: يَا مُتَكَلِّمَنَا العَزِيزَ لَيْسَ ِبِالضَرُورَةِ أنْ تُوجَدَ هَذِهِ الأنْوَاعُ وَالفَصَائِلُ المَوْجُودَةُ اليَوْمَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ، بَلْ إِنَّ لِلحَيَوَانَاتِ أصِلًا مِنْهُ تَنَوَّعَتْ وَتَفَرَّعَتْ حَتَّى وَصَلَتْ لِمَا عَلَيْهِ اليَوْمَ.
يَقُولُ عَالِمُ الأحْيَاءِ البِرِيطَانِيُّ الفَرد رَاسل: تُقَسَّمُ الحَيَوَانَاتُ حَسَبَ التَّنَاظُرِ إِلَى أنْوَاعٍ هِيَ:
أَ - عَدِيمُ التَّنَاظُرِ: مِثْلُ (الإِسْفَنْج) حَيْثُ لَا يَمْتَلِكُ تَنَاظُرًا أوْ انْتِظَامًا فِي تَرَاكِيبِ جِسْمِهِ.
بِ - التَّنَاظُرُ الشُّعَاعِيُّ: مِثْلُ (قِنْدِيلِ البَحْرِ) حَيْثُ يُمْكِنُ تَقْسِيمُ الحَيَوَانَاتِ إِلَى نِصْفَيْنِ مُتَسَاوِيَيْنِ مِنْ خِلَالِ أيِّ مِحْوَرٍ مَرْكَزِيٍّ عَلَى جِسْمٍ الحَيَوَانِ، حَيْثُ يُمْكِنُ لِلحَيَوَانِ الحَرَكَةُ فِي جَمِيعِ الإتِّجَاهَاتِ، وَأغْلَبُ هَذِهِ الحَيَوَانَاتِ نَمَتْ مِنْ طَبَقَتَيْنِ خَلَوِيَّتَيْنِ جَنِينِيَّتَيْنِ.
ج - التَّنَاظُرُ الجَانِبِيُّ: مِثْلُ (الطُّيُورِ) حَيْثُ يُمْكِنُ تَقْسِيمُ الحَيَوَانِ إِلَى نِصْفَيْنِ مُتَسَاوِيَيْنِ مِنْ خِلَالِ مِحْوَرٍ مَرْكَزِيٍّ وَاحِدٍ عَلَى جِسْمٍ الحَيَوَانَاتِ، وَأغْلَبُ هَذِهِ الحَيَوَانَاتِ نَمَتْ مِنْ ثَلَاثِ طَبَقَاتٍ خَلَوِيَّةٍ جَنِينِيَّةٍ).
إِذَنْ: بِحَسَبِ مَا أفَادَهُ الأخِصَّائِيُّونَ أنَّ الأنْوَاعَ الحَيَوَانِيَّةَ إِنَّمَا تَنْشَأُ وَتَتَكَاثَرُ تَبَعًا لِلخَلَايَا الَّتِي تَتَكَوَّنُ مِنْهَا، فَالخَلِيَّةُ هِيَ الوَحْدَةُ البِنَائِيَّةُ لِأَجْسَامِ الحَيَوَانَاتِ، وَهِيَ أصْلُ شَجَرَةِ أصْنَافِ الحَيَوَانَاتِ.
هَذَا مَا قَالَهُ عُلَمَاءُ الأحْيَاءِ. فَرَاجِعْ لِلتَّفْصِيلِ: ديورنت، قِصَّةُ الحَضَارَةِ.
اترك تعليق