مَوْضِعُ هُبُوطِ آدَمَ وَجَبَلُ الجُودِيِّ.

     الأَخُ حمد المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

     (1) مَوْضِعُ هُبُوطِ آدَمَ وَحَوَّاءَ:

     فِي رِوَايَاتٍ عَدِيدَةٍ أَنَّ هُبُوطَهُمَا كَانَ فِي مَكَّةَ المُكَرَّمَةِ، فَآدَمُ هَبَطَ عَلَى الصَّفَا، وَحَوَّاءُ هَبَطَتْ عَلَى المَرْوَةِ.

     رَاجِعْ تَفْسِيرَ البُرْهَانِ لِلسَّيِّدِ هَاشِمٍ البَحْرَانِيِّ، ذَيْلَ الآيَةِ 35 -36 مِنْ سُورَةِ البَقَرَةِ ج1 ص181 رَقْم 4، وَ ص189 رَقْم 15، وَ ص192 رَقْم 16.

     (2) جَبَلُ الجُودِيِّ:

     اخْتَلَفَ العُلَمَاءُ فِي تَحْدِيدِ جَبَلِ الجُودِيِّ، وَلَكِنَّ المَرْوِيَّ عَنْ أَهْلِ البَيْتِ (ع) أَنَّهُ جَبَلٌ فِي العِرَاقِ، بَعْضُ الرِّوَايَاتِ تَنُصُّ عَلَى أَنَّهُ فِي المَوْصِلِ، وَبَعْضُهَا أَنَّهُ بِقُرْبِ الْكُوفَةِ، وَفِي بَعْضِهَا أَنَّهُ النَّجَفُ الأَشْرَفُ. وَاللهُ العَالِمُ.

     الرِّوَايَةُ الأُولَى: (أَنَّهُ جَبَلٌ عِنْدَكُمْ فِي العِرَاقِ).

     عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي الحَسَنِ مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ – (فِي حَدِيثٍ - قَالَ: فَأَوْحَى اللهُ إِلَى الجِبَالِ أَنِّي وَاضِعٌ سَفِينَةِ نُوْحٍ عَبْدِي عَلَى جَبَلٍ مِنْكُنَّ. فَتَطَاوَلَتْ وَشَمَخَتْ وَتَوَاضَعَ الجُودِيُّ - وَهُوَ جَبَلٌ عِنْدَكُمْ - فَضَرَبَتْ السَّفِينَةُ بِجُؤْجُؤِهَا الجَبَلَ. الكَافِي لِلكُلَيْنيِّ: 2 / 124.

     عَلَّقَ المَازِنْدَرَانيُّ عَلَى الحَدِيثِ: قِيلَ هُوَ جَبَلٌ صَغِيرٌ كَانَ فِي نَجَفِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ). وَقَالَ صَاحِبُ القَامُوسِ: هُوَ جَبَلٌ بِالجَزِيرَةِ اسْتَوَتْ عَلَيْهِ سَفِينَةُ نُوحٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ). شَرْحُ أُصُولِ الكَافِي: 8 / 361.

     وَعَلَّقَ العَلَّامَةُ المَجْلِسِيُّ: يَظْهَرُ مِنْ بَعْضِ الأَخْبَارِ أَنَّهُ كَانَ بِقُرْبِ الْكُوفَةِ، وَمِنْ بَعْضِهَا أَنَّهَا الغَرِيُّ عَلَى مُشَرِّفِهِ السَّلَامُ. مِرْآةُ العُقُولِ: 8 / 254.

     الرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ: (أَنَّهُ جَبَلٌ فِي الْكُوفَةِ).

     عَنْ المُفَضَّلِ، عَنْ الصَّادِقِ (عَ): الجُودِيُّ وَهُوَ فُرَاتُ الْكُوفَةِ. الكَافِي لِلكُلَيْنيِّ: 8 / 281، تَفْسِيرُ العَيَّاشِيِّ: 2/146.

      عَلَّقَ العَلَّامَةُ المَجْلِسِيُّ: لَعَلَّ المُرَادَ قَرِيبٌ مِنْ الْفُرَاتِ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ فِي الأَصْلِ قَرِيبَ الْكُوفَةِ فَصُحِّفَ، إِذْ قَدْ وَرَدَ فِي الأَخْبَارِ أَنَّهُ نَجَفُ الْكُوفَةِ. مِرْآةُ العُقُولِ: 26 / 298.

     الرِّوَايَةُ الثَّالِثَةُ: (أَنَّهُ جَبَلٌ فِي المَوْصِلِ).

     عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ الصَّادِقِ (ع): ..وَاسْتَوَتِ السَّفِينَةُ عَلَى جَبَلِ الجُودِيِّ وَهُوَ بِالمَوْصِلِ جَبَلٌ عَظِيمٌ... تَفْسِيرُ الْقُمِّيِّ: 1 / 328.

     قَالَ العَلَّامَةُ الطَّبَاطَبَائيُّ: وَالجُودِيُّ مُطْلَقُ الجَبَلِ وَالأَرْضِ الصُّلْبَةِ، وَقِيلَ :هُوَ جَبَلٌ بِأَرْضِ مَوْصِلٍ فِي سِلْسِلَةِ جِبَالٍ تَنْتَهِي إِلَى أَرْمِينيةَ وَهِيَ المُسَمَّاتُ (آرارات).

     وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.