أهل العراق وواقعة كربلاء
السؤال: يثار في أيام شهر محرم من كل عام كلام بإنّ أهل العراق هم الذين قتلوا الحسين (عليه السلام) بعد أن كاتبوه وأعطوه العهود والمواثيق على ذلك, فهل يصح هذا المعنى ؟أم أن هناك ما لا نعلمه؟
أولاً: إن سكان الكوفة لم يكن جميعهم من الموالين لأهل البيت (عليهم السلام), ففيهم الخارجي, والأموي, والنصراني, والنبط, وغيرهم, وفيهم كذلك من الشيعة الموالين الذين كانوا يمثّلون سبع سكّانها, زجّ عبيد الله بن زياد أغلبهم في السجون، كما أعدم قسماً كبيراً منهم.
وثانياً: إن توصيف أهل العراق بأنهم قتلة سيد الشهداء (عليه السلام) إنما هو تبرير لفعل قتلته الحقيقيين، وإتهام شيعته بذلك الفعل الشنيع.
وثالثاً: المنقول بالطريق المعتبر أن الإمام الحسين (عليه السلام) قال عند مواجهة الجيش له (ويلكم يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون يوم المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم هذه, وارجعوا الى أحسابكم إنْ كنتم عرباً كما تزعمون)(1) .
وهو خير شاهد على إنّ الذين قتلوا الحسين (عليه السلام) ليسوا من شيعة آل محمد (صلوت آلله عليه وآله) .
____________
(1) أعيان الشيعة / الامين : 1 / 609.
اترك تعليق