أَسْئِلَةٌ حَوْلَ ظُهُورِ الإِمَامِ المَهْدِيِّ (ع).

خَالِدٌ الخَالِدِيُّ:      هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يَظْهَرَ الإِمَامُ المَهْدِيُّ مِنْ دُونِ عَلَامَاتٍ؟ وَمَا حَقِيقَةُ حَدِيثِ "انْتَظِرُوهُ صَبَاحاً وَمَسَاءً"؟ وَلِمَاذَا بَعْضُ الخُطَبَاءِ يَقُولُونَ: إِنَّ المُنْتَظِرَ لِإِمَامِهِ فِي كُلِّ عَصْرِ جُمُعَةٍ يَعْتَصِرُ قَلْبُهُ أَلَمًا لِعَدَمِ ظُهُورِ الإِمَامِ المَهْدِيِّ. يَعْنِي فِي كُلِّ جُمُعَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَظْهَرَ الإِمَامُ؟!

: اللجنة العلمية

     الأَخُ خَالِدٌ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

     لَا يُمْكِنُ ظُهُورُ الإِمَامِ المَهْدِيِّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) مِنْ دُونِ عَلَامَاتٍ; لِأَنَّ العَلَامَاتِ الَّتِي تَسْبِقُ ظُهُورَهُ هِيَ الَّتِي تُمَيِّزُهُ عَنْ غَيْرِهِ مَنَ الَّذِينَ ادَّعَوْا المَهْدَوِيَّةَ قَبْلَهُ فَفَشِلُوا، وَسَبَبُ فَشَلِهِمْ عَدَمُ اقْتِرَانِ ظُهُورِهِمْ بِالعَلَامَاتِ الحَتْمِيَّةِ الَّتِي تَظَافَرَ نَقْلُهَا فِي مَصَادِرِنَا الحَدِيثِيَّةِ، وَلِهَذَا كَذَّبَتْهُمُ النَّاسُ، وَيَبْقَى مَوْضُوعُ الإِنْتِظَارِ لَيْلًا وَنَهَارًا، وَصَبَاحًا وَمَسَاءً، فَالإِنْتِظَارُ فِي عَقِيدَتِنَا لَا يَعْنِي الرُّكُودَ وَالسُّكُونَ، بَلْ يَعْنِي تَنْقِيَةَ النَّفْسِ مِنَ الرَّذَائِلِ وَالمُدَاوَمَةِ عَلَى العَمَلِ الصَّالِحِ حَتَّى نَكُونَ مُهَيَّئِينَ فِعْلًا لِلإِنْضِمَامِ إِلَيْهِ (صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ) لَوْ ظَهَرَ فُجْأَةً، وَلَيْسَ الوَقْتُ بَيْنَ ظُهُورِ العَلَامَاتِ وَظُهُورِهِ المُبَاشِرِ إِلَّا بِضْعَةَ أَشْهُرٍ، وَيَبْقَى هَذَا التَّوْطِينُ لِلنَّفْسِ عَلَى تَوَقُّعِ الظُّهُورِ فِي كُلِّ جُمُعَةِ يُمَثِّلُ اسْتِعْدَادًا نَفْسِيًّا لِلمُؤْمِنِ يَعْتَادُ عَلَيْهِ حَتَّى لَا يَنْقَطِعَ عَنْ سَاحَةِ الإِنْتِظَارِ الَّتِي اعْتُبِرَتْ أَفْضَلَ الأَعْمَالِ فِي زَمَنِ الغَيْبَةِ.

     وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.