شرح بيتٍ من القصيدة العينية في حقّ أمير المؤمنين (ع).
سيد حسين أبو علي/العراق/: أرجو شرح هذا البيت وبيان معناه .. وما المراد به من قِبَل الشاعر ؟ وأنت أنت الذي حطّتْ له قدمٌ في موضعٍ يدُه الرحمنُ قد وَضعا !! سلام الله عليك سيدي .. ولك في هذا البيت العظيم قدرٌ عظيم ..
الأخ السيد حسين المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذا البيت يشير الشاعرُ عبدُ الباقي العمري إلى حادثة تحطيمِ الأصنام بيد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، والتي كانت كيفيتُها بأنِ ارتقى الأمير ( عليه السلام ) كتِفَ النبي الأقدس ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأخذ يحطِّم الأصنام في الكعبة ، وهي الحادثة التي أشار إليها العلامة الآلوسي عند شرحه للقصيدة مجملاً ، حيث قال :
وأنت أنت الذي حطَّت له قدمٌ * في موضع يدُه الرحمنُ قد وضعا
قيل : أحبَّ عليه الصلاة والسلام ( يعني علياً ) أن يكافئ الكعبة حيث ولد في بطنها بوضع الصنم عن ظهرها؛ فإنها ـ كما ورد في بعض الآثار ـ كانت تشتكي إلى الله تعالى عبادة الأصنام حولها، وتقول : أيْ ربِّ حتى متى تُعبَد هذه الأصنام حولي ؟ واللهُ تعالى يعدها بتطهيرها من ذلك . انتهى [ سرح الخريدة في شرح القصيدة العينية : 75]
وقد نقل العلامة الأميني في " الغدير " 41 مصدراً من مصادر أهل السنة ذَكرت هذه الحادثة منها : مسند أحمد بن حنبل: ج 1 ص 84 بإسنادٍ صحيح، السيرة الحلبية: ج 3 ص 86. تاريخ الخميس: ج2 ص 86و 87، مستدرك الحاكم: ج 2 ص 367، وراجع بقيه المصادر في موسوعة الغدير: ج 7 ص 10 - 13.
وفي مصادر الشيعة ، ذكر ابن شهر آشوب في " المناقب " : روي عن جابر بن عبد الله: (دخلنا مع النبي مكة، وفى البيت وحوله ثلاثمائة وستون صنماً، فأمر بها رسول الله فألقيت كلها لوجوهها وكان على البيت صنمٌ طويل يقال له هبل فنظر النبي إلى عليٍّ وقال له: يا علي تركب عليَّ أو أركب عليك لألقي هبل عن ظهر الكعبة ؟ قلت: يا رسول الله بل تركبني، فلما جلس على ظهري لم أستطع حمله لثقل الرسالة، قلت يا رسول الله بل أركبك، فضحك ونزل وطأطأ لي ظهره واستويت عليه، فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو أردت أن أمسك السماء لأمسكتها بيدي، فألقيتُ هبل عن ظهر الكعبة فأنزل الله تعالى: (( وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً)) ) . [ مناقب آل أبي طالب، ابن شهر اشوب 1: 398]
وأيضاً في البيت إشارة إلى حادثة المعراج بما ذُكر مجازاً من وضع يد الرحمة على كتف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وهو الموضع نفسه الذي وَضع أميرُ المؤمنين ( عليه السلام ) قدمه عليه ، كما يشير إليه الشاعر ، فيما رواه الديار بكري في " تاريخ الخميس " :
قيل لي : قل في عليٍّ مدحاً * ذكره يُخمد ناراً موصده
قلت : لا أقدم في مدح امرئٍ * ضلّ ذو اللبِّ إلى أنْ عبّده
والنبي المصطفى قال لنا : * ليلةَ المعراج لما صَعَده
وضع اللهُ بظهري يدَه * فأَحسَّ القلبُ أنْ قد برَّده
وعليٌّ واضعٌ أقدامَه * في محلٍّ وَضع اللهُ يدَه [ انظر الغدير 7: 12]
ودمتم سالمين.
اترك تعليق