لِمَاذَا طَلَبَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ (ع) مِنْ أَخِيهِ عَقِيلٍ أَنْ يَخْطُبَ لَهُ أُمَّ البَنِينَ؟!!

مُحَمَّدٌ هِلَالٌ عَبْدُ الخِضْرِ:      نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ الإِمَامَ المَعْصُومَ عِنْدَهُ عِلْمُ مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ بِأَمْرِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَبِالخُصُوصِ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ الإِمَامُ المُبِينُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) عَلَى رِوَايَةٍ. وَنَحْنُ نَعِيشُ ذِكْرَى وَفَاةِ أُمِّ الوَفَاءِ أُمِّ البَنِينَ، السُّؤَالُ هُوَ: مَا العِلَّةُ بِأَنْ يَطْلُبَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ مِنْ أَخِيهِ عَقِيلٍ أَنْ يَخْتَارَ لَهُ امْرَأَةً وَلَدَتْهَا الفُحُولُ مِنْ العَرَبِ؟ هَلْ إِنَّ عَقِيلًا أَكْثَرُ عِلْمًا مِنْ إِمَامِهِ (وَهَذَا غَيْرُ مُمْكِنٍ طَبْعًا) أَمْ هُنَاكَ رِسَالَةٌ يُرِيدُ الإِمَامُ (سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ) أَنْ يُوصِلَهَا إِلَى الأُمَّةِ؟

: اللجنة العلمية

     الأَخُ مُحَمَّدٌ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

     مِنْ المُتَعَارَفِ عِنْدَ العَرَبِ أَنَّ النَّاسَ تَبْعَثُ شَخْصًا غَيْرَ الخَاطِبِ لِيُفَاتِحَ أَهْلَ البِنْتِ بِمَوْضُوعِ الخُطُوبَةِ، وَقَدْ أَرَادَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) مِنْ أَخِيهِ عَقِيلٍ أَنْ يَقُومَ بِهَذِهِ المُهِمَّةِ نِيَابَةً عَنْهُ بَعْدَ أَنْ أَوْكَلَ إِلَيْهِ مُهِمَّةَ تَشْخِيصِ المَرْأَةِ المَطْلُوبَةِ أَوَّلًا، اسْتِئْنَاسًا بِرَأْيِهِ، لِأَنَّ عَقِيلًا كَانَ عَارِفًا بِأَنْسَابِ العَرَبِ، وَلَا يَمْنَعُ عِلْمُ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنْ يَسْتَأْنِسَ بِرَأْيِ غَيْرِهِ، فَإِنْ وَجَدَ الرَّأْيَ مُوَافِقًا لِعِلْمِهِ أَخَذَ بِهِ، وَإِلَّا امْتَنَعَ عَنْهُ، مَعَ مَا فِي هَذِهِ الأَفْعَالِ الصَّادِرَةِ عَنْ المَعْصُومِينَ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) مِنْ جَنْبَةِ التَّعْلِيمِ لِلآخَرِينَ بِأَنْ يَسْتَشِيرُوا غَيْرَهُمْ فِي مَوْضُوعِ الزَّوَاجِ وَلَا يَعْتَدُّوا بِآرَائِهِمْ فَقَطْ.

     وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.