هل كانتْ أمُّ البنينِ (ع) فِي الكوفةِ أيّامَ استشهادِ أميرِ المؤمنينَ (ع)؟
حيدر السعيدي: السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ..لِماذا لا نسمعُ على المنابرِ أيَّ دورٍ للسّيّدةِ أمِّ البنينَ في ليالي إستشهادِ الإمامِ أميرِ المؤمنينَ؟ وحتَّى فِي الكُتبِ التي تنقلُ مُصيبةَ أميرِ المُؤمنينَ لا نجدُ لهَا ذِكراً. هل كانتِ السّيّدةُ الطّاهرةُ موجودةً فِي الكوفةِ في ذلكَ الوقتِ؟
الأخُ حيدرٌ المُحترمُ، عليكمُ السّلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه
جاءَ فِي كتابِ "أمُّ البنينِ النّجمُ السّاطعُ فِي مدينةِ النّبيّ الأمينِ" للشّيخِ علي ربّاني الخلخالي:
(أمُّ البنينِ وشهادةُ زوجِها أميرِ المؤمنينَ عليهِ السّلام: كانَ أميرُ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ دائمَ السّهرِ فِي طاعةِ اللهِ، أحيى لياليَ عُمرهِ الشّريفِ بالمناجاةِ معَ خالقِ البريّاتِ... بيدَ أنَّ لسهرهِ ليلةَ التّاسعِ عشرَ مِن شهرِ رمضانَ نكهةٌ خاصَّةٌ، فقد سهرَ فِي تلكَ الليلةِ فأكثرَ الخروجَ والنّظرَ إلى السّماءِ وهوَ يقولُ: «واللهِ ما كَذبتُ ولا كُذَّبتُ وإنَّها اللّيلةُ التي وعِدتُ بها».
وكأنَّ أمَّ البنينِ عليها السّلامُ ترقبُ الموقفَ بقلبٍ واجفٍ وَجِلٍ وتقولُ لأميرِ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ: ماذا حدثَ لكَ يا أميرَ المؤمنين؟ أهذهِ اللّيلةُ مِن ليالي القدرِ التي وُعِدتَ؟
فيُجيبُهَا الإمامُ عليهِ السّلامُ: أوصيكِ بِولدكِ العبّاسِ لا يَتركنَّ أخاهُ الحُسينَ يومَ يبقى وحيداً فريداً لا ناصرَ لهُ ولا مُعين.
فلمَّا طلعَ الفجرُ فقامَ يخرجُ فاستقبلهُ الأوزُّ فصِحنَ في وجههِ فقالَ: دَعوهُنَّ فانَّهنَّ صَوائحٌ تَتبعُها نوائحٌ، وتعلّقتْ حديدةٌ على البابِ فِي مئزرهِ فشدَّ إزارَهُ وهوَ يقولُ:
أشدُدْ حيازِيمَكَ للموتِ فإنَّ الموتَ لاقيكَ
ولا تجزعْ مِنَ الموتِ إذا حلَّ بواديكَ
فلمَّا وصلَ إلى المسجدِ راحَ يُصلِّي بخشوعٍ وخضوعٍ، وإذا بسيفِ ابنِ ملجمٍ المُراديِّ المَسمومِ يفرقُ هامَتَهُ الشّريفةَ ويرتفعُ صوتُ الإمامِ عليهِ السّلامُ: «فزتُ وربِّ الكعبةِ».
وارتفعَ صوتُ جبرئيلَ بينَ السّماءِ والأرضِ هاتفاً: «تهدَّمتْ واللهِ أركانُ الهُدى وانفصَمتِ العروةُ الوثقى.. قُتلَ عليٌّ المُرتضى».
وكأنَّ أمَّ البنينِ عليها السّلامُ إرتفعت صرختُهَا: يا وارثَ الأنبياءِ، ويا سيِّدَ الأوصياءِ، ويا إمامَ الدّينِ، ويا خيرَ السّاجدينَ، ويا مولى الموحِّدينَ... يا عليّ، يا أميرَ المؤمنينَ). انتهى [أمُّ البنينِ عليهَا السّلامُ النَّجمُ السّاطعُ : 80 و81].
ودمتم سالمين
اترك تعليق