قِصَّةُ تَوبَةِ بِشْرٍ الحَافي في مَصادرِ الشِّيعَةِ الإمامِيَّةِ.

خالِدٌ الحُسينِيُّ: ما رَأيُكُمْ بِقِصَّةِ (بِشْرٍ الحَافي معَ الإمامِ الكاظِمِ (ع) ) الّتي يَذكرُها بَعضُ الخُطَباءِ وتَتكَرَّرُ دائِماً وبالخُصوصِ في أَيّامِ ذِكرى إستشهادِ الإمامِ (ع) ، مَعَ العِلمِ أَنّي بَحَثتُ عَنْ مَصدَرِ هذهِ القِصَّةِ في كُتُبِنا المُعتبَرةِ ولَمْ أجِدهُ!! وَفَّقكُمُ اللهُ تَعالى لِكُّلِ خَيرٍ.

: اللجنة العلمية

الجواب:

الأخُ خالد الْمُحْتَرَمُ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

ليسَ لِقِصَّةِ بِشْرٍ الحَافي ذِكْرٌ في مَصادِرِنا الأوَّليَّةِ عَدا ما نَقَلهُ العَلّامَةُ الحِلّيُّ ، ولكِنْ هذا لا يَمنَعُ مِنْ صِحَّتِها أو جَوازِ نَقلِها على المنَابِرِ ، فَلَعَلَّ العَلاّمَةَ نَقَلَها مِنْ مَصْدرٍ قَديمٍ لَمْ يَصِلْنا ، أَو لَم يُطبَعْ ، وَالعَلاّمَةُ الحِلِّيُ مُؤتَمَنٌ في النَقلِ .

قالَ العَلاّمةُ الحِلّيُّ ( ت 726 هـ ) : ( وعلى يَدِهِ عَليهِ السَّلامُ تابَ بِشْرٌ الحَافي ، لأنَّهُ عَليهِ السَّلامُ إجتازَ على دارِهِ بِبغدادَ ، فَسَمِعَ المَلاهي وأصواتَ الغِناءِ والقَصبِ تَخْرجُ مِنْ تِلكَ الدّارِ ، فَخرجَتْ جارِيَةٌ وبِيَدِها قُمامةٌ البَقْلِ ، فَرَمَتْ بِها في الدَّرْبِ : فقالَ لَها : يا جارِيَةُ ! صاحِبُ هذِهِ الدّارِ حُرٌّ أم عَبْد ؟ فَقالَتْ : بَلْ حُرٌّ فَقالَ : صَدَقْتِ ، لَو كانَ عَبْداً خافَ مِنْ مَولاه ! .

فَلَمّا دَخَلَتْ قالَ مَولاها وهُوَ على مائِدَةِ السُّكْرِ : ما أبطَأكِ عَلَينا ؟ فَقالَتْ : حَدَّثَني رَجُلٌ بِكَذا وكَذا ، فَخَرَجَ حافِياً حَتّى لَقِيَ مَولانا الكاظِمَ عَليهِ السَّلامُ فَتابَ عَلى يَدِهِ .) مِنْهاجُ الكَرامَةِ ص59 .

وَذَكَرَها القاضِيّ نورُ اللهِ التُسْتُري في مَجالِسِ المُؤمِنينَ ج2 ص410 عَنِ العَلاّمَةِ الحِلّي .

وَالحَمدُ للهِ رَبِّ العالَمِينِ .