هلْ عيَّنَ الإمامُ المهديُّ (ع) قائداً للمسلمينَ زمنَ الغيبةِ الكبرى؟
جبّار: السَّلامُ عليْكُمْ.. ما هيَ علَّةُ عدمِ تعيينِ الإمامِ - عجَّلَ اللهُ فرَجَهُ - قائداً للمسلمينَ زمنَ الغيبةِ الكبرى؟
الأخُ جبّار المحترمُ، السَّلامُ عليْكُمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
لقدْ عيَّنَ الإمامُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - قادةً أكْفاءً يُمْسِكونَ بزِمامِ الأمورِ زمنَ غيبتِهِ الكبرى، وهمُ الفقهاءُ العُدُولُ، رُواةُ أحاديثِهِمْ، يرجعُ النّاسُ إليْهِمْ في شؤونِ حياتِهِمُ الدِّينيَّةِ وما يتعلَّقُ بمسائلِ الفقهِ الإسلاميِّ منْ عباداتٍ ومعاملاتٍ، روى الحُرُّ العامليُّ عنِ الشَّيخِ الصَّدوقِ - رَحِمَهُ اللهُ - بسندِهِ في إكمالِ الدِّينِ عنْ إسحاقَ بنِ يعقوبَ قالَ: (سألتُ محمَّدَ بنَ عثمانَ العمريَّ أنْ يوصِلَ لي كتاباً قدْ سألتُ فيْهِ عنْ مسائِلَ أشكلتْ عليَّ، فوَرَدَ التَّوْقيعُ بخَطِّ مولانا صاحبِ الزَّمانِ - عَلَيْهِ السَّلامُ -: أمّا ما سألتَ عنْهُ - أَرْشَدَكَ اللهُ وَثَبَّتَكَ - إلى أنْ قالَ: وَأَمّا الحَوادِثُ الواقعةُ فارْجِعُوا فيها إلى رُواةِ حَدِيثِنا، فإنَّهُمْ حُجَّتِي عليْكُمْ، وأنا حُجَّةُ الله). [وسائلُ الشِّيعَةِ 27: 140]
وجاءَ في مقبولةِ عمرَ بنِ حنظلةَ منْ تنصيبِ الفقهاءِ منصبَ القضاةِ والحُكّامِ على المسلمينَ مِنْ قِبلِهِمْ - عَلَيْهِمُ السَّلامُ -، وهيَ الرِّوايةُ التي اعتمدَها بعضُ الفقهاءِ في القولِ بولايةِ الفقيهِ، عنْ عمرَ بنِ حنظلةَ قالَ: (سألتُ أبا عبدِ اللهِ - عَلَيْهِ السَّلامُ - عنْ رجلينِ منْ أصحابِنا بينَهُما منازَعةٌ في دَيْنٍ أو ميراثٍ، فتحاكَما إلى السُّلطانِ وإلى القُضاةِ، أيحلُّ ذلكَ؟ قالَ: مَنْ تَحاكَمَ إليْهِمْ فِي حَقٍّ أوْ باطِلٍ فإنَّما تحاكَمَ إلى الطّاغُوتِ، وَما يُحْكَمُ لهُ فإنَّما يَأْخُذُ سُحْتاً وإنْ كانَ حَقّاً ثابتاً لهُ؛ لأنَّهُ أخَذَهُ بحكمِ الطّاغُوتِ وما أمَرَ اللهُ أنْ يُكْفَرَ بِهِ، قالَ اللهُ تعالى: "يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إلى الطّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ"، قلتُ: فكيفَ يصنعانِ؟ قالَ: ينظرانِ مَنْ كانَ مِنْكُمْ مِمَّنْ قدْ رَوى حَدِيثَنا، وَنَظَرَ فِي حَلالِنا وَحَرامِنا، وَعَرَفَ أَحْكامَنا فَلْيَرْضَوْا بِهِ حَكَماً؛ فإنِّي قدْ جَعَلتُهُ عليْكُمْ حاكماً، فإذا حَكَمَ بِحُكْمِنا فلمْ يَقبَلْ مِنْهُ، فإنَّما اسْتَخَفَّ بِحُكْمِ اللهِ، وَعَلَيْهِ رَدَّ، وَالرّادُّ عَلَيْنا الرّادُّ على اللهِ، وَهُوَ عَلى حَدِّ الشِّرْكِ بِاللهِ). [وسائلُ الشِّيعَةِ: 27/140]
وَدُمْتُمْ سالِمِينَ.
اترك تعليق