تَواتُرُ وِلادَةِ الإمامِ المَهْدِيِّ (ع) وَأنَّهُ الحُجَّةُ ابْنُ الحَسَنِ العَسْكَرِيِّ (ع).

Salam Alshammare : كانَ عقيماً؟؟ وتوفِّيَ وعمرُهُ 28 سنةً؟؟ وكانَ يعاشِرُ زوجاتِهِ وجوارِيَهُ سنينَ طويلةً ولمْ ينجبْ؟؟ هوَ الحسنُ العسكريُّ، فمِنْ أينَ جاءَ ولدُهُ مهديُّ الشِّيعَةِ محمَّدُ بنُ الحسنِ العسكريِّ؟ رواياتٌ مؤكّدةٌ في ثمانيةِ كتبٍ منْ أهمِّ كتبِ الشِّيعَةِ، وعلى لسانِ أئمَّتِهِمُ المعصومينَ  (الكافي - الحجَّة 1/505، الإرشادُ للمفيدِ 339، كشفُ الغمَّةِ 408، الفصولُ المهمَّةُ 289، كتابُ جَلاءِ العيونِ 762:2، كتابُ إعلامِ الوَرى للطبرسيِّ 377، المقالاتُ والفرقُ للقمِّيِّ 102، كتاب الغيبةِ للطوسيِّ 74). ولِهَذا قالَ الشَّيخُ الشِّيعيُّ المفيدُ: (فلمْ يظهرْ لهُ ولدٌ في حياتِهِ، ولا عَرَفَهُ الجُمْهُورُ بَعْدَ وَفاتِهِ، وتَمَّ توزيعُ التَّرِكَةِ على أُمِّهِ وأخِيهِ جَعْفَرٍ) [الإرشادُ 345، إعلامُ الورى بأعلامِ الهُدى للطبرسيِّ 380] هذا المنشورُ نسخْتُهُ منْ مجموعةٍ أخرى أرجو بيانَ المعلوماتِ الخاصَّةِ بالإمامِ المهديِّ (عج) معَ جزيلِ الشُّكْرِ.

: اللجنة العلمية

الأخُ سلام المحترمُ، السَّلامُ عليْكمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.

لا تُوجَدُ روايَةٌ واحدةٌ في كتبِ الشِّيعةِ تقولُ: إنَّ الإمامَ الحسنَ العسكريَّ - عَلَيْهِ السَّلامُ - كانَ عقيماً، بلِ الموجودُ هوَ مِئاتُ الرِّواياتِ بلْ آلافُ الرِّواياتِ، (نافَتْ في  إحْصاءِ بعضِ المحقِّقينَ على أكثرَ منْ ثلاثةِ آلافٍ وسبعِمائةِ رِوايَةٍ، ستأتي الإشارةُ إليْها)، تدلُّ بالدَّلالةِ المطابقيَّةِ والالتزاميَّةِ على ولادَتِهِ - عَلَيْهِ السَّلامُ -، وأنَّهُ ابنُ الحسنِ العسكريِّ - صَلواتُ اللهِ وسَلامُهُ عليْهِما -، ولنُشِرْ أوَّلاً إلى أقوالِ عُلماءِ أهلِ السُّنَّةِ بالولادَةِ المبارَكَةِ، ثمَّ ننتقلْ إلى المرويّاتِ وأقوالِ علماءِ الشِّيعَةِ الإماميَّةِ في الموضوعِ:

فقدْ شَهِدَ علماءُ الأنسابِ والمتخصِّصونَ منْ أهلِ السُّنَّةِ بولادةِ الإمامِ المهديِّ - عَلَيْهِ السَّلامُ -، وأنَّهُ ابنُ الإمامِ الحسنِ العسكريِ - عَلَيْهِ السَّلامُ -، ومنْهُمْ هؤلاءِ الأعلامُ بِحَسَبِ التَّسلسلِ الزَّمنيِّ:

1- النَّسابَةُ الشهيرُ أبو نصرٍ سهلُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ داودَ بنِ سليمانَ البُخاريُّ، منْ أعلامِ القرنِ الرّابِعِ الهجريِّ، الذي كانَ حيّاً سنةَ (341 هـ)، وهوَ منْ أشهرِ علماءِ الأنسابِ المعاصرينَ لغيبةِ الاِمامِ المهديِّ الصُّغرى التي انتهتْ سنةَ 329 هـ.

قالَ في (سرِّ السِّلسلةِ العلويَّةِ): (وولدَ عليُّ بنُ محمَّدٍ التَّقيُّ- عَلَيْهِ السَّلامُ - الحسنَ بنَ عليٍّ العسكريَّ - عَلَيْهِ السَّلامُ - منْ أُمِّ ولدٍ نوبيَّةٍ تُدعى رَيْحانَةَ، ووُلِدَ سنةَ إحدى وثلاثينَ ومائتينِ، وقُبِضَ سنةَ ستِّينَ ومائتينِ بسامرّاءَ وَهوَ ابنُ تسعٍ وعشرينَ سنةً ... وولدَ عليُّ بنُ محمَّدٍ التَّقيُّ- عَلَيْهِ السَّلامُ – جعفراً، وهوَ الذي تسمِّيهِ الإماميَّةُ جعفراً الكذّابَ، وإنّما تسمِّيهِ الإماميَّةُ بذلكَ؛ لادِّعائِهِ ميراثَ أخِيهِ الحسنَ - عَلَيْهِ السَّلامُ - دونَ ابنِهِ القائِمِ الحُجَّةِ - عَلَيْهِ السَّلامُ - لا طَعْنٍ في نَسَبِهِ).

2- النَّسّابَةُ العمريُّ المشهورُ منْ أعلامِ القرنِ الخامسِ الهجريِّ، قالَ ما نصُّهُ  في (المجديِّ في أنسابِ الطالبيِّينَ: 130): (وماتَ أبو محمَّدٍ - عَلَيْهِ السَّلامُ - وولدُهُ منْ نرجسَ - عَلَيْها السَّلامُ - معلومٌ عندَ خاصَّةِ أصحابِهِ وثِقاتِ أهلِهِ، وسنذكُرُ حالَ ولادَتِهِ والاَخبارَ التي سَمِعْناها بذلكَ، وامتُحِنَ المؤمنونَ، بلْ كافَّةُ النّاسِ بغيبَتِهِ، وشَرِهَ جعفرُ بنُ عليٍّ إلى مالِ أخِيهِ وحالِهِ، فدفَعَ أنْ يكونَ لهُ ولدٌ، وأعانَهُ بعضُ الفَراعِنَةِ على قبضِ جواري أخِيهِ).

3- الفخرُ الرّازيُّ الشّافعيُّ (ت 606 هـ)، قالَ في كتابِهِ (الشَّجَرَةِ المُبارَكةِ في أنسابِ الطّالبيَّةِ) تحتَ عنوانِ: (أولادِ الإمامِ العسكريِّ) - عَلَيْهِ السَّلامُ - ما هذا نصُّهُ: (أمّا الحسنُ العسكريُّ الإمامُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - فلهُ ابنانِ وبِنْتانِ، أمّا الابنانِ فأحَدُهُما صاحبُ الزَّمانِ - عجَّلَ اللهُ فرَجَهُ الشَّريفَ -، والثّاني موسى دَرَجَ في حَياةِ أبِيهِ، وأمّا البِنتانِ ففاطِمَةُ دَرَجَتْ في حياةِ أبِيها، وأمُّ موسى دَرَجَتْ أيضاً).

4- محمَّد أمين السّويديُّ (ت 1246هـ) قالَ في (سَبائِكِ الذَّهَبِ في معرِفَةِ قبائِلِ العَرَبِ): (محمَّدٌّ المهديُّ: وكانَ عمرُهُ عندَ وفاةِ أبِيهِ خمسَ سِنينَ، وكانَ مربوعَ القامَةِ، حَسَنَ الوَجْهِ والشَّعَرِ، أقنى الأنْفِ، صَبِيحَ الجَبْهَةِ).

5- نسّابةُ المدينةِ المنوَّرةِ: أنسُ بنُ يعقوبَ الكتبيُّ (معاصر)، صرَّحَ في كتابِهِ (الأصولِ في ذُرِّيَّةِ البَضْعَةِ البتولِ بالنَّسبِ كاملاً للإمامِ المهديِّ- عَلَيْهِ السَّلامُ -، وأنّهُ ابنُ الحسنِ العسكريِّ- عَلَيْهِ السَّلامُ -، إذْ قالَ: (محمَّدٌ المهديُّ: وهوَ محمَّدٌ المهديُّ بنُ الحسنِ العسكريِّ بنِ عليٍّ الهادِي بنِ محمَّدٍ الجوادِ بنِ عليٍّ الرِّضا بنِ موسى الكاظمِ بنِ جعفرٍ الصّادِقِ بنِ محمَّدٍ الباقرِ بنِ عليٍّ زَيْنِ العابدينَ بنِ الحسينِ الشَّهيدِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالِبٍ - عَلَيْهِما السَّلامُ).

وصرّحَ في موضعٍ آخرَ بغيبتِهِ واختفائِهِ، إذْ قالَ: (ومنَ الثّابِتِ عندَ أهلِ العلمِ منْ متقدِّمينَ ومتأخِّرينَ انقطاعُ خبرِهِ، وعدمُ معرفةِ قبرِهِ ولا مكانِهِ).

فهذِهِ أقوالُ جملةٍ يسيرةٍ منْ علماءِ الأنسابِ المشهورينَ منْ أهلِ السُّنَّةِ على مرِّ القرون يثبتونَ الولادةَ الميمونَةَ للإمامِ المهديِّ- عَلَيْهِ السَّلامُ -، وأنّهُ ابنُ الإمامِ الحسنِ العسكريِّ - عَلَيْهِ السَّلامُ.

وأمّا اعترافُ المحدِّثينَ والعلماءِ منْ أهلِ السُّنَّةِ بهذِهِ الولادةِ فحدِّثْ ولا حرجَ، فقدْ أحصى السَّيِّدُ ثامرٌ العميديُّ في كتابِهِ "دفاعٌ عنِ الكافي" 128 عالماً منْ علماءِ أهلِ السُّنَّةِ منْ فقهاءَ ومحدِّثينَ ومفسِّرينَ وغيرِهِمْ، وعلى مرِّ القرونِ، ممَّنِ اعترفَ بهذِهِ الولادةِ المباركةِ.

ونذكرُ هُنا جملةً منْهُمْ معَ الإشارةِ إلى المصدرِ والصَّفحَةِ فقطْ، وهمْ بحسَبِ التَّسلسلِ الزَّمنيِّ:

1- ابنُ الأثيرِ الجزريُّ (ت630 هـ) في كتابِهِ (الكاملِ في التّاريخِ 274:7، آخر حوادِثِ سنةِ 260 هـ).

2- ابنُ الخشّابِ البغداديُّ المؤرّخُ (ت 643 هـ ) في (تاريخِ مواليدِ الأئمَّةِ: 6).

3- محمَّدُ بنُ طلحةَ الشّافعيُّ (ت 652 هـ ) في (مطالِبِ السَّؤولِ في مناقِبِ آلِ الرَّسول: 88).

4- محمَّدُ بنُ يوسفَ الكنجيُّ الشّافعيُّ (ت 658 هـ) في (البيانِ في أخبارِ صاحبِ الزَّمانِ: 336).

5- ابنُ خلِّكانَ (ت 681 هـ) في (وَفَياتِ الأعيانِ 176:4، الرقم 562).

6- شَمْسُ الدِّينِ الذَّهبيُّ (ت 748 هـ) في كُتُبِهِ: العِبَرِ، وتاريخِ دولِ الإسلامِ، وسِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ [العبر 31:3. تاريخ دول الإسلام 113 في حوادِثِ السَّنواتِ ( 251 ـ 260 هـ ). سير أعلام النبلاء 119:13، الرقم 60]

7- ابنُ الوَرْدِيُّ (ت 749 هـ ) في ذيلِ تتمّةِ المختصرِ المعروفِ بـ(تاريخِ ابنِ الورديِّ)، نقلَ ذلكَ عنْهُ الشّبلنجيُّ في (نورِ الأبصارِ 186).

8- ابنُ الصّبّاغِ المالكيُّ (ت 855 هـ) في (الفُصُولِ المُهِمَّةِ: 273).

9- عَبْدُ الوهّابِ الشَّعرانيُّ (ت 973هـ) في (اليواقيتِ والجواهرِ 145:3).

10- ابنُ حجرٍ الهيتميُّ الشّافعيُّ (ت 974 هـ) في (الصَّواعِقِ المحرِقةِ : 207).

11- الشّبراويُّ الشّافعيُّ (ت 1171هـ) في (الإتحافِ بحبِّ الأشرافِ :68).

12- القندوزيُّ الحنفيُّ (ت 1293هـ) في (ينابيعِ المودّةِ 301:3 ـ 306، الباب 79).

13- مؤمنُ بنُ حسنٍ الشّبلنجيُّ (ت 1308هـ) في (نورِ الأبصارِ: 186).

14- خيرُ الدِّينِ الزِّركليُّ (ت 1396هـ) في كتابِهِ (الأعلامِ 80:6).

وراجِعْ بقيَّةَ الأسماءِ - وهمْ بالعشراتِ - في المصدرِ المتقدِّمِ.

هذا، وقدْ أحصى الشَّيخُ مهدي فقيه إيماني في كتابِهِ (المهديُّ في نهجِ البلاغةِ) ما يزيدُ على (100) شخصيّةٍ منْ علماءِ أهلِ السُّنّةِ صرَّحَتْ بولادتِهِ - عجّلَ اللهُ فرَجَهُ، فراجِعْ ما أفادَهُ.

أمّا الرِّواياتُ، فقدْ أحصى بعضُ المحقِّقينَ المعاصرينَ - وهوَ آيةُ اللهِ العظمى الشَّيخُ الصافي الكلبايكانيُّ - أكثرَ منْ ثلاثةِ آلافٍ وسبعِمائةِ روايَةٍ وردَتْ بحقِّ الإمامِ المهديِّ- عَلَيْهِ السَّلامُ - في مختلِفِ أحوالِهِ، في مختلِفِ المصادِرِ، وهيَ تدلُّ بالدّلالةِ المطابقيَّةِ والالتزاميَّةِ - بعدَ الجمعِ العرفيِّ بينَ المرويّاتِ - على ولادَتِهِ - عَلَيْهِ السَّلامُ -، وإليكَ تفصيلَها:

1- الرِّواياتُ التي تبشِّرُ بظهورِهِ - عجّلَ اللهُ فرَجَهُ-: 657 روايةً.

2- الرِّواياتُ التي تبيّنُ أنّهُ يملأُ الأرضَ عدلاً وقسطاً: 123روايةً.

3- الرِّواياتُ التي تُثبِتُ أنَّ المهديَّ المنتظرَ منْ أهلِ البيتِ: 389 روايةً.

4- الرِّواياتُ التي تبيّنُ أنّهُ منْ ولدِ أميرِ المؤمنينَ- عَلَيْهِ السَّلامُ -: 214روايةً.

5- الرِّواياتُ التي تُثبِتُ أنّهُ منْ ولدِ فاطمةَ الزَّهراءِ- عَلَيْها السَّلامُ -: 192روايةً.

6- الرِّواياتُ التي تقولُ: إنّهُ منْ ولدِ الإمامِ الحسينِ - عَلَيْهِ السَّلامُ -: 185 روايةً.

7- الرِّواياتُ التي تقولُ: إنَّهُ التّاسعُ منْ ولدِ الإمامِ الحسينِ- عَلَيْهِ السَّلامُ -: 148 روايةً.

8- الرِّواياتُ التي تقولُ: إنَّهُ منْ ولدِ عليِّ بنِ الحسينِ- عَلَيْهِما السَّلامُ -: 85 روايةً.

9- الرِّواياتُ التي تقولُ: إنَّهُ منْ ولدِ محمّدٍ الباقرِ- عَلَيْهِ السَّلامُ -: 103 رواياتٍ.

10- الرِّواياتُ التي تقولُ: إنَّهُ منْ ولدِ الصّادِقِ- عَلَيْهِ السَّلامُ -: 103 رواياتٍ.

11- الرِّواياتُ التي تقولُ: إنَّهُ السّادِسُ منْ ولدِ الصّادِقِ - عَلَيْهِ السَّلامُ -: 99 روايةً.

12- الرِّواياتُ التي تقولُ: إنَّهُ منْ ولدِ موسى بنِ جعفرٍ - عَلَيْهِما السَّلامُ -: 101 روايةً.

13- الرِّواياتُ التي تقولُ: إنَّهُ الخامِسُ منْ ولدِ موسى بنِ جعفرٍ - عَلَيْهِما السَّلامُ -: 98 روايةً.

14- الرِّواياتُ التي تقولُ: إنَّهُ الرّابِعُ منْ ولدِ عليِّ بنِ موسى الرِّضا - عَلَيْهِ السَّلامُ-: 95 روايةً.

15- الرِّواياتُ التي تقولُ: إنَّهُ الثّالِثُ منْ ولدِ محمّدِ بنِ عليٍّ التَّقيِّ- عَلَيْهِ السَّلامُ -: 90 روايةً.

16- الرِّواياتُ التي تقولُ: إنَّهُ منْ ولدِ عليٍّ الهادي- عَلَيْهِ السَّلامُ -: 90 روايةً.

17- الرِّواياتُ التي تقولُ: إنَّهُ ابنُ أبي محمّدٍ الحسنِ العسكريِّ- عَلَيْهِ السَّلامُ -: 146 روايةً.

18- الرِّواياتُ التي تقولُ إنَّهُ الثّاني عشرَ منَ الأئمّةِ وخاتمُهُمْ: 136 روايةً.

19- في ولادَتِهِ - عَلَيْهِ السَّلامُ - وتأريخِها وبعضِ حالاتِ أمِّهِ: 214 روايةً.

20- في أنَّ لهُ غيبتَيْنِ: 10 روايات.

21- في أنَّ لهُ غيبةً طويلةً: 91 رواية.

22- في أنّهُ طويلُ العمرِ جدّاً: 318 روايةً. [راجعْ: منتخبَ الأثرِ في الإمامِ الثاني عَشَرَ، ثلاثة مجلَّداتٍ، آية الله العظمى لطف الله الصافي الكلبايكانيّ]

وممَّنْ صرَّحَ بتواترِ رواياتِ ولادَتِهِ - عَلَيْهِ السَّلامُ - جملةٌ كبيرةٌ منْ علماءِ الشِّيعَةِ الإماميَّةِ، نشيرُ إلى بعضِهِمْ:

قالَ العلّامةُ الحلّيُّ في (منهاجِ الكرامةِ): (وقدْ تواترتْ بِهِ الشِّيعَةُ في البلادِ المتباعدةُ  خلفاً عنْ سلفٍ منَ النَّبيِّ (ص) أنّهُ قالَ للحسينِ- عَلَيْهِ السَّلامُ -: "هذا إمامٌ ابنُ إمامٍ، أخو إمامٍ، أبو أئمَّةٍ تسعةٍ، تاسعُهُمْ قائمُهُمْ، اسمُهُ اسمي، وكنيتُهُ كنيتي، يملأُ الأرضَ عدلاً وقسطاً كما مُلِئتْ ظلماً وجوراً). [منهاجُ الكرامةِ: 177]

وجاءَ في كتابِ (الطَّرائِفِ في معرِفَةِ مذاهِبِ الطَّوائِفِ) لابنِ طاووسٍ: (ونقلَ إليْنا سلفُنا نقلاً متواتراً أنَّ المهديَّ - عَلَيْهِ السَّلامُ - المشارَ إليْهِ وُلِدَ ولادةً مستورَةً). [الطَّرائفُ في مَعْرِفَةِ مَذاهبِ الطَّوائفِ: 183]

وقدْ أقرَّ  العلّامةُ المجلسيُّ في (بحارِ الأنوارِ) ما قالَهُ السَّيِّدُ ابنُ طاووسٍ في هذا الجانِبِ. [انظر: بحارَ الأنوارِ 51: 107]

وفي كتابِ الأربعينَ للشَّيخِ الماحوزيِّ: (إجماعُ الشِّيعَةِ - رِضْوانُ اللهِ عَلَيْهِمْ -، وتواترُ أخبارِهِمْ بولادَتِهِ - صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ - على نحوِ ولادَةِ إبراهيمَ وموسى - عَلَيْهِما السَّلامُ - وغيرِهِما ممّا اقتضَتِ المصلحةُ تستُّرَ ولادَتِهِ، وقدِ استفاضَتِ الأخبارُ عنْهُمْ باسْمِهِ ونَسَبِهِ). [الأربعونَ: 211]

وفي كتابِ (عقائدِ الإماميَّة) للشَّيخِ المظفَّرِ: (هذا المصلحُ المهديُّ هوَ شخصٌ معيَّنٌ معروفٌ، وُلِدَ سنةَ 256 هجريَّةً ولا يزالُ حيّاً، هوَ ابنُ الحسنِ العسكريِّ واسْمُهُ محمَّدٌ. وذلكَ بِما ثبتَ عنِ النَّبيِّ وآلِ البيتِ منَ الوَعْدِ بِهِ وما تواتَرَ عندَنا منْ ولادَتِهِ واحْتِجابِهِ). [عقائدُ الإماميَّةِ: 78 و79]

وفي كتابِ (مُحاضراتٌ في الإلهيّاتِ) للشَّيخِ السّبحانيِّ: (كلُّ مَنْ كانَ لهُ إلمامٌ بالحديثِ، يقفُ على تواتُرِ البشارَةِ عنِ النَّبيِّ وآلِهِ وأصحابِهِ بظهورِ المهديِّ في آخِرِ الزَّمانِ)، إلى أنْ يقولَ: (معتقدُ الشِّيعَةِ بفضلِ الرِّواياتِ الكثيرةِ هوَ أنّهُ وُلِدَ في سُرَّ مَنْ رَأى عامَ 255 بعدَ الهجرةِ النَّبويَّةِ، وغابَ بأمرِ اللهِ سبحانَهُ سنةَ وفاةِ والدِهِ عامَ 260 هـ، وسوفَ يُظهرُهُ اللهُ سبحانَهُ لِيَتَحَقَّقَ عَدْلُهُ). [محاضراتٌ في الإلهيّاتِ 389 و390]

وفي (تنزيهِ الشِّيعَةِ الاثنيْ عَشَرِيَّةِ) لأبي طالِبٍ التّجليليِّ التّبريزيِّ: (وَرَدَتْ نصوصٌ متواترةٌ على أنَّ المهديَّ الذي يملأُ الأرضَ قسطاً وعدلاً هوَ ابنُ الحسنِ العسكريِّ - عَلَيْهِما السَّلامُ -، فقدْ وَرَدَ عنِ النَّبيِّ - صلّى اللهُ عليْهِ وآلِهِ وسلَّمَ - في التَّصريحِ عليْهِ سِتُّونَ نَصّاً، وعنْ أبيهِ الحسنِ العسكريِّ- عَلَيْهِ السَّلامُ - في التَّصريحِ على ولدِهِ المهديِّ اثنانِ وأربعونَ نَصّاً، وعنْ سائِرِ الأئمَّةِ - عَلَيْهِمُ السَّلامُ - نصوصٌ كثيرةٌ، فراجعْ). [تنزيهُ الشِّيعَةِ الاثنيْ عشريَّةِ 2: 561]

وفي (مقالاتٍ تأسيسيَّةٍ) للسَّيِّدِ الطباطبائيِّ: (إنَّ بينَ أيدينا أخباراً متواترةً منْ طريقِ العامَّةِ والخاصَّةِ عنِ النَّبيِّ الأكرمِ (ص) وأئمَّةِ أهلِ البيتِ - عَلَيْهِمُ السَّلامُ -  تحدِّثُنا عنْ حياةِ الإمامِ الغائبِ وسيرَتِهِ، ومِنْ معالمِ هذِهِ السِّيَرِة يتبيَّنُ أنَّ هذا الإمامَ ابنُ الإمامِ الحسنِ بنِ عليٍّ العسكريِّ.. وُلِدَ بِسامَرّاءَ). [مقالاتٌ تأسيسيَّةٌ: 271]

ومِمَّنْ  صَرَّحَ  بتواتُرِ غيبتِهِ - عَلَيْهِ السَّلامُ - أيضاً، وهيَ ما يُستفادُ منْها بالدَّلالةِ الالتزاميَّةِ ولادتُهُ- عَلَيْهِ السَّلامُ -؛ لأنَّ الغيبةَ فرعُ الولادَةِ، جملةٌ كبيرةٌ منْ علماءِ الشِّيعَةِ الإماميَّةِ، وهذِهِ بعضُ أقوالِهِمْ:

قالَ النّعمانيُّ في كتابِهِ (الغيبةِ): (هذِهِ الرِّواياتُ التي قدْ جاءَتْ متواترةً تشهدُ بصحّةِ الغيبةِ). [الغيبةُ 163و164]

وفي كتابِ (الغيبةِ) للشِّيخِ الطُّوسيِّ: (والأخبارُ في هذا المعنى [أيِ الغيبةِ] أكثرُ منْ أنْ تُحْصى ذكرْنا طرفاً منْها لِئلّا يطولَ بِها الكتابُ ... على أنَّ هذِهِ الأخبارَ متواترٌ بِها لفظاً ومعنىً). [الغيبةُ 167-174]

وفي (كمالِ الدِّينِ) للشَّيخِ الصَّدوقِ: (فالتَّصديقُ بالأخبارِ يُوجِبُ اعتقادَ إمامةِ ابنِ الحسنِ- عَلَيْهِ السَّلامُ - على ما شرحْتُ، وأنّهُ قدْ غابَ كما جاءَتِ الأخبارُ في الغيبَةِ، فإنَّها جاءَتْ مشهورةً متواترةً). [كمالُ الدِّينِ: 39]

وفي (مُنْتَخَبِ الأنوارِ المضيئةِ) للسَّيِّدِ بهاءِ الدِّينِ النَّجفيِّ: (وقدْ تواترتِ الأخبارُ ورُوِيَتِ الآثارُ عنِ اللهِ تعالى والنَّبيِّ والأئمَّةِ الأحدَ عشرَ الأطهارِ بِالنَّصِّ على إمامَتِهِ وظهورِهِ بَعْدَ غيبتِهِ). [منتخبُ الأنوارِ المضيئةِ: 45]

وفي (تاجِ المواليدِ - المجموعَةِ) للشَّيخِ الطَّبرسيِّ يقولُ: (وأمّا  غيبتُهُ - صَلواتُ اللهِ عليْهِ - فقدْ تواتَرَتِ الأخبارُ بِها قبلَ ولادَتِهِ، واستفاضَتْ بدولتِهِ قبلَ غيبتِهِ، وهوَ صاحِبُ السَّيْفِ منْ أئمَّةِ الهُدى- عَلَيْهِمُ السَّلامُ -، والمنتظرُ لدولةِ الإيمانِ).[تاجُ المواليدِ: 56]

وَدُمْتُمْ سالِمِينَ.