هَلْ كَانَ الإِمَامُ الحَسَنُ ﴿ع﴾ مِطْلَاقَاً كَمَا يُرَوِّجُ لَهُ البَعْضُ ؟!!

دَوَائِرُ مُغْلَقَةٌ: السَّلامُ عَلَيكُم.. مَا هُوَ رَدُّكُم عَلَى أَنَّ الإِمَامَ الحَسَنَ مِطْلَاقٌ وَمَا هِيَ القَاعِدَةُ الَّتِي تَعْتَمِدُ عَلَيهَا فِي رَفْضِ الرُّوَايَاتِ لَو كَانَت صَحِيحَةَ السَّنَدِ أَوِ المَتْنِ أَو كِلَيهِمَا؟

: اللجنة العلمية

الأَخُ المُحْتَرَمُ:

السَّلامُ عَلَيكُم وَرَحمَةُ ٱللهِ وَبَرَكَاتُهُ:-

لَقَدْ رَدَّ هَذِهِ الفِرْيَةَ الكَثيرُ مِن عُلَمَائِنَا الأَعْلَامِ فِي مُصَنَّفَاتِهِم، وَمِنْهُم العَلَّامَةُ المُحَقِّقُ بَاقِرُ شَرِيف القُرَشِيّ(رحمه ٱلله) الَّذِي صَرَّحَ فِي مَوسُوعَتِهِ (سِيرَةِ أَهْلِ البَيت ﴿ع﴾)، فِي الجُزءِ الخَاصِّ بالإِمَام الحَسَنِ ﴿عَلَيهِ السَّلَامُ﴾، ج11 ص 450، فَهُوَ بَعْدَ أَنْ سَاقَ أَدِلَّةَ المُثْبِتِينَ؛ لِكِثْرَةِ زَوَاجِ الإِمَامِ الحَسَنِ وَالنَّافِينَ لَهُ قالَ مَا نَصَّهُ: (أَمَّا أَنَا فَبِحَسَبِ تَتَبُّعِي عَن أَحْوَالِ الإِمَامِ ﴿عَلَيهِ السَّلَامُ﴾ أَرَى أَنَّ هذِهِ الكِثرَةَ مَوضُوعَةٌ وَبَعِيدَةٌ عَنِ الوَاقِعِ كُلُّ البُعْدِ، وَبَيَانُ ذَلِكَ لَا يَتمُّ إِلَّا بِعَرْضِ الرُّوَايَاتِ والبَحْثِ عَن سَنَدِهَا الَّذِي هُوَ شَرْطٌ فِي قَبُولِ الرُّوَايَةِ...)، ثُمَّ ٱسْتَعْرَضَ الرُّوَايَاتِ الوَارِدَةِ فِي هَذِهِ القَضِيَّةِ وأَثْبَتَ أَنَّهَا مَطْعُونٌ بِهَا وَلَا تَصْلُحُ لِلٱسْتِدْلَالِ فِي القَضِيَّةِ، وَصَرَّحَ قَائِلاً:

(فَلَيسَ عِندَنَا دَلِيلٌ مُثْبِتٌ؛ لِكْثَرَةِ أَزْوَاجِ الإِمَامِ سُوَى هَذِهِ الرُّوَايَات وَهِيَ لَا تَصْلُحُ لِلٱعْتِمَادِ عَلَيهَا نَظَرَاً لِلشُّبَهِ وَالطُّعُونِ الَّتِي حَامَت حَولَهَا وَيُؤَيِّدُ ٱفْتِعَالَ – تِلْكُمُ - الكَثْرَةِ أُمُورٌ:

1 ـ إِنَّهَا لَو صَحَّتْ لَكَانَ لِلإِمَامِ مِنَ الأَولَادِ جَمْعٌ غَفِيرٌ يَتَنَاسَبُ مَعَهَا وَالحَالُ أَنَّ النَّسَّابِينَ والرُّوَاةُ لَم يَذكُرُوا لِلإِمامِ ذُرِّيَّةً كَثِيرَةً، فَإِنَّ الرَّقمَ القِيَاسِيَّ الَّذِي ذُكِرَ لَهَا ٱثْنَانُ وَعُشْرُونَ وَلَدَاً مَا بَينَ ذَكَرٍ وَأَنْثَى وَهَذَا لُا يَلْتَئِمُ كُلِّيَّاً مَعَ تِلْكَ الكِثْرَةِ وَلَا يَلْتَقِي مَعَهَا بِصِلَةٍ.

2ـ وَمِمَّا يَزِيدُ وُضُوحَاً فِي ٱفْتِعَالِ تِلْكُمُ الرُّوَايَاتِ هِيَ المُنَاظَرَاتُ الَّتِي جَرَت بَينَ الإِمَامِ الحَسَنِ ﴿عَلَيهِ السَّلَامُ﴾ وَبَينَ خُصُومِهِ فِي دِمَشْقَ وَغَيرِهِ وَقَدْ أَجْهَدُوا نُفُوسَهُم وَأَنْفَقُوا كَثِيرَاً مِنَ الوقت لِلتَّفْتِيشِ عَمَّا يَشِينُ الإِمَامَ؛ لِيَتَّخِذُوهُ وَسِيلةً إِلَى التَّطَاوُلِ ﴿َلَيهِ وَالنَيلِ مِنهُ فَلَمْ يَجِدُوا لِذَلِكَ سَبِيلاً، وَلَو كَانَ الإِمَامُ﴿عَلَيهِ السَّلَامُ﴾ كَثِيرَ الزَّوَاجِ وَالطَّلَاقِ كَمَا يَقُولُونَ لَقَالُوا لَهُ: أَنْتَ لَا تَصْلُحُ لِلخِلَافَةِ؛ لَأَنَّكَ مَشْغُولٌ بِالنِّسَاءِ وَلَطَبَّلُوا بِذَلِكَ وَٱتَّخُذُوهُ وَسِيلَةً لِلتَّشْهِيرِ بِهِ وَجَابَهُوهُ بِهِ عِنْدَ ٱجْتِمَاعِهِم بِهِ فَسُكُوتُهُم عَنْهُ وَعَدَمُ ذِكْرِهِم لَهُ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى عَدَمِ وَاقِعِيَّتِهِ وَصَحَّتِهِ.

3ـ وَمِمَّا يُؤَيِّدُ عَدَمَ صَحَّةِ تِلْكَ الرُّوَايَاتِ أَنَّ أبَا جَعْفَرَ مُحَمَّدَ بْنِ حَبِيبِ المُتَوَفَّى سَنَة 245هج قَد ذَكَرَ فِي كِتَابِهِ المحبر ثَلَاثَةَ أَصْهَارٍ لِلإِمَامِ وَهُم: الإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ الحُسَينِ ﴿عَلَيهِ السَّلَامُ﴾ وَعِنْدَهُ أُمُّ عَبْدِ ٱللهِ، وَعَبْدُ ٱللهِ بْنُ الزُّبَيرِ وَعِنْدَهُ أُمُّ الحَسَنِ، وَعَمْرُو بْنُ المُنْذِرِ وَعِنْدَهُ أُمُّ سَلَمَة، وَلَم يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ وَلَو كَانَ الإِمَامُ ﴿عَلَيهِ السَّلَامُ﴾ كَثِيرَ الأَزوَاجِ لَكَانَ لَهُ مِنَ الأَصْهَارِ مَا يَتَنَاسَبُ مَعَ تِلْكَ الكَثْرَةِ مُضَافَاً لِذَلِكَ فَإِنَّ أَبَا جَعْفَرَ مِنَ المَعْنِيِّينَ بِأَمْثَالِ هَذِهِ البُحُوثِ فَقَدْ ذَكَرَ فِي المحبر كَثِيراً مِن نَوَادِرِ الأَزوَاجِ وَلَو كَانَ لِلإِمَامِ تِلْكَ الكَثْرَةِ مِن الأَزوَاجِ لَأَلْمَعَ لَهَا فِي محبره... إِلخ).

وَبَعْدَ هَذَا نَصَّ الشَّيخُ القُرَشِيُّ عَلَى أَزوَاجِ الإِمَامِ﴿عَلَيهِ السَّلَامُ﴾ اللَّاتِي ذَكَرَهُنَّ المُؤَرِّخُونَ وَذَكَرُوا تَرَاجِمَ لَهُنَّ، وَهُنَّ ثَلاثُ زَوجَاتٍ فَقَط: خَولَةُ الفُزَارٍيَّةُ، وَجَعْدَةُ بِنتُ الأَشْعَثِ، وَعَائِشَةُ الخَثْعَمِيَّةُ، ثُمَّ قَالَ (قُدِّسَ سُرُّهُ):

أَمَّا بَقِيَّةُ أَزوَاجِهِ اللَّاتِي لَمْ نَعْثَرْ عَلَى تَرَاجِمِهِنَّ، فَهُنَّ:

4 ـ أُمُّ كُلْثُوم بِنْتُ الفَضْلِ بْنِ العَبَّاسِ تَزَوَّجَهَا ﴿ع﴾ ثُمَّ فَارَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا مِن بَعْدِهِ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيّ.

5ـ أُمُّ إِسْحَاقَ بِنْتُ طَلْحَة بْنِ عُبَيدِ ٱللهِ التَّمِيمِيّ، أَنْجَبَت مِنهُ وَلَدَاً أَسْمَاهُ طَلْحَةَ.

6 ـ أُمُّ بَشِيرِ بِنْتُ أَبِي مَسْعُودِ الأَنْصَارِيّ، أَنْجَبَت مِنهُ وَلَدَاً أَسْمَاهُ زَيدَاً.

7ـ هِنْدُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْر.

8 ـ ٱمْرَأَةٌ مِن بَنَاتِ عَمْرو بْنِ أَهِيمِ المِنْقَرِيّ.

9 ـ ٱمْرَأَةٌ مِن ثَقِيفَ، أَنْجَبَت لَهُ وَلَدَاً أَسْمَاهُ عُمَرَ.

1٠ ـ ٱمْرَأَةٌ مِن بَنَاتِ زُرَارَة.

11 ـ ٱمْرَأَةٌ مِن بَنِي شَيبَانَ مِن آلِ هُمَام بْنِ مُرَّة.

12 ـ أُمُّ عَبْدِ ٱللهِ.

13 ـ أُمُّ القَاسِمِ، وَهِيَ أُمُّ وَلَدٍ، وَقِيلَ ٱسْمُهَا نُفَيلَةُ، وَقِيلَ رَمْلَةُ.

فَمَجْمُوعُ مَا تَزَوَّجَهُ الإِمَامُ مِنَ النِّسَاءِ هَذَا العَدَدِ المَذْكُورِ لَمْ يَتَجَاوَزُهُ بِقَلِيلٍ، وَهُوَ كَمَا تَرَى لَا يَمُتُّ إِلَى الكَثْرَةِ المَزْعُومَةِ بِصِلَةٍ [الَّتِي نَصَّ البَعْضُ عَلَى أَنَّهُنَّ سُبْعُونَ ٱمْرَأَةً، وَبَعْضُهُم قَالَ تِسْعُونَ، وَبَعْضُهُم قَالَ مِائَتَانِ وَخَمْسُونَ ٱمْرَأَةً، وَبَعْضُهُم قَالَ ثَلَاثُمِائَةِ ٱمْرَأَةٍ]. إِنْتَهَى.

وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ