هلْ نَشرَتِ الحَوراءُ زينبُ (ع) شَعرَها ونزَعتْ حِجابَها على أخيها الحسينِ (ع) ؟!!

أحمد العراقي: الحمدُ للهِ والصَّلاةُ والسَّلامُ على محمدٍ وآلهِ الأطهار..  أمّا بعدُ هناكَ بَعضٌ منَ الرَّواديدِ الحسينية يقولونَ (صرَختْ زينبُ منْ عظمِ المُصابِ الجَلَل ، تلطمُ الخدَّ وتنشرُ شعرَها ...الخ)  السُّؤالُ هنا كيفَ السِّيدةُ زينبُ نشرَتْ شعرَها وكيفَ رفعتِ الحِجابَ مِنْ على رأسِها وهيَ من بيتِ الرسالةِ وبكتْ على أبيها المُرتضى (ع) وهل نشرُ الشَّعرِ ونزعُ الحجابِ جائزٌ في الإسلامِ ؟  وضِّحوا لنا هذا الأمرَ بالتَّفصيلِ باركَ اللهُ فيكم لخدمةِ مذهبِ أهلِ البيتِ عليهمُ السَّلامُ.

: اللجنة العلمية

الجواب:

الأخُ أحْمَدُ الْمُحْتَرَمُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

لَا يُمْكِنُ تَصَوُّرُ أَنَّ الْحَوْرَاءَ زَيْنَبَ (عَلَيْهَا السَّلامُ) تُخَالِفُ تعَاليمَ الْإِسْلَامِ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَوْ فِي يَوْمِ وَفَاةِ أَبِيهَا الْمُرْتَضَى (عَلَيْهِ السَّلامُ) وَتَرْفَعُ حِجَابَهَا، فَالثَّابِتُ عِنْدَنَا هِي مَعْصُومَةٌ بِالْعِصْمَةِ الصُّغْرَى، فَلَمْ يَنْقُلْ لَنَا التَّأْرِيخُ حَادِثَةً وَاحِدَةً عَنْهَا أَنَّهَا خَالَفَتِ الشَّرِيعَةَ، بَلْ كَانَتْ فِي أَعْلَى دَرَجَاتِ الْوَرَعِ والإلتزامِ وَالْعِبَادَةِ، وَمَا يَتَنَاقَلُهُ الرَّواديدُ يَسْتَفِيدُونَهُ مِمَّا وَرَدَ فِي زِيَارَةِ النَّاحِيَةِ الْمَروِيَّةِ عَنِ الْإمَامِ الْمَهْدِيِّ (عَلَيْهِ السَّلامُ)، وَالَّتِي جَاءَ فِيهَا: (فَلَمَّا رَأَيْنَ النِّسَاءَ جَوَادَكَ مَخْزِيًّا، وَنَظَرْنَ سَرْجَكَ عَلَيْهِ مَلْوِيًّا، بَرَزْنَ مِنَ الْخُدُورِ، نَاشِرَاتِ الشُّعُورِ، عَلَى الْخُدُودِ لَاطِمَاتٍ..). وَهَذِهِ الْعِبَارَةُ- عَلَى التَّسْلِيمِ بِصِحَّةِ سَنَدِ هَذِهِ الزِّيَارَةِ مَعَ أَنَّهَا لَيْسَتْ ثَابِتَةً بِحَسبِ قَواعدِ عِلمِ الرِّجال- لَهَا تَفْسِيرَاتٌ عِدَّةٌ، مِنْهَا: خُرُوجُ النِّسَاءِ إِلَى مُخَيَّمَاتِ بَعْضِهِنَّ الْبَعْضَ ؛ إِذْ كَانَتْ لِلنِّسَاءِ عِدَّةُ مُخَيَّمَاتٍ، فَخَرَجْنَ إِلَى بَعْضِهِنَّ الْبَعْضَ وتَنادبْنَ لِلْعَزَاءِ وَنَشَرْنَ شَعْرَهُنَّ فِيمَا بَيْنَهُنَّ وَلَيْسَ أَمَامَ الْأَعْدَاءِ، وَمِنْهَا: الْخُرُوجُ إِلَى فَنَاءِ الْمُخَيَّمَاتِ وَالْاِجْتِمَاعِ فِي الْفَنَاءِ بَعيدَاً عَنْ أَعيُنِ الْأَعْدَاءِ ؛ لِأَنَّ الْمَسَافَةَ كَانَتْ بَيْنَ الْمُخَيَّمَاتِ وَجَيْشِ بَني أُمَيَّةَ تَعَادِلُ غُلُوَّة سَهْمٍ، أَي تَزِيدُ عَلَى مَائتَينَ وخَمْسِينَ مِتْرًا، وَمِثْلُ هَذِهِ الْمَسَافَةِ لَا تَسْمُحُ بِالرُّؤْيَةِ الْوَاضِحَةِ، وَمِنْهَا: أَنْ تُحْمَلَ عَلَى الْمَعْنَى الْمَجَازِيّ مِنَ الذُّهُولِ فِي الشُّعُورِ لَا الْمُرَادُ بِهِ نَشْرُ الشَّعْرِ حَقِيقَةً...

وَكُلَّهَا مَحَامِلُ صَحِيحَةٌ يُجِيزُهَا شِدَّةُ وَرَعِ هَذِهِ النِّسَاءِ وَتَقْوَاهُنَّ خَاصَّةً سَيِّدَةَ نِسَاءِ أهْلِ زَمَانِهَا، الْحَوْرَاءَ زَيْنَبَ (عَلَيْهَا السَّلامُ).

وَدُمْتُم سَالِمِينَ.