هَلْ مَاتَ رَسُولُ اللهِ (ص) مَسمُومَاً ؟!!
Aziz Azize: هَلْ فِعلاً رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلِيهِ وسَلَّمَ) مَاتَ مَسمُومَاً.
الأَخُ المُحتَرَمُ:
السَّلَامُ عَلَيكُم وَرَحمَةُ ٱللهِ وَبَرَكَاتُه:
تُوجَدُ رُوَاياتٌ عِندَ الفَريقَينِ تُشيرُ إلى أَنَّهُ (صَلَّى ٱللهُ عَليهِ وآلهِ وسَلَّمَ) مَاتً مَسمُوماً، مِنها مَا رَوَاهُ الحاكِمُ النَّيسَابُوريّ في مُستَدرَكِهِ على الصَّحيحَينِ عن داوُودَ بنِ يَزيدَ الأَودِيّ بسَندٍ – لَمْ يَتَعَقَّبْهُ الذَّهَبِيّ بشيءٍ - ، قال: سَمِعتُ الشُّعَبِيّ يقولُ: وٱللهِ لقد سُمَّ رَسولُ ٱللهِ (صَلَّى ٱللهُ عليهِ وسَلَّمَ) وسُمَّ أَبو بَكرِ الصِّدِّيقُ وقُتِلَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ صَبرَاً وقُتِلَ عُثمانُ بنُ عفَّانَ صَبرًاً وقُتِلَ عَلِيُّ ٱبنُ أَبي طالبٍ صَبرَاً وسُمَّ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ وقُتِلَ الحُسَين بنُ عَلِيٍّ صَبرَاً (رَضِيَ ٱللهُ عَنهُم) فما نَرجُوا بَعدًهم. إِنتَهَىٰ [ المُستَدرَك على الصًّحِيحَينِ 3: 59]
ومِنها ما رَوَوهُ عن ٱبنِ مَسعُودٍ، قال: لأَنْ أَحْلِفَ تِسْعاً أَنَّ رَسُولَ ٱللَّهِ (صَلَّى ٱللهُ عَليهِ وسَلَّمَ) قُتِلَ قَتْلاً أَحَبُّ إِلَيًّ مِن أَنْ أَحْلِفَ وَاحِدَةً أَنَّهُ لمْ يُقْتَلْ وَذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ جَعَلَهُ نَبِيًّا وٱتَّخَذَهُ شَهِيداً.
قال الهَيثَميّ في (مَجمعِ الزَّوائِدِ) بعدَ نَقلِ الرّوَايةِ في ج8 ص 5: (رَوَاهُ الطَّبرَانِي وأًبو يَعلَىٰ بنَحوِهِ بٱختِصارٍ ورِجالُ أَبي يَعلَىٰ رجالُ الصَّحيحِ).
وقال في ج9 ص 34 بَعدَ نَقلِ الرّوَايةِ عن مُسنَدِ أَحمَدَ: (رَواهُ أَحمدُ ورِجالُهُ رِجالُ الصَّحيحِ). إِنتَهَىٰ
ومِن مَصادِرِ الشِّيعةِ ذَكَرَ ٱبنُ شَهرِ آشُوبَ في "مَناقبِ آلِ أًبي طالبٍ": (قال الحسنُ بنُ عليٍّ لأهلِ بَيتهِ: إِنَّي أَموتُ بالسُّمِّ كما ماتَ رَسولُ ٱللهِ، فقالَ لهُ أَهلُ بَيتهِ: ومَنِ الَّذي يَسُمُّكَ؟ قال: جارِيَتي أوِ ٱمرَأتي) [مناقب آل أبي طالب 3: 175] وجاء في "المُقنَعَةِ" للشَّيخِ المُفيدِ: (وقُبِضَ بالمَدِينةِ مَسمُومَاً يومَ الٱثنَينِ لليلَتَينِ بَقِيَتَا مِن صَفَرٍ، سنةَ عَشرٍ مِن هِجرَتِهِ، وهُو ٱبنُ ثلاثٍ وسِتِّينَ سنةٍ) [المُقنَعَةُ: 456]
وعن الشَّيخِ الطُّوسيّ في "تَهذيبِ الأَحكامِ": (وقُبِضَ بالمَدِينةِ مَسمُوماً يومَ الٱثنَينِ لِليلَتَينِ بَقِيَتَا مِن صَفَرٍ سنةَ عَشرٍ مِنَ الهِجرةِ وهُو ٱبنُ ثلاثٍ وسِتِّينَ سنةٍ). إِنتًهى [تَهذيبُ الأَحكامِ 6: 2].
إِذنْ كونُهُ (صَلَّى ٱللهُ عَليهِ وآلهِ وسَلَّمَ) ماتَ مَسمُوماً شَهيداً أَمرٌ مُسَلَّمٌ، ولكِنَّ الكلامَ في الَّذي سَمَّهُ، فالرّواياتُ مُتضاربةٌ في هذا الجانِبِ، وحَملُها على حادثةِ السُّمِّ الَّذي قَدَّمَتْهُ لهُ اليَهوديَّةُ في خَيبرَ (قبلَ موتِهِ بِثلاثِ سنواتٍ) بعِيد لِعدَّةِ مَلحُوظاتٍ.. راجِعْ مًقالَ بهذا الخُصُوصِ على مَوقِعِنا.
ودُمتُم سالِمِينَ
اترك تعليق