ماصحة الحديث المنسوب للرسول (ص) ( بعث علي مع كل نبي سرا وبعث معي جهرا )
الأخُ المُحترمُ، السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ
لجوابُ: أصلُ هذا الحديثِ قُدسيٌّ لا نبويّ, ولا يُعرفُ لهُ سندٌ في المجاميعِ الرّوائيّةِ والحديثيّةِ عندَ الشّيعةِ الإماميّةِ, وإنّما ذكرهُ بعضُ الفلاسفةِ في كتبِهم عندَ كلامِهم على الولايةِ التّكوينيّةِ , إذْ يقولُ الشّيخُ مُلّا هادي السّبزواريّ في كتابِه (شرحُ أسماءِ اللهِ الحُسنى), في (ج1/ص 28): وأمّا عندَ أهلِ اللهِ منَ الإماميّةِ وأربابِ الحقيقةِ منَ الإثني عشريّة العالمُ يدورُ على سبعةٍ منَ الأقطابِ, وإثني عشرَ منَ الأولياءِ, وأمّا السّبعةُ منَ الأقطابِ فهُم كبارُ الأنبياءِ والرّسلِ, وهؤلاءِ آدمُ ونوحُ وإبراهيمُ وداودُ وموسى وعيسى ومحمّدٌ صلّى اللهُ عليه وآله تطبيقاً على الكواكبِ السّبعةِ السيّارةِ, وأمّا الإثنا عشرَ منَ الأولياءِ فهُم أوصياءُ محمّدٍ تطبيقاً على البروجِ الإثني عشر, لكِن إعَلم أيّدنا اللهُ وإيّاكَ أنَّ جميعَ الأنبياءِ والرّسلِ مِن آدم إلى عيسى عليهم السّلام مظهرٌ مِن مظاهرِ خاتمِ الأنبياءِ مُحمّدٍ صلّى اللهُ عليه وآله, وجميعِ الأوصياءِ والأولياء مظهرٌ مِن مظاهرِ سيّدِ الأولياءِ عليٍّ ( عليه السّلام ) لقوله تعالى: (بُعثَ عليٌّ معَ كلِّ نبيٍّ سرّاً وبُعثَ معي جهراً), وكما أنّ كلَّ الأنبياءِ كالأقمارِ المُقتبسينَ مِن شمسِ نبوّةِ خاتمِ الأنبياءِ أو كالفروعِ والأغصانِ والأوراقِ المُتفرّعةِ مِن أصلِ شجرةِ طوبى النّبوّةِ الختميّةِ المُحمّديّةِ, كذلكَ كلُّ الأولياءِ كالأقمارِ المُكتسبينَ مِن نورِ شمسِ ولايةِ سيّدِ الأولياء أو كالفروعِ والأغصانِ والأوراقِ المُتوزّعةِ من أصلِ شجرةِ طوبى الولاية ِالختميّةِ العلويّةِ. وقَد أشارَ إلى هذا الحديثِ القُدسيّ تِبعاً للشّيخِ مُلّا هادي السّبزواريّ أيضاً كُلٌّ منَ الشّيخِ جوادٍ بنِ عبّاسٍ الكربلائيّ في كتابِه (الأنوارِ السّاطعة في شرحِ الزّيارةِ الجامعة) في الصّفحة (272), والحافظِ رجبٍ البُرسيّ في كتابه (مشارقُ أنوارِ اليقين ) في الصّفحةِ ( 247), والسيّد هاشمٍ البحرانيّ في كتابه ( غايةُ المرامِ وحجّةُ الخصامِ في تعيينِ الإمامِ من طريقِ الخاصِّ والعامِّ) في الصّفحةِ (17), والسيّدِ عليٍّ بن عاشور في كتابِه (الولايةُ التّكوينيّة), في الصّفحةِ (58).
ودمتُم سالمين
اترك تعليق