هَلْ ذَكَرَ النَّبِيُّ (ص) هَيْكَلَ سُلَيْمَانَ ؟!!
Gin San: السَّلامُ عَلَيْكُم ... كُنْتُ أتَصَفَّحُ بِمَوْقِعكُم وقَرأَتُ سُؤَالاً عَن هَيْكلِ سُليمانَ. وأَجَبْتُمْ صَاحِبَ السُؤالِ بِأنَّ الهَيكَلَ غَيْرُ مَوْجُودٍ وَأَحَدُ أكَاذِيْبِ اليَهُودِ؟ كَيْفَ تَقُولُونَ أنّهَا أَحَدُ أكَاذِيْبِ اليَهودِ وَقَدْ ذَكَرَهُ الرَّسُولُ بِقَوْلِهِ: (أَوْحَى اللهُ إلَى سُلَيمَانَ بن دَاودٍ أَنْ يَبنِي بَيْتَ المَقْدِسِ وَكَانَت أَرْضَاً لِرجلٍ فَاشتَرى مِنْهُ الأَرْضَ) الحَديثُ الثّاني: - أَخرَجَهُ الطَّبرانيُّ فِي الكَبيرِ (4477) قَالَ: حَدَّثنا مُحمّدُ بنُ الحَسنِ بنِ قُتيبَةَ العَسقلانيّ، حَدَّثنا مُحمَّدُ بنُ أيّوبٍ بنِ سُوَيدٍ، حَدَّثني أبي حَدَّثنا إبراهيمُ بنُ أبي عَبلةَ عنْ أبي الزّاهريَةِ عن رافعٍ بنِ عُميرٍ قالَ سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَقولُ: قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ لداودَ عليهِ السَّلام: إِبْنِ لِي بَيتاً في الأرضِ، فَبَنى داودُ بَيتاً لنفسهِ قَبلَ البَيتِ الّذي أُمِرَ بِه فَأوحى اللهُ عزَّ وجلَّ إليهِ يا داودُ نَصَبْتَ بَيْتَك قبلَ بَيتي، قالَ: يا رَبِّ هَكذا قُلْتَ فيما قَضَيْتَ "مَنْ مَلَكَ اسْتَأثَرَ" ثُمَّ أَخَذَ في بناءِ المَسجدِ، فلمّا تَمَّ السُّورُ سَقطَ ثُلْثَاهُ، فَشَكا ذلكَ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، فأوحى اللهُ عزَّ وجلَّ إليهِ أنَّهُ لا يَصْلُحُ أنْ تَبنيَ لِي بَيتاً، قالَ: أَيْ رَبِّ وَلِمَ ؟ قالَ: لِما جَرَتْ على يَديكَ مِنَ الدِّماءِ، قالَ: أيْ رَبِّ أَوَ لَم يكنْ في هواكَ ومَحبَّتِكَ ؟ قالَ: بَلَى ولَكِنَّهُمْ عِبادي، وأنا أرحَمُهُم، فَشَقَّ ذلكَ عليهِ، فأوحى اللهُ إليهِ لا تحزنْ فإنّي سأقضي بناءَهُ على يَدي إبنكَ سُليمان، فلمّا ماتَ داودُ أخذَ سليمانُ في بِنائهِ، فلمّا تمَّ، قرَّبَ القَرابينَ وذبَحَ الذَّبائِحَ وجمعَ بني إسرائيلَ، فأوحى اللهُ عزَّ وجلَّ إليهِ: قَد أرى سُروراً بِبُنيانِ بَيتي فَسَلني أعطِكَ، قالَ: أسألُكَ ثلاثَ خِصالٍ: حُكماً يُصادِفُ حُكمكَ، ومُلْكَاً لا يَنْبَغِي لأحدٍ مِنْ بَعدي، ومَنْ أتى هذا البيتَ لا يُريدُ إلّا الصَّلاةَ فيهِ خرَجَ مِنْ ذُنوبهِ كَيومِ ولَدَتهُ أمُّهُ، قَالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم: أمّا إثنتَيْنِ فقد أُعطِيَهُما وأنا أرجو أن يَكونَ قد أُعطِيَ الثّالثة . " وأخرجَهُ إبنُ حِبّانٍ في كتابِ "المَجروحين" (2/300)، وإبنُ الجَوزيّ في "المَوضوعات" (1/200 – 201) مِنْ طَريقِ مُحمَّدٍ بنِ أيوبَ بنِ سُوَيدٍ عنْ أبيهِ ثنا إبراهيمُ بنُ أبي عَبلةَ الزّاهريَةِ عنْ رافعٍ بنِ عُمَير. وبهذا الإسنادِ مُحمَّدُ بنُ أيوبٍ الرَّمليَّ وهوَ متَّهَمٌ بالوَضْعِ، وقد حكَمَ ابنُ الجَوزيّ والذَّهبيّ والسّيوطيّ وغيرُهُم على الحَديثِ بأنَّهُ مَوضوعٌ .
الأَخُ المُحْتَرَمُ، السَّلَامُ عَلَيْكُم وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ،
لَمْ يَرِدْ ذِكْرُ الهَيْكَلِ فِي أَحَادِيْثِ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَمَ) ، بَلِ الوَارِدُ هُوَ ذِكْرُ المَسْجِدِ الأقْصَى ، وَإليْكَ هَذِهِ الرِّوَايَةَ مِنْ صَحِيْحَيِّ البُخَارِيِّ وَمُسْلِم: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ
حَدَّثَنَا إبْرَاهِيْمُ التَيْمِيُّ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ سَمِعْتُ أبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ
أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأرْضِ أَوَّلاً؟ قَالَ: المَسْجِدُ الحَرَامُ ، قالَ قلتُ: ثُمَّ أَيْ؟ قَالَ: المَسْجِدُ الأقْصَى، قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: أَرْبَعُونَ سَنَةً [صَحِيْحُ البُخَارِيِّ 4: 117 ، صَحِيْحُ مُسْلِمٍ 2: 63].
وَإذَا أَخَذْنَا بِهَذِهِ الرِّوَايَةِ مِنْ صَحِيْحِيِّ البُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ وَعَلِمْنَا أنَّ إِبْرَاهِيْمَ ( عَلَيْهِ السَّلامُ ) هُوَ الَّذِيْ رَفَعَ قَوَاعِدَ المَسْجِدِ الحَرَامِ بِمَكَةَ حَوالِي سَنَةِ 2150 ق. م ،الَّذِي هُوَ أَوَّلُ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ ، فَهَذَا مَعْنَاهُ أَنَّ المَسْجِدَ الأَقْصَى الَّذِي شُيِّدَ بَعْدَهُ بِأَرْبَعِينَ عَامَاً يَكُونُ قَدْ شُيِّدَ فِي نِهَايَةِ أَيَّامِ إِبْرَاهِيْمَ (عَلَيْهِ السَّلامُ) تَقْرِيْبَاً، أَيْ حَوَالِيَ سَنَةِ 2100 ق. م. أَيْ قَبْلَ بِدَايَةِ أَوَّلِ ظُهُورٍ لِبَنِي إِسْرَائِيْلَ فِي التَّارِيْخِ بِأَكْثَرَ مِنْ 100 سَنَةٍ عَلَى أَقَلِ تَقْدِيْرٍ.
وَبِالتَّالِي لَا يُوْجَدُ مُثْبِتٌ حَدِيْثِيٌّ مِن تُرَاثِ المُسْلِمِيْنَ لِمَزَاعِمِ اليَهُودِ بِوُجُودِ هَيْكَلِ سُلَيْمَانَ مَكَانَ المَسْجِدِ الأَقْصَى ، بَلْ مَوْضُوْعُ الهَيْكَلِ هُوَ مِنْ مَزَاعِمِ اليَهُودِ ، وَلَا يُوْجَدُ مَا يُثْبِتُهُ مِنْ مَصَادِرَ تَارِيْخِيَّةٍ مَوْثُوْقَةٍ ، وَالتَّنَاقُضُ وَالتَّضَارُبُ فِيْ دَعْوَاهُمْ وَاضِحٌ عَنْ مَكَانِ الهَيْكَلِ المَزْعُومِ [رَاجِعْ كِتَابَ: مَسْجِدُ دَاوودٍ وَلَيْسَ هَيْكَلُ سُلَيْمَانَ : 58].. وَقَدْ فَنَّدَ المُؤَرِخُوْنَ وَالمُحَقِّقُوْنَ كَالدُّكْتُورِ أَحْمَد سُوْسَة الَّذِي كَانَ يَهُودِيَّاً فَأَسْلَمَ فِكْرَةَ وُجُودِ الهَيْكَلِ وَصَرَّحَ بِأَنَّهَا فِكْرَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ وَثَنِيَّةٌ، وَكَذَلِكَ عَالِمُ الآثَارِ اليَهُودِيِّ "إسرائيل فلنكشتاين" الَّذِي صَرَّحَ بِعَدَمِ وُجُودِ آَثَارٍ تَدُّلُ عَلَى الهَيْكَلِ المَزْعُوْمِ [تَجِدُ نُسْخَةً مَحْفُوْظَةً مِنْ كَلَامِهِ 09 فبراير 2013 عَلَى مَوْقِعِ وَاي بَاك مَشِيْن] .. وَيَبْقَى هَدَفُ هَذَا الزَّعْمِ تَدْمِيْرَ المَسْجِدِ الأَقْصَى بِدَعْوَى أَنَّ هَيْكَلَ سُلَيْمَانَ يَقَعُ عَلَى التَّلَّةِ الَّتِي بُنِيَ عَلَيْهَا المَسْجِدُ الأَقْصَى.
وَدُمْتُمْ سَالِمِيْنَ.
اترك تعليق