لَا تَأخُذوا الإِسلامَ بِجَرِيرَةِ الأَحزابِ الفَاسِدَةِ.
حُسينُ أَحمدُ علِيّ: يَجِبُ فَصلُ الدِّينِ عنِ السِّياسةِ بعدَ التَّجربةِ السِّياسيِّةِ في العراقِ منذُ 2003 وحتَّى الآنَ حيثُ حكَمتْ الأَغلبيَّةَ الشِّيعيَّةَ أَحزابٌ إِسلاميَّةٌ ومُعمَّمونَ فتَوجَّهوا لِسرقةِ المالِ العامِّ، ولمْ يَحكُموا بِما أَنزلَ ٱللهُ وأَصبَحوا الآنَ مَوضعَ سَبٍّ وشَتِيمَةٍ وسُخريَّةٍ وأُسلُوبُهُمُ العِلمَانيُّ ومَخاطِرُهُ هُو مُجرَّدُ تَخدِيرٍ.
الأَخُ حُسينُ المُحترمُ:
السَّلَامُ عَلَيكُم وَرَحمَةُ ٱللهِ وَبَرَكَاتُه:
مِن حيثُ المَنهجِ والنَّظريَّةِ: السِّياسةُ هِي جُزءٌ لَا يَتجزَّأُ مِنَ الدِّينِ، وقولهُ تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) المَائِدةُ:44، صَريحٌ مِن هذهِ النَّاحيةِ، فالإِسلامُ والمَذهبُ شَيءٌ، وهَؤلاءِ الفاسِدونَ الَّذينَ تتكلَّمُ عَنهم شَيءٌ آخرُ، فأَميرُ المُؤمنينَ عليٌّ (عليهِ السَّلامُ) كانَ إِماماً ومَرجِعاً دِينيَّاً لِلأُمَّةِ وكانَ حاكِماً كذلكَ، وقد وَصفَتْهُ الأُمَمُ المُتَّحِدَةُ في تَقريرِها سنةَ 2002 م بِأَنَّهُ أَعدلُ حاكمٍ عرفتْهُ البشريًّةُ.
فالَّذينَ تتكلَّمُ عَنهم لا يُمَثِّلُونَ الإِسلامَ في تَطبيقِ أَحكامِهِ ولا يُمَثِّلُونَ المَذهبَ في تَطبيقِ فَتاوى العُلماءِ، بلْ هُم في واقعِهِم بَرَاغْمَاتِيُّونَ ونَفْعِيُّونَ لا أَكثرَ، فالحديثُ عَن تَمثيلِهِم لِلدِّينِ أَوِ المَذهبِ أَو تَعالَوا نَعزِلُ الدِّينَ عَنِ السِّياسَةِ بِسبَبِ تَصرُّفِ هَؤلاءِ هو أَشبَهُ بالسَّالِبةِ بِٱنتِفاءِ المَوضُوعِ؛ لأَنَّهُ أَصلاً لا يُوجَدُ شَيءٌ ٱسْمُهُ تَطبيقٌ لِأَحكامِ الدِّينِ وفَتاوى العُلماءِ حتَّى نأتِيَ ونَعزِلَ هذا عَن هذا، بَلْ هي مُجرَّدُ مُسَمَّيَاتٍ وعَنَاوِينَ حَمَلَتِ ٱسمَ الإِسلامِ وهي فارِغةُ المُحتَوى منهُ تَماماً.
ودُمتُم سالِمِينَ
اترك تعليق