سرّ تسبيح فاطمة الزهراء (ع).
صباح حسن: السلام عليكم .. ما هو سرُّ تسبيحِ السيدة الزهراء؟ وما هو فضله؟ ولماذا بيدا بالتكبير؟ ولماذا يبدأ بأربعٍ وثلاثين تكبيرةً ثم بثلاثٍ وثلاثين تحميدةً وتسبيحة؟ بهذا الترتيب؟ ارجو الإجابة بالتفصيل لأنها ضرورية.. دمتم بعز
الاخ صباح المحترم، عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا التسبيح العظيم ممّا تصافق على روايته العامّة والخاصّة ، وسبب نسبته إليها ( عليها السلام ) أنّها كانت السبب في تشريعه ( صلوات الله وسلامه عليها ) كما أفاده العلامة الحلّي ( رحمه الله ) في " منتهى المطلب " ، حيث قال : ( وأفضل الأذكار كلَّها تسبيح الزّهراء عليها السّلام وقد أجمع أهل العلم كافّة على استحبابه) .
روى الجمهور ، عن أبي هريرة قال : جاء الفقراء إلى رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله فقالوا : ذهب أهل الدّثور من الأموال بالدّرجات العلى والنعيم المقيم ، يصلَّون كما نصلَّي ، ويصومون كما نصوم ، ولهم فضول أموال يحجّون بها ويعتمرون ويتصدّقون ، فقال :
« ألا أُحدّثكم بحديثٍ إنْ أخذتُم به أدرَكْتُم من سبَقَكُم ولم يُدْرِكُكم أحدٌ بعدكم ، وكنتم خيرَ من أنتُم بين ظهرانيهم إلَّا مَنْ عَمِلَ مثلَه ، تسبّحون وتحمدون وتكبّرون خلف كلّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثين ».
ومن طريق الخاصّة : ما رواه الشّيخ في الصّحيح ، عن ابن سنان قال : قال أبو عبد اللَّه عليه السّلام : « مَنْ سَبَّحَ تَسْبِيحَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ع قَبْلَ أَنْ يَثْنِيَ رِجْلَيْه مِنْ صَلَاةِ الْفَرِيضَةِ غَفَرَ اللَّه لَه ولْيَبْدَأْ بِالتَّكْبِيرِ » .
وعن ابن أبي نجران ، عن رجلٍ ، عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال : « مَنْ سَبَّحَ اللَّه فِي دُبُرِ الْفَرِيضَةِ تَسْبِيحَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ع الْمِائَةَ مَرَّةٍ وأَتْبَعَهَا بِلَا إِلَه إِلَّا اللَّه غَفَرَ اللَّه لَه » .
وعن أبي هارون المكفوف ، عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال : يَا أَبَا هَارُونَ إِنَّا نَأْمُرُ صِبْيَانَنَا بِتَسْبِيحِ فَاطِمَةَ ع كَمَا نَأْمُرُهُمْ بِالصَّلَاةِ فَأَلْزِمْه فَإِنَّه لَمْ يُلْزِمْه عَبْدٌ فَشَقِيَ.
عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عُقْبَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ مَا عُبِدَ اللَّه بِشَيْءٍ مِنَ التَّحْمِيدِ أَفْضَلَ مِنْ تَسْبِيحِ فَاطِمَةَ ع ولَوْ كَانَ شَيْءٌ أَفْضَلَ مِنْه لَنَحَلَه رَسُولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله فاطمةَ الزّهراء عليها السّلام » . وإنّما نسب إليها ؛ لأنّها سبب في تشريعه .
روى ابن بابويه ، عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه قال لرجلٍ من بني سعد :
« إلا أُحدّثكم عنّي وعن فاطمة عليها السّلام؟ أنّها كانت عندي فاستقت بالقربة حتّى أثّر في صدرها ، وطحنت بالرّحى حتّى مَجَلَت يداها ، وكسحت البيت حتّى اغبرّت ثيابها ، وأوقدت تحت القدر حتّى دكنت ثيابها ، فأصابها من ذلك ضررٌ شديدٌ ، فقلت لها : لو أتيت أباك فسألته خادما يكفيك حرّ ما أنت فيه من هذا العمل ؟ فأتت النّبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله فوجدت عنده حُدّاثا فاستحيت فانصرفت ، فعلم عليه السّلام أنّها جاءت لحاجة ، فغدا علينا ونحن في لحافنا ، فقال : السّلام عليكم ، فسكتنا واستحيينا لمكاننا ، ثمَّ قال :
السّلام عليكم ، فسكتنا ، ثمَّ قال : السّلام عليكم ، فخشينا إن لم نردّ عليه أن ينصرف ، وقد كان يفعل ذلك يسلَّم ثلاثا فإن أذن له وإلَّا انصرف ، فقلت : وعليك السّلام يا رسول اللَّه ادخل فدخل وجلس عند رؤوسنا فقال : يا فاطمة ما كانت حاجتك أمس عند محمّد ؟ فخشيت إن لم نجبه أن يقوم ، فأخرجت رأسي فقلت : أنا واللَّه أُخبرك يا رسول اللَّه ، إنّها استقت بالقربة حتّى أثّر في صدرها ، وجرّت الرّحى حتّى مَجَلَت يداها ، وكسحت البيت حتّى اغبرّت ثيابها ، وأوقدت تحت القدر حتّى دكنت ثيابها ، فقلت لها : لو أتيت أباك فسألته خادما يكفيك حرّ ما أنت فيه من هذا العمل ، قال : أفلا أُعلَّمكما ما هو خيرٌ لكما من الخادم ؟ إذا أخذتما منامكما فكبّرا أربعا وثلاثين تكبيرة ، وسبّحا ثلاثا وثلاثين ، واحمدا ثلاثا وثلاثين ، فأخرجت فاطمة عليها السّلام رأسها ، فقالت : رضيت عن اللَّه وعن رسوله ، رضيت عن اللَّه وعن رسوله » .
وتسبيح فاطمة الزّهراء عليها السّلام : التّكبير أربعا وثلاثين ، والتّحميد ثلاثا وثلاثين ، والتّسبيح ثلاثا وثلاثين
على هذا التّرتيب في الأشهر .
روى الشّيخ ، عن محمّد بن عذافر قال : دخلت مع أبي على أبي عبد اللَّه عليه السّلام ، فسأله أبي عن تسبيح فاطمة الزّهراء عليها السّلام ؟ فقال : « اللَّه أكبر » حتّى أحصى أربعا وثلاثين مرّة ، ثمَّ قال : « الحمد للَّه » حتّى بلغ سبعا وستّين ، ثمَّ قال : « سبحان اللَّه » حتّى بلغ مائة يحصيها بيده جملة واحدة .
وعن أبي بصير ، عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام ، قال : « يبدأ بالتّكبير أربعا وثلاثين ، ثمَّ التّحميد ثلاثا وثلاثين ، ثمَّ التّسبيح ثلاثا وثلاثين » .[ منتهى المطلب 5: 244]
فهذا العدد وهذا الترتيب بحسب المشهور هو أمر توقيفيٌّ خاضعٌ للنصّ الشرعي الوارد عن المعصومين ( عليهم السلام ) .
أوقات هذا التسبيح العظيم بحسب الروايات الواردة فيه ، هي : عقب كل صلاة فريضة مباشرة ، وقبل النوم .
آثاره : زيادة الرزق والاكتفاء عن الناس ، والشفاء من الأمراض ، وطرد الشيطان ، وطلب المغفرة ، والحصول على رضوان الله .
ودمتم سالمين
اترك تعليق