هَل بيّنَ النّبيُّ (صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ) أحكامَ الشّريعةِ ومعالمَ الدّينِ قبلَ وفاتهِ؟
مرتضى محمد/: أرجو الإجابةَ على السّؤالِ التّالِي: هَل أوضحَ حضرةُ النّبيِّ الأعظمِ محمّدٍ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ مقاصدَ الشّريعةِ ومعالمَ الدّينِ وأطّرَ الحكومةَ الإسلاميّةَ التي تأخذُ على عاتِقِهَا حفظَ حدودِ اللهِ تعالى وتطبيقَ أحكامِ القرآنِ العظيمِ؟ الإجابةُ بالنّفيِّ أو الإيجابِ رجاءاً.
الأخُ مرتضى المحترمُ، السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ
في البدءِ علينَا أن نعرفَ أنَّ الشّريعةَ فيهَا إجمالٌ وتفصيلٌ، وقَد بيّنَ القرآنُ الكريمُ والرّسولُ (صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ) الكثيرَ مِن قواعدِ الشّريعةِ وضوابِطهَا، فالإجمالُ الذي جاءَ فِي القرآنِ بقولهِ تعالى: (أقيمُوا الصّلاةَ) بيّنهُ النّبيُّ (صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ) بقولهِ: (صلّوا كمَا رأيتمونِي أصلِّي)، وهكذا بقيّةُ الفروعِ والأحكامِ فِي الشّريعةِ، وأمَّا فيمَا يتعلّقُ بطبيعةِ الحكومةِ الإسلاميّةِ، فقَد بيَّنَ النّبيُّ (صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ) بأنَّ الخلفاءَ الذينَ مِن بعدهِ هُم إثنَا عشرَ خليفةً وكلّهُم مِن قريشٍ في حديثٍ متظافرٍ روَتْهُ صِحاحُ المسلمينَ كلّهَا، وكذلكَ بيّنَ أنَّ هؤلاءِ الخلفاءَ هُم مِن عترتهِ الطّاهرةِ، كمَا هوَ الواردُ في حديثِ الثّقلينِ المتظافرِ الصّحيحِ: {إنِّي تاركٌ فيكُم خليفتينِ: كتابُ اللهِ، حبلٌ ممدودٌ مَا بينَ الأرضِ والسّماءِ، وعترتِي أهلَ بيتِي، وإنَّهُما لن يتفرّقَا حتّى يردا عليَّ الحوضَ}. [صحيحُ الجامعِ الصّغيرِ للألباني 1: 482، مسنَدُ أحمدَ بنِ حنبلٍ، برقمِ: 21654، تصحيحُ شعيبٍ الأرنؤوط، وقالَ الهيثميُّ فِي "مجمعِ الزّوائدِ" ج1 ص 170: رواهُ الطّبرانيُّ فِي الكبيرِ ورجالهُ ثقاتٌ، ج9 ص 163: رواهُ أحمدٌ وإسنادهُ جيّدٌ].
وهؤلاءِ الأئمّةُ الأطهارُ قَد بيّنَ النّبيُّ الأقدسُ (صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ) بأنَّ المتمسِّكَ بهِم لا يضلُّ مِن بعدهِ أبدَ الآبدينَ، حيثُ قالَ (صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ): {إنِّي تاركٌ فيكُم مَا إن تمسّكتُم بهِ لن تضلّوا بعدي أحدهُمَا أعظمُ منَ الآخرِ: كتابُ اللهِ، حبلٌ ممدودٌ منَ السّماءِ إلى الأرضِ، وعترتِي أهلَ بيتِي ولن يتفرّقا حتّى يردا عليَّ الحوضَ، فانظروا كيفَ تخلفونِي فيهمَا}. [مختصَرُ صحيحِ الجامعِ الصّغيرِ للسّيوطيِّ والألبانِي، رقمُ الحديثِ 1726- 2458].
ودمتُم سالمينَ.
اترك تعليق