كيفَ تتمسّكونَ بحديثِ الثَّقلينِ وهو لم يُنقلْ عن مَعصوم ؟!!

علي الجارحي/: تتمسّكونَ بحديثِ ((كتابَ اللهِ وعترتي)) مع أنّها لم تنقلْ عن معصوم!!!

: اللجنة العلمية

الأخُ عليٌّ المحترمُ, السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ

كلامُكَ هذا  يَحتملُ إحتمالينِ ، فإمّا أنْ تَقصدَ بأنَّ حديثَ الثقلينِ لم يَصدرْ عن معصومٍ وأنّ قائلَهُ شخصٌ منَ الصّحابةِ مثلاً وليسَ رسولَ اللهِ ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّم ) ، أو تقصدَ بأنّ النّاقلين لهُ عن النّبيّ (ص) أشخاصٌ غيرُ معصومين ؟!!

فإنْ كانَ مقصودكَ هو الإحتمالَ الأوّل فهذهِ كتبُ أهلِ السنّةِ والجماعةِ من صحيحِ مسلمٍ إلى سلسلةِ الأحاديثِ الصّحيحةِ للشّيخ الألباني تُنبؤكَ بأنّ قائلَ حديثِ الثّقلينِ ( كتابَ اللهِ وعترتي ) هو رسولُ اللهِ ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّم ) .

 وإنْ كانَ مقصودُك هو الإحتمالَ الثّانيَ فهذا الإشكالُ يَرِدُ على القرآنِ والسنّةِ النبويّةِ التي يعملُ بها أهلُ السنّةِ والجماعةِ أيضاً ، فكلا الأمرينِ تمّ نقلُهما للأمّةِ عبرَ الصّحابة ، والصّحابةُ غيرُ معصومينَ بالإجماع !!

على أنّ التّواترَ في النّقلِ لا يشترطُ فيهِ وثاقةُ النّاقلين فضلاً عن عِصمتِهم ، وهذا أمرٌ متَّفقٌ عليهِ بينَ جميعِ عقلاءِ البشرِ وليسَ أهلُ السنّةِ والشيعةِ معاً ؛ لأنّ هذه المسألةَ عقلائيّةٌ وليستْ مذهبيّةً ، كما أنّ حجيّةَ خبرِ الثّقةِ مما ثبتَ شرعاً وعقلاً في أدلّةٍ سطّرها علماءُ الأصولِ منَ الفَريقين. 

ودُمتُم سالِمين.