مبحث حول الفرقة الناجية.

:

 ثبت في مصادر أهل السنة أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : (ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة، كلّها في النار والناجية منها واحدة)(1). 

وقد صرّح السيوطي بتواتر هذا الحديث عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم )، كما في فيض القدير (2)، وكذلك الكتاني في نظم المتناثر من الحديث المتواتر(3). 

وقبل الدخول في هذا البحث وبيان من هي الفرقة الناجية من فرق الإسلام، نود الإشارة إلى هاتين النقطتين:

الأولى: أنّ قوله (صلى الله عليه وآله وسلم ): (تفترق أمتي) في الحديث المتقدّم الذي نسب جميع المفترقين إليه (صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ومن المعلوم أنّ الشخص لا يكون من أمّة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) حتّى يكون مؤمناً بالتوحيد والنبوة والمعاد، ومؤمناً بوجوب العبادات والقرآن الكريم، نفهم منه أنّ النجاة من النار لا تدور مدار الإيمان بالتوحيد، ولا النبوة، ولا المعاد، ولا الإيمان بوجوب العبادات، ولا الإيمان بالقرآن الكريم فقط.

وبعبارة ثانية: يستفاد من ظاهر الحديث من خلال نسبة المفترقين إليه (صلى الله عليه وآله وسلم )، أنّ مدار النجاة لا يدور مدار الإيمان بما يثبت إسلامهم من التوحيد ونحوه، على أهمية هذه الأمور وضرورة الإيمان بها، بل يدور على شيء آخر معها.. فما هو هذا الشيء؟!!

هذا ما سنعرفه من البحث الذي بين أيدينا بإذن الله تعالى.

الثانية: قوله (صلى الله عليه وآله وسلم ): ( أمتي ) يكشف على أنّ جميع المختلفين والمفترقين هم من المسلمين كما تقدّم بيانه في النقطة الأولى ، وقوله : (كلّها في النار والناجية منها واحدة) يكشف على أنّ موضوع النجاة إنّما يتعلق بالآخرة فقط ، أمّا في الدنيا فالجميع مسلمون تحرم دمائهم وأموالهم وأعراضهم بحرمة الإسلام.

وبعد بيان هاتين النقطتين هلموا معي للبحث عن الفرقة الناجية.

والسؤال المهم الآن: كيف الوصول إلى هذه الفرقة الناجية التي أشار إليها

النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) في حديثه المتواتر المتقدّم؟!

اتّبعوا معي ـ أعزائي ـ هذه الخطوات الثلاث فقط: 

الخطوة الأولى، نسأل: هل ثمة بيانات نبوية ترشدنا إلى هذه الفرقة الناجية أو لا توجد مثل هذه البيانات ؟! 

الجواب: نعم، توجد عدّة بيانات نبوية متواترة ومعتبرة ترشدنا إلى هذه الفرقة الناجية. وأهم هذه البيانات هو حديث الثقلين الوارد فيه: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله، حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما)(4). 

وقد نصّ على تواتر الحديث المذكور ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة حين قال: « ثم إعلم أنّ لحديث التمسك بذلك طرقاً كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابياً ومرّ له طرق مبسوطة في حادي عشر الشبهة ، وفي بعض تلك الطرق أنّه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة ، وفي أخرى أنّه قاله بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه ، وفي أخرى أنّه قال ذلك بغدير خم ، وفي أخرى أنّه قاله لما قام خطيباً بعد انصرافه من الطائف كما مر ، ولا تنافي إذ لا مانع من أنّه كرّر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماماً بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة » (5) انتهى. 

ويمكن متابعة بعض هذه الطرق في السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني ، الجزء الرابع، حيث يورده عن العديد من الصحابةـ وفي بعضها بأكثر من طريق عن صحابي واحدـ، وقد صرّح علماء أهل السنّة بأنّ الحديث يكون متواتراً إذا رواه عشرة من الصحابة فقط، كما ينص على ذلك السيوطي (6)، فما بالك بحديث يكون رواته أكثر من عشرين صحابياً؟! 

الخطوة الثانية: هل ثمة طائفة أو جماعة محددة تنطبق عليها مواصفات الولاء والأقتداء بأهل البيت ( عليهم السلام ) حتّى تكون هي الفرقة الناجية بمقتضى حديث الثقلين المتقدم؟! 

الجواب: قد شهد علماء أهل السنّة ومؤرخيهم وأصحاب الفرق والملل والنحل والكتّاب، منهم ابن تيمية وابن القيم والألباني وابن عثيمين بأنّ الشيعة هم الذين يوالون أهل البيت ( عليهم السلام ) ويأخذون دينهم عنهم(7)، وحتى صارت الصلاة على الآل شعاراً للشيعة دون أهل السنة كما يشهد بذلك الشيخ صالح آل الشيخ في كتابه اللآلئ البهية(8).

 ولنذكر هنا جانباً من هذه الأقوال: 

1. قال الشهرستاني في كتابه الملل والنحل: الشيعة هم الذين شايعوا عليّاً (رضي الله عنه) على الخصوص، وقالوا بإمامته وخلافته نصّاً ووصيّة، إما جليّاً وإما خفيّاً، واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج من أولاده(9). 

2. وقال ابن منظور في لسان العرب، والفيروزأبادي في القاموس المحيط، والزبيدي في تاج العروس: وقد غلَب هذا الاسم (أي الشيعة) على مَن يتوالى عليّاً وأهل بيته رضوان الله عليهم أجمعين، حتى صار لهم اسماً خاصاً، فإذا قيل: (فلان من الشيعة) عُرف أنه منهم(10). 

3. وقال الزهري: والشيعة قوم يهوون هوى عترة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ويوالونهم (11). 

4. وقال ابن خلدون: اعلم أنّ الشيعة لغةً: الصَّحْب والأتْبَاع، ويُطلَق في عُرْف الفقهاء والمتكلِّمين من الخلَف والسلف على أَتْبَاع علي وبنيه (رضي الله عنهم)(12) . 

5. وجاء عن ابن تيمية في مسألة تعليق الطلاق وهو يتحدث عن بعض الأحكام الشرعية في مسائل الطلاق وممن وافق الشافعي فيها، قال: «وممن وافقه كابن حزم من السنة، وكالمفيد والطوسي والموسوي.. وغيرهم من شيوخ الشيعة، وهم ينقلون ذلك عن فقهاء أهل البيت ـ إلى أن يقول عن الشيعةـ: لكن جمهور ما ينقلونه عن الشريعة موافق لقول جمهور المسلمين، فيه ما هو من مواقع الإجماع، وفيه ما فيه نزاع بين أهل السنّة، فليس الغالب فيما ينقلونه عن هؤلاء الأئمة من مسائل الشرع الكذب، بل الغالب عليه الصدق » (13). انتهى

6. وجاء عن ابن القيم الجوزية في كتابه الصواعق المرسلة: «الوجه التاسع: إن فقهاء الإمامية من أوّلهم إلى آخرهم ينقلون عن أهل البيت أنه لا يقع الطلاق المحلوف به وهذا متواتر عندهم عن جعفر بن محمد.. وغيره من أهل البيت، وهب أن مكابراً كذبهم كلهم وقال قد تواطئوا على الكذب عن أهل البيت ففي القوم فقهاء وأصحاب علم ونظر في اجتهاد وإن كانوا مخطئين مبتدعين في أمر الصحابة، فلا يوجب ذلك الحكم عليهم كلهم بالكذب والجهل وقد روى أصحاب الصحيح عن جماعة من الشيعة وحملوا حديثهم واحتج به المسلمون » (14). انتهى

7. وعن عامر عبد الله فالح، من كتاب السلفية المعاصرين، في كتابه معجم ألفاظ العقيدة الذي قال في مقدمته: (اخترت أوثق الأقوال في كثير من المسائل لعلماء متقدمين ومتأخرين ومعاصرين).. قال معرفاً بالشيعة: «الشيعة: هم الذين شايعوا علياً على الخصوص، وقالوا بإمامته وخلافته نصاً ووصاية إمّا جلياً وإما خفياً، وقالوا أن الإمامة لا تخرج عن أولاده وإن خرجت فبظلم من غيره أو بتقية من عنده » (15). انتهى

النتيجة: أنّ الشيعة، وباعتراف مؤرخي الفرق والمذاهب عند المسلمين جميعاً، هي الفرقة الوحيدة التي توالي أهل البيت ( عليهم السلام ) وتأخذ دينها عنهم، فقهاً وعقائداً. 

الخطوة الثالثة: وهنا قد تسأل بأنّ الشيعة فرق متعددة، منها الإمامية، ومنها الزيدية، ومنها الإسماعيلية.. فكيف نعرف الفرقة الناجية من هذه الفرق؟! 

الجواب: إذا رجعنا إلى حديث الثقلين المتقدم نفسه وجدناه يقول بشكل واضح وصريح في إحدى طرقه الصحيحة: (إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله، حبل ممدود ما بين الأرض والسماء، وعترتي أهل بيتي، وأنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض)(16)، فماذا يستفاد من الحديث المذكور؟ 

يستفاد منه دلالات أربع: 

الأوّلى: أنّ العترة هم الخلفاء بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ). 

الثانية: أنّ العترة تكون هادية مهدية إلى يوم القيامة، وهذا هو معنى عدم الافتراق عن القرآن الذي نصّ عليه علماء أهل السنة عند شرحهم للحديث المذكور (17) . 

الثالثة: استمرار خلافة العترة إلى يوم القيامة، كما نصّ على ذلك علماء أهل السنة أنفسهم عند شرحهم لهذا الحديث (18). 

الرابعة: كونهم من قريش؛ لأنّ العترة من بني هاشم، وبنو هاشم من قريش.

 أقول: فإذا لاحظنا هذا الحديث المبارك بما فيه من دلالات أربع، ولاحظنا حديث آخر متضافر روته صحاح المسلمين ومسانيدهم، وهو حديث الخلفاء من بعدي اثنا عشر ننتهي إلى نتيجة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار. 

فحديث الخلفاء من بعدي اثنا عشر يشير إلى استمرار خلافتهم إلى يوم القيامة، حيث جاء فيه: (لا يزال الدين قائماً حتّى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة، كلّهم من قريش)(19). 

يقول ابن كثير في تاريخه: «قال ابن تيميّة: وهؤلاء المبشّر بهم في حديث جابر بن سمرة وقرّر أنّهم يكونون مفرّقين في الاُمّة ولا تقوم الساعة حتّى يوجدوا » (20) انتهى. 

وعن السيوطي في تاريخه: «وجود اثني عشر خليفة في جميع مدّة الإسلام إلى القيامة يعملون بالحقّ وإن لم يتوالوا » (21)، وعن ابن حجر في فتح الباري: "ولا بدّ من تمام العدة قبل قيام الساعة"(22)  انتهى. 

وأَيضاً يشير هذا الحديث إلى أنّ هؤلاء الخلفاء هم من الصالحين: (لا يزال هذا الأمر صالحاً)(23) .. يقول ابن كثير: «ومعنى هذا الحديث البشارة بوجود اثني عشر خليفة صالحاً يقيم الحق ويعدل فيهم ولا يلزم من هذا تواليهم وتتابع أيامهم، ولا تقوم الساعة حتى تكون ولايتهم لا محالة والظاهر أن منهم المهدي المبشر به في الأحاديث الواردة بذكره »(24) انتهى. 

فحديث الخلفاء من بعدي اثنا عشر فيه دلالات أربع: 

الصلاح، النص على خلافتهم، استمرار هذه الخلافة إلى يوم القيامة، وأنهم من قريش، وهي نفسها دلالات حديث الثقلين المتقدمة من دون زيادة ولا نقيصة.. وبمقتضى الجمع بين الحديثين الشريفين (الثقلين والخلفاء من بعدي اثنا عشر) ننتهي إلى نتيجة واضحة جداً وضوح الشمس في رابعة النهار، حاصلها: أنّ الخلفاء الأثني عشر الذين تستمر خلافتهم إلى يوم القيامة هم من عترة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لا غير.. 

ولم يصرّح جماعة أو فرقة من فرق المسلمين جميعهاً بموالاة اثني عشر خليفة أو إماماً من العترة سوى الشيعة الإمامية، وبهذا يثبت أنّ الشيعة الإمامية هم الفرقة الناجية يوم القيامة قطعاً وجزماً.

 والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. 

إشكالان وجوابهما :

1ـ هنا قد يأتينا البعض ويقول إنّه قد ورد في بعض طرق حديث الفرقة الناجية هذه العبارة: (ما أنا عليه وأصحابي)(25) ، وأنّ أهل السنّة والجماعة يتابعون ما عليه الصحابة، فهم الفرقة الناجية!

أقول: في هذه الدعوى مغالطة واضحة، فالعبارة تقول: (ما عليه أنا وأصحابي)، فهي تتحدث عن حالة الوفاق زمن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )، لا عن حالة الإختلاف التي حصلت من بعده، ومن الطبيعي جداً أنّ ما كان عليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأصحابه في زمانه هو هذه الأحاديث الحقّ الصادرة عنه، ونحن هنا جئنا نتلمس الحقّ والطريق إلى الفرقة الناجية من خلال هذه الأحاديث الشريفة الصحيحة الصادرة عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )، لا من خلال الأفعال والأقوال المتناقضة المختلفة التي وصلت إلى حد الإقتتال بين الصحابة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )، كما هو المعلوم والمشهور عن واقعهم وأفعالهم! 

فهناك العشرات من الأمور التي أختلف فيها الصحابة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ووصلوا في بعضها إلى حد الأقتتال بينهم، فمن نتبع ومن نترك وبأيّ دليل وحجة؟! 

هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية من هي الفرقة الناجية من أهل السنة والجماعة، هل هي فرقة الأشاعرة، كما يقول الأيجي في "المواقف"(26) ، والحال هي فرقة ضالة ومبتدعة عند السلفية(27) ، أم هي مطلق فرق أهل السنّة والجماعة كما يقول المناوي في "فيض القدير"(28) ، والحال أنّ هذه الفرق يضلل بعضهم بعضاً ويكفر بعضهم بعضاً(29) . 

فالإشكال بهذه الفقرة لا محصل علمي له البتة! 

2ـ وأَيضاً قد يأتي البعض بفقرة ثانية من حديث الفرقة الناجية، وهي الفقرة التي تقول: (وهي الجماعة)(30) ، ليوحي بها من طرف خفي إلى أنّ المراد بها هم أهل السنة والجماعة! 

أقول: ليس المراد بهذه الفقرة أهل السنة والجماعة جزماً؛ لأنّ هذا الأسم ظهر متأخراً عن الأحاديث النبوية بفترة طويلة، وإنما المراد بالجماعة في هذا الحديث جماعة الحقّ وإن قلّوا. 

قال الترمذي: وتفسير الجماعة عند أهل العلم: هم أهل الفقه والعلم والحديث(31). 

قال الألباني: وهذا المعنى مأخوذ من ابن مسعود: الجماعة ما وافق الحقّ وإن كنت وحدك. (رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (13 /322 /2)، بسند صحيح)(32). 

من هي العترة ؟!!

وهنا قد يسأل البعض عن العترة الوارد ذكرها في حديث الثقلين من لزوم التمسك بها وأخذ الدين عنها.. من هي؟! 

الجواب: لقد بيّن النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم ) المراد من العترة في نفس حديث الثقلين، حين قال: (عترتي أهل بيتي).. فقد فسّر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) المراد بالعترة أنّهم أهل بيته لا غير.. 

قال المناوي الشافعي في فيض القدير: «وعترتي أهل بيتي تفصيل بعد إجمال بدلاً أَو بياناً، وهم أصحاب الكسـاء الّـذين أذهب الله عنهـم الرجـس وطـهـّرهم تطهيـراً» (33)  انتهى. 

وقال الشيخ عبد الحقّ الدهلوي في أشعة اللمعات: «قوله: والعترة رهط الرجل وأقرباؤه وعشيرته الأدنون، وفسّره (صلى الله عليه وسلم ) بقوله: (وأهل بيتي)، للإشارة إِلى أنّ مراده هنا من العترة أخصّ عشيرته وأقاربه، وهم أولاد الجد القريب، أي: أولاده وذريته (صلى الله عليه وسلم ) »(34) انتهى. 

وهذا المعنى الذي أشار اليه هؤلاء الأعلام من أَهل السنّة هنا والموافق لمعنى العترة في الحديث الشريف هو نفسه الموافق أَيضاً للمعنى اللغوي للمراد من كلمة (عترة).. 

قال الفراهيدي في كتاب العين: «وعترة الرجل: أصله. وعترة الرجل أقرباؤه من ولده وولد ولده وبني عمّه دنيا»  (35) انتهى. 

وقال الجوهري في الصحاح: «عترة الرجل: نسله ورهطه الأدنون»(36)انتهى. 

أقول: بعد أن عرفنا أنّ المراد بالعترة أنّهم أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) لا غير، يأتي السؤال هنا عن أهل بيته من هم؟! هل المراد بهم أهل الكساء وذريتهم خاصة، أم يدخل في مفهوم أهل بيته نساؤه كذلك.. أو ربّماـ كما يريد البعض ـ إدخال أبناء عمومته (صلى الله عليه وآله وسلم ) أيضاً؟!

 الجواب: لقد بيّن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) في حديث صحيح ورد بعدة طرق بأنّ مراده بأهل بيته هم أصحاب الكساء، أي عليّاً وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام ) دون غيرهم.. فقد ثبت عنه (صلى الله عليه وآله وسلم ) بأنّه حين جللهم بالكساء، قال: «اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي»(37) . 

فهنا في هذا الحديث الشريف الصحيح، الوارد بطرق عديدة بيّن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) بشكل لا لبس فيه المراد بأهل بيته بأشخاصهم، وذلك حين أشار إليهم ببيان معرّف الجزأين حين قال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي»، ومن المعلوم في علم البلاغة أنّ تعريف الجزأين يفيد الحصر (38)، والجزءان هناـ أَيّ المسند والمسند إليه ـ معرفة، فكلمة (هؤلاء) اسم اشارة معرفة، و (أهل بيتي) مضاف ومضاف اليه، معرفة أيضا.. وبذلك يثبت الحصر والتعيين، ومن هنا لا يدخل في مفهوم أهل البيت الوارد في حديث الثقلين غير أصحاب الكساء، كائناً من كان. 

قال الآلوسي في تفسيره: «وأخبار إدخاله النبي (صلى الله عليه وسلم ) عليّاً وفاطمة وابنيهما (رضي الله تعالى عنهم)، تحت الكساء، وقوله عليه الصلاة والسلام: (اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي) ودعائه لهم، وعدم إدخال اُمّ سلمة أكثر من أن تحصى، وهي مخصصة لعموم أهل البيت بأيّ معنى كان. فالمراد بهم مَن شملهم الكساء، ولا يدخل فيهم أزواجه»(39) انتهى. 

هذا من ناحية محاولة إدخال زوجاته (صلى الله عليه وآله وسلم ) في مفهوم أهل البيت الوارد في حديث الثقلين، وقد تبين أنّهن لا يدخلن في مفهوم العترة، لا لغة ولا شرعا.. وأمّا ما فسّره زيد بن أرقم ـ كما في الرواية الواردة في صحيح مسلم ـ بأنّ أهل بيته (صلى الله عليه وآله وسلم ) هو خصوص من حرم الصدقة بعده، وهم آل عليّ وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس (40). 

فنقول هذا التفسير الوارد عن زيد لا يعدو أن يكون رأياً رآه، وهو ليس بحجّة؛ لأنّه لم يصدر عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم )، بل الصادر عنه (صلى الله عليه وآله وسلم ) هو ما تضافر نقله من تنصيصه (صلى الله عليه وآله وسلم ) على أنّ المراد بأهل بيته هم: عليّ وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) دون غيرهم، والحجة هي لكلام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) دون غيره، فلا اعتبار لما طرحه زيد بن أرقم هنا لعدم حجيّته. 

نعم، يبقى السؤال هنا حول دخول بقية الأئمة الاثني عشر بعد الحسين (عليه السلام ) في مفهوم أهل البيت الوارد ذكرهم في حديث الثقلين؟! 

أقول: لقد جاء في حديث الثقلين قوله (صلى الله عليه وآله وسلم ): (وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض)، أَيّ أنّ القرآن والعترة لا يفترقان عن بعضهما  إِلى يوم القيامة. 

يقول المناوي الشافعي في فيض القدير في شرح حديث الثقلين: «تنبيه: قال الشريف ـ يقصد الحافظ السمهودي ـ: هذا الخبر يفهم وجود من يكون أهلاً للتمسك به من أهل البيت والعترة الطاهرة في كل زمن إِلى قيام الساعة حتّى يتوجه الحث المذكور إِلى التمسك به كما أن الكتاب كذلك فلذلك كانوا أمانا لأهل الأرض فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض»(41) انتهى. 

وبهذا المعنى أَيضاً صرّح العلامة الزرقاني المالكي في شرح المواهب، قال: «قال السمهودي: هذا الخبر ـ أي: حديث الثقلين ـ يفهم وجود من يكون أهلاً للتمسك به من عترته في كلّ زمن إِلى قيام الساعة حتّى يتوجّه الحث المذكور على التمسك به كما أنّ الكتاب كذلك، فلذا كانوا أماناً لأهل الأرض فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض»  انتهى. 

وعن ابن حجر في الصواعق المحرقة، قال: «وفي أحاديث التمسك بأهل البيت إشارة إِلى عدم انقطاع مستأهل فيهم للتمسك به إِلى يوم القيامة، كما أنَّ الكتاب العزيز كذلك، ولهذا كانوا أماناً لأهل الأرض كما سيأتي، ويشهد لذلك الخبر السابق: (في كلّ خلف من اُمتي عدول من أهل بيتي» (42) انتهى. 

وعن الحكيم الترمذي في نوادر الاُصول: «قوله (صلى الله عليه وسلم ): (لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض)، وقوله: (ما إن أخذتم به لن تضلّوا)، واقع على الأئمّة منهم السادة، لا على غيرهم»(43) انتهى.

وعليه يمكن القول بعد دلالة حديث الثقلين على بقاء العترة مع القرآن إلى يوم القيامة وأنهما لن يفترقا حتى يردا الحوض على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نستطيع أن نثبت بقية العترة إلى يوم القيامة بعد الحسين ( عليه السلام ) من خلال الإجماع ، فقد اجتمعت الأمة بمختلف فرقها على صلاح وإمامة تسعة أئمة من ذرية الحسين ( عليه السلام ) هم : علي بن الحسين السجاد، ومحمد بن علي الباقر، وجعفر بن محمد الصادق، وموسى بن جعفر الكاظم، وعلي بن موسى الرضا، ومحمد بن علي الجواد، وعلي بن محمد الهادي، والحسن بن علي العسكري، ومحمد بن الحسن المهدي ( عليهم السلام أجمعين ).

 وبالتالي يكون هؤلاء هم المقصودون بحديثي: الثقلين، وحديث الخلفاء من بعدي اثنا عشر؛ لأنّه لم تجتمع الأمة قاطبة (سنة وشيعة) على صلاح جماعة وثبوت إمامة أَحد العلمية والدينية كما اجتمعت على هؤلاء الأثني عشر.

وإليك البيان : 

ولنأخذ في بيان منزلة هذه الأسماء المباركة ومكانتها عند أَهل السنّة والجماعة، من الإمام السجاد إِلى الإمام المهدي (عليه السلام)، واحداً واحداً، وإلا فالأئمة الثلاثة (علي والحسن والحسين عليهم السلام ) أمرهم ومنزلتهم أوضح من أن تحتاج إِلى مزيد بيان: 

 ـ الإمام الرابع: علي بن الحسين السجاد ( عليه السلام ): 

قال في حقّه محمد بن إدريس الشافعي: «هو أفقه أهل المدينة» (44) . 

وجاء عن الذهبي قوله: «... كان له جلالة عجيبة، وحقّ له والله ذلك، فقد كان أهلاً للإمامة العظمى لشرفه، وسؤدده وعلمه وتألّهه وكمال عقله» (45) . 

وقال أَيضاً: «وزين العابدين: كبير القدر، من سادة العلماء العاملين يصلح للإمامة» (46) انتهى. 

وعن ابن حجر العسقلاني: «علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي زين العابدين، ثقة، ثبت، عابد، فقيه، فاضل، مشهور، قال ابن عيينة عن الزهري: ما رأيت قرشياً أفضل منه»(47) انتهى.

  ـ الإمام الخامس: محمد بن علي الباقر (عليه السلام ): 

قال عنه الذهبي في العبر في خبر من غبر: «وكان من فقهاء المدينة، وقيل له الباقر لأنه بقر العلم أَيّ شقّه وعرف أصله وخفيّه»(48). 

وقال في سير أعلام النبلاء في الجزء الثالث عشر: «أبو جعفر الباقر، سيّدٌ، إمام، فقيه يصلح للخلافة»(49). 

وترجم له في الجزء الرابع قائلاً: «وكان أحد من جمع بين العلم والعمل والسؤدد والشرف والثقة والرزانة وكان أهلاً للخلافة... وشُهر أبو جعفر بالباقر، مِنْ: بَقَرَ العلم أَيّ شقّه فَعَرف أصله وخفيّه، ولقد كان أبو جعفر إماماً مجتهداً تالياً لكتاب الله، كبير الشأن» إِلى أن قال: «وقد عدّه النسائي وغيره في فقهاء التابعين بالمدينة، واتفق الحفّاظ على الاحتجاج بأبي جعفر» (50) انتهى. 

وعن ابن كثير في البداية والنهاية: «وهو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي أبو جعفر الباقر، وأمّه أمّ عبد الله بنت الحسن بن علي، وهو تابعي جليل، كبير القدر كثيراً، أحد أعلام هذهِ الأمة عِلماً وعملاً وسيادة وشرفاً... حدّثَ عنه جماعة من كبار التابعين وغيرهم»(51) انتهى .

وعن النووي في تهذيب الأسماء واللغات: «سمّي بذلك، لأنّه بقر العلم أَيّ شقّه وعرف أصله وعرف خفيّه... وهو تابعي جليل، إمام بارع، مجمع على جلالته، معدود في فقهاء المدينة وأئمّتهم» (52) انتهى.

وعن اليافعي في مرآة الجنان عند ذكره حوادث سنة 114 هـ: «وفيها توفي أبو جعفر محمد بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (رضوان الله عليهم)، أحد الأئمة الاثني عشر في اعتقاد الإمامية، وهو والد جعفر الصادق، لقّب بالباقر؛ لأنه بَقَرَ العلم أَيّ شقّه وتوسّع فيه.. وفيه يقول الشاعر: 

يا باقر العلم لأَهلِ التقى

وخير من ركب على الأجبل

وقال عبد الله بن عطاء: ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علماً منهم عند محمد بن علي...» (53) انتهى. 

 ـ الإمام السادس: جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ): 

قال الحافظ شمس الدين الجزري: «وثبت عندنا أنّ كلاً من الإمام مالك، وأبي حنيفة (رحمهما الله تعالى) صحب الإمام أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) حتّى قال أبو حنيفة: ما رأيت أفقه منه، وقد دخلني منه من الهيبة ما لم يدخلني للمنصور»(54) انتهى. 

وقال الملا أبو علي القاري في شرح الشفا: «جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي المدني المعروف بالصادق... متفق على إمامته وجلالته وسيادته»(55) انتهى. 

وقال ابن حجر العسقلاني في تقريب التهذيب: «جعفر بن محمد... المعروف بالصادق، صدوق، فقيه، إمام»(56)  انتهى .

وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء في الجزء الثالث عشر، عند ذكره للإمام الصادق (عليه السلام): «جعفر الصادق: كبير الشأن، من أئمة العلم، كان أولى بالأمر من أبي جعفر المنصور»(57) انتهى. 

 ـ الإمام السابع: موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السلام ): 

قال في حقّه محمد بن إدريس بن المنذر، أبو حاتم الرازي (ت 277 هـ): «ثقة صدوق إمام من أئمة المسلمين»(58) . 

وقال محمد بن طلحة الشافعي (ت: 652 هـ) في كتابه مطالب السؤول في مناقب آل الرسول: «هو الإمام الكبير القدر، العظيم الشأن، الكبير المجتهد الجاد في الاجتهاد، المشهور بالعبادة المواظب على الطاعات، المشهود له بالكرامات، يبيت الليل ساجداً وقائماً، ويقطع النهار متصدقاً وصائماً، ولفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين عليه دعي كاظماً، كان يُجازي المسيء بإحسانه إليه، ويقابل الجاني بعفوه عنه، ولكثرة عبادته كان يُسمّى بالعبد الصالح، ويعرف بالعراق باب الحوائج إِلى الله لنجح مطالب المتوسلين إِلى الله تعالى به، كرامته تحار منها العقول، وتقضي بأن له عند الله تعالى قدم صدق لا تزل ولا تزول» (59) انتهى. 

وعن الذهبي في سير أعلام النبلاء: «الإمام، القدوة، السيد أبو الحسن العلوي، والد الإمام علي بن موسى الرضا، مدني، نزل بغداد» (60) . 

 وقال عنه في الجزء الثالث عشر: «كبير القدر، جيد العلم، أولى بالخلافة من هارون» (61)انتهى. 

وعن ابن حجر الهيتمي في الصواعق: «موسى الكاظم: وهو وارثه (أَيّ وارث جعفر الصادق) علماً ومعرفةً وكمالاً وفضلاً، سُمّي الكاظم لكثرة تجاوزه وحلمه، وكان معروفاً عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند الله، وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأسخاهم» (62) انتهى. 

 ـ الإمام الثامن: علي بن موسى الرضا (عليه السلام ): 

قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء: «علي الرضا الإمام السيد، أبو الحسن، علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين، الهاشمي العلوي المدني... وكان من العلم والدين والسؤدد بمكان، يقال: أفتى وهو شاب في أيام مالك... وقد كان علي الرضا كبير الشأن أهلاً للخلافة»(63)  انتهى. 

وقال في تاريخ الإسلام: «كان سيد بني هاشم في زمانه وأجلهم وأنبلهم... مات في صفر سنة ثلاث ومائتين عن خمسين سنة بطوس ومشهده مقصود بالزيارة »(64) انتهى. 

وعن عبد الكريم بن محمد الرافعي القزويني (ت: 623 هـ) في كتابه التدوين: «علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو الحسن الرضا، من أئمة أهل البيت وأعاظم ساداتهم. وأكابرهم...»(65) انتهى. 

وجاء عن ابن حبان في كتابه الثقات: «وهو علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن، من سادات أهل البيت وعقلائهم وجلة الهاشميين ونبلائهم، ومات علي بن موسى الرضا بطوس من شربة سقاه إياها المأمون فمات من ساعته، وقبره بسناباذ خارج النوقان مشهور يُزار بجنب قبر الرشيد قد زرته مراراً كثيرة، وما حلت بي شدة في وقت مقامي بطوس فزرتُ قبر علي بن موسى الرضا صلوات الله على جده وعليه ودعوت الله إزالتها عني إلا استجيب لي وزالت عني تلك الشدة وهذا شيء جربته مراراً فوجدته كذلك، أماتنا الله على محبة المصطفى وأهل بيته صلى الله عليه وعليهم أجمعين»(66) انتهى.

 ـ الإمام التاسع: محمد بن علي الجواد (عليه السلام ): 

قال عنه ابن تيمية في كتابه منهاج السنّة: «محمد بن علي الجواد كان من أعيان بني هاشم وهو معروف بالسخاء والسؤدد ولهذا سمّي الجواد»(67) انتهى. 

وعن يوسف بن إسماعيل النبهاني (ت: 1350 هـ) قال في كتابه جامع كرامات الأولياء: «محمد الجواد بن علي الرضا أحد أكابر الأئمة ومصابيح الأمة، من ساداتنا أهل البيت توفي محمد الجواد (رضي الله عنه) في آخر ذي القعدة سنة 220 وله من العمر خمس وعشرون سنة وشهر (رضي الله عنه) وعن آبائه الطيبين الطاهرين وأعقابهم أجمعين ونفعنا ببركتهم آمين»(68) انتهى. 

وعن سبط ابن الجوزي (ت: 654 هـ) في تذكرة الخواص: «وكان على منهاج أبيه في العلم والتقى والزهد والجود»(69)انتهى .

وعن ابن الصبّاغ المالكي (ت: 855 هـ) في الفصول المهمّة: «قال صاحب كتاب مطالب السؤول في مناقب آل الرسول، هو أبو جعفر الثاني... وإن كان صغير السن فهو كبير القدر رفيع الذكر القائم بالإمامة بعد علي بن موسى الرضا» (70) انتهى. 

 ـ الإمام العاشر: علي بن محمد الهادي (عليه السلام ): 

قال في حقّه شمس الدين الذهبي في كتابه العبر: «وفيها ـ أَيّ سنة 254 هجرية ـ توفّي أبو الحسن علي بن الجواد محمد ابن الرضا علي بن الكاظم موسى... العلوي الحسيني المعروف بالهادي، توفّي بسامراء وله أربعون سنة، وكان فقيهاً إماماً متعبّداً»(71) انتهى. 

وبمثله صرّح اليافعي (ت: 768 هـ) في مرآة الجنان حيث قال: «فيها (سنة 254) توفي العسكري أبو الحسن الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحسيني، عاش أربعين سنة وكان متعبداً فقيهاً إماماً... وكان قد سعي به إِلى المتوكل...»(72) انتهى. 

 وجاء عن ابن العماد الحنبلي (ت: 1089 هـ) في شذرات الذهب وهو يتكلّم عن وفيات سنة (254 هـ): «وفيها توفي أبو الحسن علي بن الجواد محمد بن الرضا علي بن الكاظم موسى بن جعفر الصادق العلوي الحسني المعروف بالهادي، كان فقيهاً إماماً متعبداً...»(73)  انتهى. 

وعن ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمّة: «قال بعض أهل العلم: فضل أبي الحسن علي بن محمد الهادي قد ضرب على الحرة بابه، ومدّ على نجوم السماء أطنابه فما تعدّ منقبة إلاّ وإليه نحلتها، ولا تذكر كريمة إلاّ وله فضيلتها، ولا تورد محمدة إلاّ وله تفضلها وجملتها، فكانت نفسه مهذّبة وأخلاقه مستعذبة وسيرته عادلة وخلاله فاضلة»(74) انتهى.

  ـ الإمام الحادي عشر: الحسن بن علي العسكري (عليه السلام ): 

قال ابن الصباغ المالكي في حقّه: «مناقب سيّدنا أبي محمد العسكري دالة على أنّه السري ابن السري، فلا يشك في إمامته أحد ولا يمتري... واحد زمانه من غير مدافع، ويسبح وحده من غير منازع، وسيد أهل عصره، وإمام أهل دهره، أقواله سديدة وأفعاله حميدة... كاشف الحقائق بنظره الصائب، ومظهر الدقائق بفكره الثاقب، المحدّث في سرّه بالأمور الخفيات، الكريم الأصل والنفس والذات، تغمّده الله برحمته وأسكنه فسيح جنانه بمحمد (صلى الله عليه وسلم )آمين»(75) انتهى. 

وعن سبط ابن الجوزي الحنبلي (ت: 654 هـ) في تذكرة الخواص: «هو الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وكان عالماً ثقة»(76)  انتهى. 

وعن السمهودي الشافعي (ت: 911 هـ) في جواهر العقدين، قال: «وأمّا ولده أبو محمد الحسن الخالص، فكان عظيم الشأن... وقد سبقت له كرامة جليلة لما حبسه المعتمد على الله ابن المتوكل العباسي»(77) انتهى. 

وجاء عن يوسف النبهاني (ت: 1350 هـ) في كتابه جامع كرامات الأولياء: «الحسن العسكري أحد أئمة ساداتنا أهل البيت العظام، وساداتهم الكرام (رضي الله عنهم) أَجمعين ذكره الشبراوي في الإتحاف بحب الأشراف، ولكنه اختصر ترجمته ولم يذكر له كرامات، وقد رأيت له كرامة بنفسي...»(78)  انتهى. 

وقد ذكر الجاحظ أبو عثمان عمرو بن بحر (ت: 250 هـ) الإمام العسكري (عليه السلام) في رسائله ومعه امتدح عشرة من الأئمة في كلام واحد، وذلك في معرض ردّه على ما فخرت به بنو أمية على بني هاشم، حيث قال: «ومَنِ الذي يُعَدُّ مِنْ قريش ما يَعُدُّه الطالبيون عَشَرة في نسق؛ كلّ واحد منهم عالم زاهد ناسك شجاع جواد طاهر زاكٍ، فمنهم خلفاء، ومنهم مُرشّحون: ابن ابن ابن ابن، هكذا إِلى عشرة، وهم الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي عليهم السلام، وهذا لم يتفق لبيت من بيوت العرب ولا من بُيوت العجم»(79) انتهى. 

هذا، وممن مدحهم (عليهم السلام) في عبارة جامعة، ابن تيمية، حيث قال في بعض كتبه: 

 «وكان ذلك من نعمة الله على الحسين وكرامته له لينال منازل الشهداء حيث لم يجعل له في أَوّل الإسلام من الإِبتلاء والإِمتحان ما جعل لسائر أهل بيته كجدّه ( صلى الله عليه وسلم ) وأبيه وعمّه وعمّ أبيه (رضي الله عنهم) فإنّ بني هاشم أفضل قريش وقريشاً أفضل العرب والعرب أفضل بني آدم، كما صحّ ذلك عن النبيّ كجدّه ( صلى الله عليه وسلم )  مثل قوله في الحديث الصحيح (إن الله اصطفى من ولد إبراهيم بني إسماعيل واصطفى كنانة من بني إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى بني هاشم من قريش واصطفاني من بني هاشم)..، وإذا كانوا أفضل الخلق فلا ريب أنّ أعمالهم أفضل الأعمال. وكان أفضلهم رسول الله كجدّه ( صلى الله عليه وسلم ) الذي لا عدل له من البشر ففاضلهم أفضل من كل فاضل من سائر قبائل قريش والعرب بل ومن بني إسرائيل وغيرهم»(80) انتهى. 

 وهذا المعنى من التفضيل قد ثبته ابن تيمية كعقيدة لأَهل السنّة والجماعة في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم"(81) . 

وعليه، فأئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) هم صفوة الصفوة من البشر، إذ كانوا هم أفضل بني هاشم في زمانهم بشهادة علماء أَهل السنّة المتقدم ذكرهم، وبنو هاشم هم أفضل البشر بنصّ الحديث الشريف وعقيدة أَهل السنّة والجماعة كما صرّح به ابن تيمية، فيكون هؤلاء الأئمة إذن هم صفوة الصفوة من البشر، فالحمد لله الذي أكرمنا بالولاء لهؤلاء الأئمة والسير على خطاهم، وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله. 

 ـ الإمام الثاني عشر (المهدي المنتظر عليه السلام):

 جاء عن محي الدين بن عربي، على ما نقله عنه الشعراني الشافعي في اليواقيت والجواهر، حيث قال: «وعبارة الشيخ محيي الدين في الباب السادس والستين وثلاثمائة من الفتوحات: واعلموا أنّه لابدّ من خروج المهدي (عليه السلام)، ولكن لا يخرج حتّى تمتلئ الاَرض جوراً وظلماً فيملؤها قسطاً وعدلاً، ولو لم يكن من الدنيا إلاّ يوم واحد طوّل الله تعالى ذلك اليوم حتّى يلي ذلك الخليفة، وهو من عترة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، من ولد فاطمة (عليها السلام) ، وجدّه الحسين بن علي بن أبي طالب، ووالده حسن العسكري ابن الاِمام علي النقي...»(82) انتهى. 

وعن محمد بن طلحة الشافعي ـ الذي يصفه الذهبي في سير أعلام النبلاء23: 239 بالعلامة الأوحد عند ترجمته له ـ قال في كتابه مطالب السؤول: «أبي القاسم محمد بن الحسن الخالص بن عليّ المتوكل بن القانع بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الزكي بن علي المرتضى أمير المؤمنين بن أبي طالب، المهدي، الحجة، الخلف الصالح، المنتظر عليهم السلام ورحمة الله وبركاته»(83)  انتهى. 

وقال سبط ابن الجوزي الحنبلي في تذكرة الخواص عن الاِمام المهدي: «هو محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وكنيته أبو عبد الله، وأبو القاسم، وهو الخلف الحجة، صاحب الزمان، القائم، والمنتظر، والتالي، وهو آخر الاَئمة»(84) انتهى. 

وعن شمس الدين محمد بن طولون الحنفي مؤرخ دمشق (ت: 953 هـ) قال في كتابه الاَئمة الاثنا عشر عن الاِمام المهدي (عليه السلام) : «كانت ولادته (رضي الله عنه) يوم الجمعة، منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، ولما توفي أبوه المتقدم ذكره (رضي الله عنهما)  كان عمره خمس سنين. 

 (ثم ذكر الاَئمة الاثني عشر (عليهم السلام) في قصيدة له وقال في آخرها: 

عسكريُّ الحسنُ المطهـر

محمد المهديُّ سوفَ يظهرُ »(85) انتهى. 

وعن نور الدين علي بن محمد بن الصباغ، الفقيه المالكي (انظر ترجمته في الأعلام للزركلي)، قال في أَوّل الفصل الثاني عشر من كتابه الفصول المهمة: «في ذكر أبي القاسم الحجة، الخلف الصالح، ابن أبي محمد الحسن الخالص، وهو الاِمام الثاني عشر، وتاريخ ولادته، ودلائل إمامته، وطرفاً من أخباره، وغيبته، ومدة قيام دولته الكريمة، وذكر كنيته، ونسبه، وغير ذلك مما يتصل به (رضي الله عنه) وأرضاه»(86)  انتهى. 

وجاء عن أحمد بن يوسف بن سنان القرماني الدمشقي (ت: 1019 هـ) في كتابه أخبار الدول وآثار الاَوَل في الفصل الحادي عشر: في ذكر أبي القاسم محمد الحجة الخلف الصالح: 

 «وكان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين، أتاه الله فيها الحكمة كما أوتيها يحيى عليه السلام صبياً، وكان مربوع القامة، حسن الوجه والشعر، أقنى الانف، أجلى الجبهة... واتفق العلماء على أنّ المهدي هو القائم في آخر الوقت، وقد تعاضدت الاخبار على ظهوره، وتظاهرت الروايات على اشراق نوره، وستسفر ظلمة الاَيام والليالي بسفوره، وينجلي برؤيته الظلم انجلاء الصبح عن ديجوره، ويسير عدله في الآفاق فيكون أضوء من البدر المنير في مسيره»(87) انتهى. 

 ومن هؤلاء الأعلام، المتقدّم ذكرهم، ممن صرّح بغيبته (عليه السلام) وبقاءه حيّاً إِلى أن يأذن الله بظهوره المبارك، قال العلامة الأوحد محمد بن طلحة الشافعي في كتابه مطالب السؤول في مناقب آل الرسول: 

 «وأمّا عمره: فإنه ولد في أيام المعتمد على الله، خاف فاختفى وإلى الآن، فلم يمكن ذكر ذلك إذ من غاب وإن انقطع خبره لا توجب غيبته وانقطاع خبره الحكم بمقدار عمره ولا بانقضاء حياته، وقدرة الله واسعة وحكمه وألطافه بعباده عظيمة عامة، ولوازم عظماء العلماء أن يدركوا حقائق مقدوراته وكنه قدرته لم يجدوا إِلى ذلك سبيلا، ولا نقل طرف تطلعهم إليه حسيراً وحده كليلاً، وأملى عليهم لسان عجزهم عن الإحاطة به وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً. 

وليس ببدع ولا مستغرب تعمير بعض عباد الله المخلصين، ولا امتداد عمره إِلى حين، فقد مد الله سبحانه وتعالى أعمار جمع كثير من خلقه من أصفيائه وأوليائه ومن مطروديه وأعدائه، فمن الأصفياء: عيسى (عليه السلام)، ومنهم الخضر، وخلق آخرون من الأنبياء طالت أعمارهم، حتّى جاز كل واحد منهم ألف سنة أَو قاربها كنوح (عليه السلام) .. وغيره. 

وأما من الأعداء المطرودين: فإبليس، وكذلك الدجال، ومن غيرهم كعاد الأولى، كان فيهم من عمره ما يقارب الألف، وكذلك لقمان صاحب لبد. 

وكل هذه لبيان اتساع القدرة الربانية في تعمير بعض خلقه، فأيّ مانع يمنع من امتداد عمر الصالح الخلف الناصح إِلى أن يظهر فيعمل ما حكم الله له به؟»(88)  انتهى.

بقي شيء أخير نشير إليه وبه نختم هذا البحث الذي بإيدينا ، وهو : قد يأتينا البعض  بدعوى أن الوارد في صحيح مسلم هو التمسك بالكتاب والوصية بالعترة ، حيث جاء فيه : (أنا تاركٌ فِيكم ثَقلينِ: أوَّلهما: كتابُ الله، فيه الهُدى والنُور؛ فخُذوا بكتاب الله، واستمسِكوا به، فحثَّ على كِتاب الله ورغَّب فيه، ثم قال: وأهلُ بَيْتي، أُذكِّركم اللهَ في أهلِ بيتي، أُذكِّركم اللهَ في أهل بيتي، أُذكِّركم الله في أهلِ بَيتي)(89).

وأيضا قد يشكل البعض ويقول إنّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : (قد تركتُ فيكم بَعْدي ما إن أخذتُم، لم تضلُّوا: كتاب الله، وسُنَّة نبيِّكم صلَّى الله عليه وسلَّمَ)(90).

وعليه يكون المطلوب هو التمسك بالقرآن والسنة النبوية دون العترة ؟ّ!!

الجواب : بالنسبة لحديث مسلم فالرواية جاءت مختصرة  كما يشير  إليه بعض علماء أهل السنة أنفسهم ،كما يوجد فيها خلل آخر وهو  عدم ضبط راويها ، زيد بن أرقم، الذي صرح بالرواية ذاتها أنه كبر ونسي ، حيث قال : ( والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض  الذي أعي من رسول الله "ص" ). 

قال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في ( اللآليء البهية في شرح العقيدة الواسطية) عن هذه الرواية : " هذا الحديث حصل فيه اختصار في الروايات وزيد بن أرقم رضي الله عنه ذكر بأنه اختصر الكلام -كما في صحيح مسلم - وأنه لم يسقه بكامله لشيء حصل له أو لعدم  ضبطه لذلك "(91) انتهى. 

هذا ، وقد صرح علماء أهل السنة بأن الحديث الصحيح لذاته الذي يمكن الاعتماد  والتعويل عليه هو الحديث الذي يرويه عدل تام الضبط (92).ومن هنا لا يمكن التعويل على رواية صحيح مسلم والأخذ بمضمونها فقط وترك مضامين الأحاديث الأخرى . 

 أما حديث ( كتاب الله وسنتي ) فهو حديث ضعيف بجميع طرقه ، ولا يوجد له سند   صحيح واحد يعتد به ، فكل رواته مقدوح فيهم لمن تتبع طرقه ، ومن هنا أعرض عنه جهابذة الحديث من أهل السنة ، فلا تجد له أي ذكر عند أصحاب الصحاح الستة المعروفة عند أهل السنة ، كما لم يخرجه أحد من أصحاب المسانيد المعتبرة كمسند أحمد بن حنبل  .

خلاف حديث الثقلين ( الكتاب والعترة ) الذي رواه : مسلم بن حجاج النيسابوري ، وأحمد بن حنبل ، والترمذي ، وأبو داود ، وابن ماجة ، والنسائي ، والحاكم ، والطبري ، والطبراني ، والطحاوي ، ومئات غيرهم من الأئمة والحفاظ على مر القرون المختلفة، تجدهم  يروونه عن العديد من الصحابة بطرق متعددة يجزم المنصف بتواترها وثبوتها لتعدد طرقها ورواتها، وقد صحح جملة من طرقه الكثيرة بعض علماء أهل السنة وجهابذة الحديث أمثال ابن حجر العسقلاني والهيتمي وابن كثير والطحاوي والحاكم والبوصيري والألباني وشعيب الأرنؤوط(93).

وعليه لا يقوى حديث ( كتاب الله وسنتي ) الضعيف على معارضة حديث ( كتاب الله وعترتي ) الصحيح المتواتر .

بل حتى لو سلمنا بتمامية مضمون حديث مسلم وصحة حديث ( كتاب الله وسنتي ) ، فهو يمكن الجمع بينها وبين حديث ( كتاب الله وعترتي ) بشكل عرفي سليم يرفع التعارض بينها تماما ، وذلك بأن يقال : إنّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أمرنا بالتمسك بالكتاب والعترة والسنة ، ومقتضى أمره هذا أن يكون أخذ علوم القرآن وسنته الصحيحة من خلال عترته الطاهرة، وهو ما فهمه بعض علماء أهل السنة أيضا حين أرادوا الجمع بين هذه الأحاديث، قال ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة :" وفي روايةٍ صحيحة: (إنِّي تاركٌ فيكم أمرين، لن تضلُّوا إن تبعتموهما، وهما: كتابُ الله، وأهلُ بيتي عِترتي).. وفي روايةٍ: ( كِتاب الله، وسُنَّتي) وهي المرادُ من الأحاديث المقتصِرة على الكتاب؛ لأنَّ السُّنة مبيِّنة له، فأغْنى ذِكرُه عن ذكرها، والحاصل: أنَّ الحثَّ وقَع على التمسُّك بالكتاب، وبالسُّنة، وبالعلماء بهما من أهل البَيت "(94). انتهى 

وبذلك يثبت المطلوب والحمد لله ربّ العالمين .    

 _______________________________

المصادر :

 (1) أخرجه أبو داود، وابن ماجة، وأحمد، والهيثمي، وابن أبي عاصم، والسيوطي، وابن حجر، والتبريزي، والألباني.. وغيرهم، وهو حديث مشهور ومتفق على صحته كما يقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى 3: 345. 

 (2) فيض القدير 2: 27. 

 (3) نظم المتناثر من الحديث المتواتر: 47. 

 (4) مختصر صحيح الجامع الصغير للسيوطي والألباني، رقم الحديث 1726 ـ 2458.. وصحيح سنن الترمذي 3: 543 برقم: 3788..والحديث المذكور صححه على اختلاف طرقه وألفاظه الكثير من جهابذة الحديث عند أهل السنة  أمثال ابن حجر العسقلاني والهيتمي وابن كثير والطحاوي والحاكم والبوصيري  وشعيب الأرنؤوط .انظر على الترتيب : المطالب العالية 4 :65 برقم 3972، الصواعق المحرقة 2 :439 ، تفسير ابن كثير 12 : 271 ،شرح مشكل الآثار 5 :18 ، المستدرك على الصحيحين 3 : 148، اتحاف الخيرة المهرة 9 : 279، مسند أحمد - تصحيح الأرنؤوط - حديث رقم 11104.

 (5) الصواعق المحرقة 2: 439 .

 (6) أُنظر: شرح المهذب للنووي 19: 232. 

 (7) أُنظر: تأريخ ابن خلدون 1: 196، النهاية في غريب الحديث لابن الأثير 2: 519، الملل والنحل للشهرستاني 1: 146، التعريفات للجرجاني 1: 171، مسألة تعليق الطلاق لابن تيمية، ص 697، الصواعق المرسلة لابن القيم، ص 616، الفتاوى المهمة للألباني، ص 154، مذكرة على العقيدة الواسطية لابن عثيمين، ص 57. 

 (8) اللآلئ البهية: 410. 

 (9) الملل والنحل 1: 146. 

 (10) لسان العرب 8: 189. القاموس المحيط 3: 49. تاج العروس 21: 303. 

 (11) لسان العرب 8: 189. تاج العروس 21: 303. 

 (12) مقدمة ابن خلدون: 196.

 (13) مسألة تعليق الطلاق: 697، 698.  

 (14) الصواعق المرسلة 1: 616، 617. 

 (15) معجم ألفاظ العقيدة: 247. 

 (16) صحيح الجامع الصغير للألباني 1: 482. 

 (17) انظر: فيض القدير في شرح الجامع الصغير ـ للمناوي ـ 3: 20، شرح المقاصد للتفتازاني3: 529. 

 (18) انظر: فيض القدير 3: 19، الصواعق المحرقة 2: 442. 

 (19) رواه مسلم في صحيحه 6: 4 كتاب الإمارة عن جابر بن سمرة. 

 (20) تاريخ ابن كثير 6: 249 ـ 250. 

 (21) تاريخ الخلفاء ـ للسيوطي ـ: 12. 

 (22) فتح الباري 13: 211.

 (23) اُنظر: مسند أحمد 5: 97، 107. 

 (24) تفسير ابن كثير 33 ـ 34. 

 (25) كما في "أحكام القرآن" لابن العربي 3: 423 «افترقت اليهود والنصارى على إحدى وسبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة. قيل: من هم يا رسول الله؟، قال: ما أنا عليه وأصحابي ». 

 (26) المواقف: 429. 

 (27) انظر: الدرر السنية في الأجوبةالنجدية 3: 210، 211. 

 (28) فيض القدير 2: 20. 

 (29) انظر: تاريخ بغداد 15: 552، ولاحظ تضليل الإمام مالك لأبي حنيفة، وأُنظر: سير أعلام النبلاء 17: 625، في تكفير أبي حاتم لمن ليس حنبلياً، وأُنظر: معالم المنهج السلفي ـ للألباني ـ: 36، في تكفير الحنفية للشافعية، وهكذا تجد غيرها الكثير الكثير. 

 (30) كما في صحيح ابن ماجة ـ للألباني ـ الحديث رقم3242: (إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة، وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة). 

 (31) سنن الترمذي، باب ما جاء في لزوم الجماعة، الحديث 2093. 

 (32) حاشية مشكاة المصابيح 1: 61.

 (33) فيض القدير في شرح الجامع الصغير 3: 19.

 (34) أشعة اللمعات في شرح المشكاة 4: 681.

 (35) كتاب العين 2: 66. 

 (36) الصحاح في اللغة 2: 735. 

 (37) انظر المستدرك على الصحيحين 2: 451 بتصحيح الحاكم والذهبي، ومسند أحمد 44: 119، قال شعيب الأرنؤوط: هذا حديث صحيح وله أسانيد ثلاثة. 

 (38) انظر: الإِتقان في علوم القرآن للسيوطي: 583. 

 (39) روح المعاني 22: 14 و15.  

 (40) صحيح مسلم 7: 123. 

 (41) فيض القدير 3: 15. 

 (42) شرح المواهب 7: 8. 

 (43) نوادر الاُصول 1: 259. 

 (44) رسائل الجاحظ: 106. 

 (45) سير أعلام النبلاء 4: 398. 

 (46) سير أعلام النبلاء 13: 120. 

 (47) تقريب التهذيب 1: 692. 

 (48) العبر في خبر من غبر 1: 142. 

 (49) سير أعلام النبلاء 13: 120. 

 (50) المصدر نفسه 4: 402ـ403. 

 (51) البداية والنهاية9: 338. 

 (52) تهذيب الأسماء واللغات 1: 103. 

 (53) مرآة الجنان وعبرة اليقظان 1: 194. 

 (54) أسنى المطالب في مناقب سيدنا علي بن أبي طالب: 55. 

 (55) شرح الشفا 1: 43ـ44. 

 (56) تقريب التهذيب 1: 163. 

 (57) سير أعلام النبلاء13: 120.

 (58) ذكر قوله هذا ابنه ابن ابي حاتم الرازي في: الجرح والتعديل 8: 138، والذهبي في: سير أعلام النبلاء6: 280، وابن حجر في: تهذيب التهذيب8: 393. 

 (59) مطالب السؤول في مناقب آل الرسول2: 120. 

 (60) سير أعلام النبلاء 6: 270. 

 (61) سير أعلام النبلاء13: 120. 

 (62) الصواعق المحرقة: 307. 

 (63) سير أعلام النبلاء9: 387ـ388 و392. 

 (64) تاريخ الإسلام، حوادث وفيات (201 ـ 210)، ص269ـ272. 

 (65) التدوين في أخبار قزوين 3: 269. 

 (66) الثقات 8: 456ـ457. 

 (67) منهاج السنّة4: 68. 

 (68) جامع كرامات الأولياء1: 168ـ169. 

 (69) تذكرة الخواص: 321. 

 (70) الفصول المهمّة في معرفة أحوال الأئمة: 253. 

 (71) العبر في أخبار مَن غبر 1: 228.

 (72) مرآة الجنان وعبرة اليقظان 2: 119. 

 (73) شذرات الذهب 2: 272. 

 (74) الفصول المهمّة: 270. 

 (75) الفصول المهمة: 279. 

 (76) تذكرة الخواص: 324. 

 (77) جواهر العقدين في فضل الشرفين: 448. 

 (78) جامع كرامات الأولياء2: 21ـ22. 

 (79) رسائل الجاحظ: 106. 

 (80) مجموع الفتاوى 27: 471. 

 (81) انظر: اقتضاء الصراط المستقيم 1: 419. 

 (82) اليواقيت والجواهر 2: 143. 

 (83) مطالب السؤول: 480. 

 (84) تذكرة الخواص: 363. 

 (85) الأَئمة الاثنا عشر، ابن طولون الحنفي: 117، 118. 

 (86) الفصول المهمة في معرفة الأئمة 2: 1096. 

 (87) أخبار الدول وآثار الأوَل: 353ـ354، الفصل 11. 

 (88) مطالب السؤول: 489. 

 (89) صحيح مسلم 7 : 122.

 (90) تأريخ أصبهان 1 : 138.

 (91) اللآليء البهية في شرح العقيدة الواسطية 2 : 461.

 (92) مصطلح الحديث ، للعلامة العثيمين : 13.

 (93) انظر : المطالب العالية 4 :65 برقم 3972، الصواعق المحرقة 2 :439 ، تفسير ابن كثير 12 : 271 ،شرح مشكل الآثار 5 :18 ، المستدرك على الصحيحين 3 : 148، اتحاف الخيرة المهرة 9 : 279.سلسلة الأحاديث الصحيحة 4 : 355، مسند أحمد - تصحيح الأرنؤوط - حديث رقم 11104.

 (94) الصواعق المحرقة 2 : 439.