هل اختار الله "عز وجل" علياً (ع) لمنصب الخلافة العظمى بعد رسول الله (ص)؟
أيمن/مصر/: هناك فرق بين إسلام أبي بكر وإسلام علي، فأبو بكر أسلم محتنكاً في السن، وكان من شيوخ قريش وعلمائها ومباشريها. وكان له مجلس يغشى، فيجلس إليه الناس، ويتحدثون بأيام العرب، ويتدارسون أخبارها، وكان مقبول القول، بينما إسلام علي فإنه تلقين وتربية، لأنه أسلم وهو ابن تسع سنين في قول الأكثرين، وقد قيل ما هو أقل منه. فنشأ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتصرف معه على أطواره، فلم يكن لصباه يهاج، ولا يؤذى بقول، ولا يقصد بمكروه وفعل، وكان مع ذلك ابن أبي طالب، وهو رئيس قريش وزعيم في بني هاشم، فلم يكن لتخفر ذمته في ولده، ولا تستباح حرمته فيه.
الأخ أيمن المحترم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اختيار الله "عز وجل" لأنبيائه وأوصيائه لا علاقة له بعمرٍ أو مجلس ضيافةٍ يفتحه الشخص للناس، فالله أعلم حيث يجعل رسالته، وهو سبحانه قد اختار نبياً لرسالته وهو ما زال في المهد صبياً، فالموضوع كله يتعلق باختيار الله "عز وجل".. والسؤال هنا: هل اختار الله "عز وجل" علياً (عليه السلام) لمنصب الخلافة العظمى بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟
الجواب: نعم، لقد اختار الله "عز وجل" أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) لهذا المنصب العظيم والخطير. والدليل على ذلك تنصيب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) له في يوم غدير خم، في حديث متواتر شهد بتواتره الجميع، حيث جاء فيه: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه).
وقد شهد الكثير من علماء أهل السنة بدلالة هذا الحديث المتواتر على التنصيب، منهم الإمام الغزالي الذي قال في كتابه "سر العالمين" الموجود ضمن رسائل الإمام الغزالي ص 483 ما نصه: "لكن أسفرت الحجة وجهها، وأجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته في يوم غدير خم باتفاق الجميع وهو يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال عمر: بخ بخ يا أبا الحسن، لقد أصبحت مولاي وولي كل مؤمن ومؤمنة. فهذا تسليم ورضى وتحكيم، ثم بعد هذا غلب الهوى لحب الرياسة، وحمل عمود الخلافة، وعقود البنود ، وخفقان الهوى في قعقعة الرايات، واشتباك ازدحام الخيول، وفتح الأمصار؛ سقاهم كأس الهوى، فعادوا إلى الخلاف الأول، فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً" انتهى.
ودمتم سالمين.
اترك تعليق