بما ان من شروط امام الجماعة طهارة المولد ولوضوح ان "زياد" بن زنا وامره معلوم فكيف كان يأم المصلين باعتباره امير البلد الذي تولاه؟
هناك تسائل بخصوص تولية مولانا امير المؤمنين صلوات الله عليه لزياد بن ابيه والتسائل هو بما ان من شروط امام الجماعة طهارة المولد ولوضوح ان زياد بن زنا وامره معلوم فكيف كان يأم المصلين باعتباره امير البلد الذي تولاه؟
السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه
إنّ توليةَ أميرِ المؤمنينَ (عليه السّلام) لزيادٍ بنِ أبيهِ أمرٌ غيرُ معلومٍ، فلو رجعتَ إلى نهجِ البلاغةِ 1/19 لوجدتَ هذا التّعبيَر مِنَ الشّريفِ الرّضيّ: ومِن كتابٍ لهُ عليهِ السّلام إلى زيادٍ بنِ أبيه وهوَ خليفةُ عاملِه عبدِ اللهِ بنِ عبّاسٍ على البصرةِ ، وعبدُ اللهِ عاملُ أميرِ المؤمنينَ يومئذٍ عليها وعلى كورِ الأهوازِ وفارس وكرمان.
فالذي يظهرُ أنَّ توليتَهُ كانَت مِن عبدِ اللهِ بنِ عبّاسٍ لا مِن نفسِ أميرِ المؤمنينَ (عليه السّلام).
ولو تنزّلنا وقبلنا أنَّ الولايةَ كانَت لهُ منَ الإمامِ (عليه السّلام) فإنَّ الكلامَ كلُّ الكلامِ في حدودِ المسؤوليّاتِ المنوطةِ بهذهِ الولايةِ، فقَد تكونُ خاصّةً بشؤونِ الحُكمِ وتدبيرِ أمورِ النّاسِ دونَ القضايا الحسبيّةِ كصلاةِ الجماعةِ والقضاءِ والفُتيا فإنّهُ لا دليلَ على شمولِ الولايةِ لهذهِ الأمورِ التي يُشترطُ فيها طهارةُ المولدِ.
وقَد ذكرَ بعضُهم إحتمالاً آخر وهوَ وإن إشتُهرَ تاريخيّاً أنَّ زياداً ابنٌ لأبيه فإنَّ هذا لا يمنعُ مِن كونِه إبناً شرعيّاً، فأمُّه كانَت ذاتَ بعلٍ إلّا أنّه تنازعَ فيهِ مجموعةٌ منَ الرّجالِ لكونِها كانَت مِن ذواتِ الرّاياتِ فرُبّما طبّقَ الأميرُ (عليه السّلامُ) قاعدةَ الفراشِ بحيثُ نسبهُ لزوجِ أمّهِ، وقد أشارَ ابنُ أبي الحديدِ المُعتزليّ في شرحِه للنّهجِ 16/180 إلى هذا المعنى فقالَ: فأمّا زيادٌ فهوَ زيادٌ بنُ عُبيدٍ ، ومنَ النّاسِ مَن يقولُ : عُبيدٌ بنُ فلانٍ، وينسبُه إلى ثقيفٍ ، والأكثرونَ يقولونَ : إنَّ عُبيداً كانَ عبداً ، وإنّهُ بقيَ إلى أيّامِ زيادٍ ، فابتاعهُ وأعتقهُ ، وسنذكُر ما وردَ في ذلكَ ونسبةَ زيادٍ لغيرِ أبيهِ لخمولِ أبيه.
اترك تعليق