إن كنت يهودياً أو نصرانياً .. هل يتوقف ايمانك بنبيك على رؤيتك له؟!!

مرجان/: المسلم كالببغاء.. كيف تشهد أن محمداً رسول الإسلام وأنت لم تشاهده ولم تره؟

: اللجنة العلمية

    الأخ مرجان، سؤالك لا يحتاج إلى جواب!

    لأنك إن كنت يهودياً أو نصرانياً أو غيرهما فأنت جاوبت نفسك بنفسك، لأنك آمنت بنبيك ولم تره، فهل هذا يعني أنك كالببغاء لأنك تشهد أن نبيك رسول الله وأنت لم تشاهده ولم تره؟؟ 

     فاليهود والنصارى آمنوا بنبيهم ولم يشاهدوه، لأن آثار نبوته وصلتهم جيلاً بعد جيل، والمسلمون كذلك آمنوا برسول الإسلام من خلال آثار رسالته، وتلك الآثار لا ينكرها إلا الجاهل المعاند. 

     هل تعلم يا أخي بأننا نؤمن بكثير من الأشياء ونشهد بوجودها ونحن لا نراها، وسبب إيماننا لأنا لمسنا آثارها بالوجدان. 

     فنحن نؤمن بالألم ولم نره وإنما لمسنا آثاره فينا، ونؤمن بالعقل ولم نره لأننا لمسنا آثاره فينا، ونؤمن بالحب ولم نره وإنما نلمس آثاره، وكذلك الحزن. 

     فأنت تتألم وتحب وتحزن وتتعقل أشياء، ولكن لا ترى الألم ولا الحب ولا الحزن ولا العقل، وإنما تشعر بوجودها بسب الآثار التي تكون في نفسك بسببها وتشهد على ذلك. 

     وأنت كذلك كيف تستطيع أن تحكم على شخص بأنه عاقل أو حزين أو يحبك ولم تر عقله وحزنه وحبه، وإنما غاية ما رأيت ما يملكه العاقل من معلومات ويتصرف وهو متزن التفكير والسلوك، وغاية ما رأيت ما يملكه المحب من مشاعر اتجاهك من احترام لك، وتقديم المساعدة والمعونة، ولا يبخل عليك بشيء. 

     وأخيراً راجع وجدانك ترى سؤالك واضحاً لا يحتاج إلى جواب، وإنما غاية ما يحتاجه هو التنبيه، 

والشاهد على ذلك هو أنك أرسلت السؤال للموقع وتطلب مني الإجابة ولم تشاهدني، وإنما غاية ما شاهدته في الموقع هو الأجوبة، والأجوبة هي آثار المجيب، كما أن السؤال هو أثر السائل، فكيف تؤمن بأنني سوف أجيبك ولم ترني؟ 

     وإن قلت: أنا لا أؤمن بأنك سوف تجيبني. 

     قلت: فلماذا أرسلت السؤال؟ 

     فهل بعد هذا من إنكار!.