هَل يحاسَبُ الإنسانُ على الوَسوسةِ والشّكِّ بوجودِ اللهِ؟
البخيتاوي سلام/: سلامٌ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ، سؤالٌ: هَل للشّيطانِ قُدرةٌ على الانسانِ في أن يوسوسَ لهُ كي يشُكَّ بوجودِ اللهِ سبحانهُ وتعالى؟ وهَل هذا الشّكُ يُحاسَبُ عليهِ الشّخصُ الذي وقعَ في هذا المرضِ؟ ومَا هوَ الحلُّ؟
الأخُ المحترمُ، عليكمُ السّلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ
مُهمَّةُ الشّيطانِ هيَ الوَسوسةُ وإبداءُ الشّكِّ والقلقِ في تفكيرِ الإنسانِ وعقيدتهِ، ولكنَّ الإنسانَ العاقلَ والمتسلِّحَ بالعلمِ والإيمانِ يستطيعُ أن يَدحضَ كلَّ وساوسِ الشّيطانِ ويَنتصرَ عليهَا فِي نفسهِ، فالشّكُّ والظّنُّ البائسُ لا يَصمدُ أمامَ حقائقِ العلمِ وقوّةِ الاِحتجاجِ، ومِن هنَا ليسَ على الإنسانِ سِوى التّسلّحِ بالعلمِ حتَّى لا يَتمكّنَ الشّيطانُ منَ السّيطرةِ على ذهنهِ بوَساوسهِ وشُكوكهِ.
يبقى الكلامُ هَل يحاسَبُ الإنسانُ على هذهِ الوَساوسِ والشّكوكِ التي يُلقيهَا الشّيطانُ في ذهنهِ؟
الجوابُ: لا يُحاسَبُ الإنسانُ على ما يُلقيهِ الشّيطانُ مِن وَساوسَ وشكوكٍ في ذهنهِ حتّى تتحوّلَ هذهِ الوَساوسُ إلى مُبتنَياتٍ يأخذُ بهَا الإنسانُ ويَعتقدُ بحقّانيّتهَا ويتصرّفُ بإزائهَا، عندهَا تكونُ مُحاسبتهُ على مُعتقداتهِ الشّيطانيّةِ هذهِ - بعدَ تبنّيهِ لهَا والأخذِ بمَضامينهَا.
يقولُ تعالى حكايةً عنِ الشّيطانِ وكيفَ أنَّهُ يَتبرّأُ ممّنْ اِتّبعهُ وأخذَ بوَساوسهِ: (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) إبراهيم : 22.
ودمتُم سالِمينَ.
اترك تعليق