حكمُ أهلِ الدّياناتِ غيرِ الإسلاميّةِ ممّنْ لم يسمعوا بالإسلامِ مُطلقاً؟
مصطفى جعفر/: السّلامُ عليكُم. كيفَ سيتمُّ تعاملُ الحقِّ تَعالى معَ الّذين ينتمونَ إلى أديانٍ غيرِ إسلاميّةٍ أو أديانٍ إسلاميّةٍ لكنَّ مَذاهبَهم متفرّقةٌ بِحكمِ الموقعِ والجُغرافيا؟ وخصوصاً أنَّنَا نسمعُ مِنَ البعضِ قولُهم: ما ذنبُ هؤلاءِ إذا كانتْ بلدانُهم نائيةً ولم يسمعوا بالإسلامِ أو بالقرآنِ؟ وحتّى فِي نفسِ البلادِ نرى هناكَ مذاهبَ متعدّدةً، فكيفَ السّبيلُ إلى معرفةِ وجهِ العدالةِ الإلهيّةِ وفقَ هذا التّعدّدِ؟ ودمتُم سالِمينَ.
الأخُ مصطفى المحترمُ، عليكمُ السّلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه
الأصلُ في الشّريعةِ أنَّهُ لا حِسابَ ولا عذابَ مِن دونِ إقامةِ الحجَّةِ، قالَ تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا) الإسراء: 15، والمرادُ بالرّسولِ هوَ الحُجَّةُ، أي ومَا كنَّا مُعذّبينَ أحداً مِنَ الخلقِ حتّى نُلقيَ الحجّةَ عليهِ، وقالَ تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ) القَصَص: 59.
وعليهِ؛ فكلُّ مَن لَم تصلْهُ الرّسالةُ المحمّديّةُ ولَم يسمعْ بهَا مُطلقاً، أو كانَ قاصراً في الوصولِ إلى معرفةِ الحقِّ بسببِ عوَقٍ (كالبُلهِ) أو كانَ سكنُهُ فِي مناطقَ نائيةٍ لا يوجدُ فيهَا وسائلُ للمَعرفةِ، فهذا حكمهُ موكولٌ إلى يومِ القيامةِ، وقَد وردَ في بعضِ الرّواياتِ أنَّهُ يَجري اِمتحانهُ واِختبارهُ مِن قبلِ اللهِ عزَّ وجلَّ في ذلكَ اليومِ، وبعدهَا يتقرّرُ مصيرهُ، واللهُ العالمُ.
ودمتُم سالِمينَ.
اترك تعليق