هناكَ مَن ينسبُ حديثاً إلى رسولِ الله (صلى اللهُ عليهِ وآله) يقولُ فيه: إذا رأيتم أهلَ الرّيب فاشتموهم وسبّوهم) فهَل لهذا الحديثِ صِحّةٌ؟
الأخُ المُحترمُ، السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ
هذا الحديثُ رواهُ الشّيخ الكُلينيّ في كتاب الكافي 2/375 بسندهِ عَن داودَ بنِ سرحان، عَن أبي عبدِ الله (عليهِ السّلام) قالَ: قال رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله) إذا رأيتُم أهلَ الرّيبِ والبدعِ مِن بعدي فأظهروا البراءةَ منهم وأكثِروا مِن سبِّهم والقولِ فيهم والوقيعةِ وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفسادِ في الإسلامِ ويحذرهم النّاس ولا يتعلّموا مِن بدعهم يكتبُ اللهُ لكُم بذلكَ الحسناتِ ويرفعُ لكم بهِ الدّرجاتِ في الآخرة.
ومن جهةِ السّندِ فالحديثُ صحيحٌ ولذلك نجدُ أنَّ الفُقهاء قد عبّروا عن الخبرِ بـ(صحيحةِ داودَ بنِ سرحان) واستدلّوا بها في بعضِ الفروعِ الفقهيّةِ، وأمّا مِن جهةِ المتنِ فليسَ المُراد منهُ فتح البابِ على مصراعيه للسّبِّ والشّتمِ والوقيعةِ في أهلِ الباطلِ فيكونُ منهجاً للتّعاملِ معَ المُخالفِ، وإنّما المرادُ هو إذا توقّفَ دفعُ الباطلِ على تسقيطِ صاحبه جازَ ذلكَ لكونِ ضررَ بقاءِ هذا الباطلِ أعظمَ مِن حفظِ هذا الشّخصِ أو ذاك.
اترك تعليق