ما نوعُ الكُرهِ الحاصلِ في الحديثِ الذي ذكرهُ الحرُّ العامليّ في كتابِ (وسائلِ الشّيعةِ)

ما نوعُ الكُرهِ الحاصلِ في الحديثِ الذي ذكرهُ الحرُّ العامليّ في كتابِ (وسائلِ الشّيعةِ) (ج21/ص13) رقمُ الحديث ( 26389 )، إذ يقولُ: قالَ الصّدوقُ: وقالَ الصّادقُ ( عليه السّلام ): إنّي لأكرهُ للرّجلِ أن يموتَ وقَد بقيَت عليهِ خِلّةٌ مِن خِلالِ رسولِ اللهِ ( صلّى اللهُ عليهِ وآله ) لَم يأتِها، فقلتُ: فهَل تمتّعَ رسولُ اللهِ ( صلّى اللهُ عليهِ وآله )؟ قالَ: نعَم، وقرأ هذهِ الآيةَ : (وإذْ أسرَّ النّبيُّ إلى بعضِ أزواجِه حديثاً - إلى قوله : - ثيّباتٍ وأبكاراً).

: اللجنة العلمية

الكرهُ في اللّغةِ، مِن كرهتُه أكرهُه كَرهاً وكُرهاً ضِدَّ أحبّبتُه والمكروهُ في اِصطلاحِ الفُقهاءِ يُرادُ بهِ: هوَ ما يجوزُ فِعلُه وتركُه لكِنْ تركُه أرجَح. 

 

وعليهِ فإنَّ المُرادَ مِنَ الكُرهِ في الحديثِ هوَ ضِدُّ المحبّةِ، أي أنَّ الإمامَ الصّادقَ (عليهِ السّلام) لا يحبُّ للرّجلِ المُؤمنِ أنْ يترُكَ أحدَ المُستحبّاتِالتي كانَ يفعلُهَا سيّدُ البشرِ وخاتمُ النّبيّينَ صلى اللهُ عليهِ وآله، معَ الأخذِ في الاِعتبارِ لِـمَنْ يُريد أن يتمتّعَ أنْ يعرفَ شروطَ المُتعةِ ويتمكّنَمِنها، فالإمامُ (ع) - إذنْ - كانَ يحثُّ المؤمنَ مِن أتباعِه ويُرغّبُه في التّمتّعِ قبلَ أنْ يموت، ويؤيّدُ ذلكَ أنَّ هذا الحديثَ وردَ بلفظٍ آخرَ، رواهُ الشّيخُالطّوسيّ في (المِصباحِ) عَن إبنِ أبي عُميرٍ عَن هشامٍ عَن أبي عبدِ اللهِ عليهِ السّلام قالَ: إنّي لأحبُّ للمُؤمنِ ( للرّجلِ ) أنْ لا يخرُجَ مِنَ الدّنياحتّى يتمتّعَ ولَو مرّةً، وأنْ يُصلَّي الجُمعةَ في جماعةٍ، وفي الخبرِ أيضاً: أنَّ المُؤمنَ لا يكمُل حتّى يتمتّعَ.

 

ودمتُم سالِمين.