اذا كان للانسان لديه كبائر الذنوب هل يخلد
الأخُ المُحترمُ، السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ
أجمعَ المُسلمونَ كافّةً سُنّةً وشيعةً على خلودِ الكافرينَ في النّار، وعلى عدمِ خُلودِ عُصاةِ المُسلمينَ فيها، ولم يُخالِف في ذلكَ إلّا الوعيديّةُ.
قالَ العلّامةُ الحلّيّ (قدّسَ اللهُ نفسَه) أجمعَ المُسلمونَ كافّةً على أنَّ عذابَ الكافرِ مُؤبّدٌ لا ينقطعُ، واختلَفُوا في أصحابِ الكبائرِ مِنَ المُسلمينَ فالوعيديّةُ على أنّهُ كذلكَ، وذهبتِ الإماميّةُ وطائفةٌ كثيرةٌ منَ المُعتزلةِ والأشاعرةِ إلى أنَّ عذابَهُ منقطع. ثُمَّ استدلَّ على عدمِ تخليدِ مُرتكبِ الكبيرةِ منَ المُسلمينَ في النّارِ، حيثُ قالَ : والدّليلُ عليهِ وجهان: الأوّلُ: أنّهُ يستحقُّ الثّوابَ بإيمانِه لقولِه تعالى: (فمَن يعمَل مثقالَ ذرّةٍ خيراً يرَه) والإيمانُ أعظمُ أفعالِ الخير، فإذا اِستحقَّ العقابَ بالمعصيةِ فإمَّا أن يُقدّمَ الثّوابَ على العقابِ وهوَ باطلٌ بالإجماعِ لأنَّ الثّوابَ المُستَحقَّ بالإيمانِ دائمٌ على ما تقدّمَ أو بالعكس وهوَ المُرادُ والجمعُ مُحالٌ. الثّاني: يلزمُ أن يكونَ مَن عبدَ اللهَ تعالى مُدّةَ عُمرِه بأنواعِ القُرباتِ إليه ثُمَّ عصى في آخرِ عُمرِه معصيةً واحدةٍ معَ بقاءِ إيمانِه مُخلّداً في النّارِ كمَن أشركَ باللهِ تعالى مُدّةَ عُمرِه، وذلكَ مُحالٌ لقُبحِه عندَ العُقلاءِ. قالَ: والسّمعيّاتُ مُتأوّلةٌ ودوامُ العقابِ مُختصٌّ بالكافرِ. كشفُ المُرادِ في شرحِ تجريدِ الإعتقادِ ص 563.
اترك تعليق