هل الاشخاص الذين عندهم بعض الذنوب لايكونون من اصحاب الامام أو مناصريه
الأخُ المُحترمُ، السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ بالنّسبةِ لأنصارِ الإمامِ المهديّ (عجّلَ اللهُ فرجَه الشّريف) فهُم طائفتان : 1 ـ الــ 313 وهُم الذينَ يُبايعونَه بادئَ الدّعوةِ وهُم الذينَ وصفَتهُم الرّواياتُ بأنّهُم عُدّةٌ كعُدّةِ أهلِ بدرٍ، وطريقةُ تجمُّعِ هؤلاءِ مِن أقاصي الأرضِ تُبيّنُه الآيةُ الكريمةُ: (أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شيء قَدِير) فإذا اِجتمعَت لهُ هذهِ العُدّةُ مِن أهلِ الإخلاصِ أظهرَ اللهُ أمرَه. عَن عليٍّ بنِ الحُسينِ عليهِ السّلام قالَ: المَفقودونَ عَن فُرشِهم ثلاثمائة وثلاثةَ عشرَ رجُلاً عدّةُ أهلِ بدرٍ فيُصبحونَ بمكّةَ وهوَ قولُ اللهِ عزَّ وجلَّ أَينَ ما تكونُوا يَأتِ بِكُم اللَّهُ جميعاً وهُم أصحابُ القائمِ عليهِ السّلام. وعَن عبدِ اللهِ بنِ عجلانَ قالَ ذكَرنا خروجَ القائمِ عليهِ السّلام عندَ أبي عبدِ اللهِ عليهِ السّلام فقلتُ لهُ كيفَ لنا أن نعلمَ ذلكَ فقالَ يصبحُ أحدُكم وتحتَ رأسِه صحيفةٌ عليها مكتوبٌ طاعةٌ معروفةٌ. ورويَ أنّهُ يكونُ في رايةِ المهديّ عليهِ السّلام البيعةُ للهِ عزَّ وجلَّ. كمالُ الدّين ج : 2 ص : 654 وهؤلاءِ هُم النّواةُ الأولى لدولةِ الإمامِ المهديّ (عجّلَ اللهُ فرجَه) بحيثُ أنّهُم يتولّونَ مناصبَ الوُلاةِ والقُضاةِ والقادةِ، ويتجمّعونَ حولَ الإمامِ بطريقةٍ إعجازيّةٍ : فقَد رويَ عَن أميرِ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ عَن الرّسولِ الأكرمِ صلّی اللهُ عليهِ وآلِه وسلّمَ أنّهُ قالَ: « إذا قامَ قائمُ آلِ مُحمّدٍ، جمعَ اللهُ لهُ أهلَ المشرقِ وأهلِ المغربِ، فيجتمعونَ كما يجتمعُ قزعُ الخريف» الملاحمُ لابنِ طاووس 146 . 2 ـ ما يزيدُ عن 10 آلافِ مُقاتلٍ وهُم الأنصارُ الذينَ يلتحقونَ بالإمامِ بعدَ اِنتشارِ خبرِ ظهورِه. وكِلا الطّائفتين منَ الأنصارِ المُخلصينَ الذينَ يشترطُ عليهِم شروطاً عظيمةً للتّشرّفِ بنُصرتِه فيوافقونَ عليها، فقَد وردَ أنّهُ (عجّلَ اللهُ فرجَه) يقولُ لهُم: أبايعُكم على أن لا تولّوا دابِراً ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تفعلونَ مُحرّماً ولا تأتوا فاحشةً، ولا تضربوا أحداً إلاّ بحقٍّ، ولا تكنزُوا ذهباً ولا فضّةً ولا بَرّاً ولا شعيراً، ولا تخربُوا مسجِداً، ولا تشهدوا زوراً، ولا تُقبّحوا على مؤمنٍ، ولا تأكلوا رِباً، وأن تصبِروا على الضّرّاءِ، ولا تلعنوا مُوحّداً، ولا تشربُوا مُسكِراً، ولا تلبسُوا الذّهبَ ولا الحريرَ ولا الدّيباجِ، ولا تتّبعوا هزيماً ولا تسفِكُوا دماً حراماً، ولا تغدرُوا بمُسلمٍ، ولا تُبقوا على كافرٍ ولا مُنافقٍ، ولا تلبسُوا الخزَّ منَ الثّيابِ، وتتوسّدونَ التُّرابَ وتكرهونَ الفاحشةَ وتأمرونَ بالمعروفِ وتنهونَ عنِ المُنكرِ. فقالوا: رضينا وبايعناكَ على ذلكَ فيُصافحُهم رجلاَ رجلاً.. عقدُ الدُّررِ 96 ومِن أوصافِهم أيضاً : ما عَن صادقِ أهلِ البيتِ عليهم السّلام: "كَأَنِّي أَنْظُرُ إلى الْقَائِمِ (ع) وَأَصْحَابِهِ فِي نَجَفِ الْكُوفَةِ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرَ قَدْ فَنِيَتْ أَزْوَادُهُمْ وَخَلُقَتْ ثِيَابُهُمْ قَدْ أَثَّرَ السُّجُودُ بِجِبَاهِهِمْ، لُيُوثٌ بِالنَّهَارِ رُهْبَانٌ بِاللَّيْلِ، كَأَنَّ قُلُوبَهُمْ زُبَرُ الْحَدِيدِ يُعْطَى الرَّجُلُ مِنْهُمْ قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا..." ، بحارُ الأنوار52 : 386. وروى العلّامةُ المجلسيُّ في وصفِهم: كأَنَّ قلوبهمْ زُبَرُ الحديد لا يشوبُها شكٌّ في ذات اللَّهِ أَشدُّ من الحجر لو حَمَلُوا على الجبال لأَزالوها....ِ هُمْ أَطوع لهُ من الأَمَةِ لسيِّدِها كالمصابِيحِ، كأَنَّ قلوبهمُ الْقَنَادِيلُ وهُمْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ مُشْفِقُونَ، يمشُونَ إلى المولى إِرسالا، بهمْ يَنْصُرُ اللَّهُ إِمَامَ الْحَقِّ. بحارُ الأنوارِ ۵۲ : ۳۰۸. فالمُلخّصُ مِن كُلِّ ما تقدّمَ أنَّ كُلَّ مَن يتشرّفُ بنُصرةِ الإمامِ المهديّ (عجّل اللهُ فرجَه) ليسَ مِن أهلِ الذّنوبِ والمعاصي، لكِنَّ هذا لا يعنِي أنَّ غيرَهُم مِمَّا اُبتليَ ببعضِ الذّنوبِ لا يُوفّقُ لنُصرتِه، وإنّما عليهِ المُسارعةُ للتّوبةِ، والعملُ بما يقتضيهِ إنتظارُ ظهورِه المُقدّسِ، عجّلَ اللهُ تعالى فرجَه ورزقنا وإيّاكُم شرفَ نُصرتِه.
اترك تعليق