لماذا نصت النصوص الوارده في الشريعة على قتل من يكفر بالله وال محمد ع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : لقَد حثَّتِ النّصوصُ على قتلِ مَنْ يكفرُ باللهِ تعالى أو رسولِه صلّى اللهُ عليهِ وآلِه, أو أئمّةِ أهلِ البيتِ عليهم السّلام, لأنَّ ذلكَ يُعَـدُّ مِن حدودِ اللهِ تعالى، وضعَها لتكونَ زاجِراً شديداً ورادِعاً قويّاً لكُلِّ مَنْ تُسوّلُ لهُ نفسُه الإساءةَ إلى ذاتِ اللهِ تعالى المُقدّسةِ ورسولِه الأكرمِ وأهلِ بيتِه الأطهارِ الأخيار , ومنَ العجبِ ما يزعمُه المُرتابونَ أنَّ هذهِ العُقوباتِ المُقرّرةَ مِنَ الشّريعةِ المُقدّسةِ لكُلِّ مَن أجرمَ في حقِّ اللهِ تعالى أو في حقِّ رسولِه وأهلِ بيتِه (صلواتُ اللهِ عليهم أجمعين) أو في حقِّ النّاسِ كقطعِ يدِ السّارقِ أو رجمِ الزّاني ونحوِ ذلكَ, أنَّهُم يزعمونَ أنَّ هذهِ العقوبات لا تتوافقُ معَ المدنيّةِ والتّقدّمِ الحضاريّ , ويرمونَها بالغِلظةِ والعُنفِ ويُشنّعونَ عليها مِن خلالِ وسائلِ إعلامِهم المُوجّهِ بوسائلَ شتّى , فتراهُم يُركّزونَ النّظرَ على شِدّةِ العقوبةِ, ويتناسونَ فظاعةَ الجريمةِ وآثارَها الخطيرةِ على المُجتمعِ. والشّدّةُ التي تتّسمُ بها العقوباتُ المُقرّرةُ في الشّريعةِ هيَ في الواقعِ رحمةٌ عامّةٌ بالمُجتمعِ ككُلٍّ, حتّى يتخلّصَ مِن شرورِ الجرائمِ وأخطارِها الوبيلةِ. ثُمَّ إنَّ الحكمةَ في العقابِ على الإساءةِ للمُقدَّساتِ تنشأُ مِن أساسِ الإنضباطِ والأخلاقِ العامّةِ, نظيرَ ما تفعلُه الأنظمةُ الدّيمقراطيّةُ التي لا تُجيزُ الإساءةَ إلى أُسسِ المُجتمعِ الدّيمقراطيّ التي تمسُّ بأمنِ وإنضباطِ الأخلاقِ العامّةِ، أو إنَّها في أقلِّ التّقاديرِ لَن تسمحَ بها مِنَ النّاحيةِ العَمليَّةِ, ولقَد أثبتَ التّاريخُ أنَّ المُجتمعَ الإسلاميّ لَـمّا أقامَ الحُدودَ الشّرعيّةَ عاشَ آمِناً مُطمئنّاً على مُقدّساتِه وأموالِه وأعراضِه ونظامِ مُجتمعِه, وعدمُ وجودِ قانونٍ حازمٍ يردعُ المُسيءَ إلى مُقدّساتِ المُسلمينَ سيُفضي بالمُغرضينَ إلى أنْ يتعمّدوا الإساءةَ إلى مُقدّساتِهم, كما يحصلُ بينَ الحينِ والآخرِ مِن إساءةٍ إلى شخصِ رسولِنا الكريمِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) مِن خلالِ الرّسومِ ونحوِها, مُتناسينَ الآثارَ التي تنتجُ عَن ذلكَ, والتّداعياتِ الخطيرةِ على السّلمِ والأمانِ بينَ كافّةِ النّاسِ في البلدِ الواحدِ. وفي ذلكَ بلاغٌ ونصيحةٌ لقومٍ يعقلونَ. ودُمتُم سالِمين.
اترك تعليق