(وجعلناكم أمة وسطى..الخ الآيه ١٤٣) سورة البقره , هل كان المقصود في هذه الآيه المباركه ألآئمه (ع) او المراد بها وسطية الامه الاسلاميه فقط او تخصص بها أمير المؤمنين علي (ع)

: السيد رعد المرسومي

السلام عليكم ورحمة الله :

إنَّ المُرادَ مِن هذهِ الآيةِ هُم أئمّةُ أهلِ البيتِ صلواتُ اللهِ وسلامُه عليهِم أجمعينَ بناءً على ما صرّحَت بهِ الأحاديثُ الواردةُ عنهُم, وقد انتقينا منها ما يلي: 1-  في كتابِ بصائرِ الدّرجاتِ للصّفّارِ ( صفحة 82, ح1 ) : عبدُ اللَّهِ بنُ محمّد ، عَن إبراهيمَ بنِ محمّدٍ الثّقفيّ, قالَ : في كتابِ بندارٍ بنِ عاصمٍ ، عنِ الحلبيّ، عَن هارونَ بنِ خارجةَ ، عَن أبي بصيرٍ ، عَن أبي عبدِ اللَّهِ - عليه السّلام - في قولِ اللَّه - تباركَ وتعالى - « وكَذلِكَ جَعَلناكُم أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ » قالَ : نحنُ الشّهداءُ على النّاسِ ، بما عندَهم منَ الحلالِ والحرامِ ، وبما صنعُوا منه . 

وفي كتابِ (بصائرِ الدّرجاتِ) للصّفّارِ أيضاً, صفحةُ 83,( ح11 ): حدّثنا أحمدُ بنُ محمّدٍ عَن أبيه عَن مُحمّدٍ عَن ابنِ أُذينةَ عَن بُريدٍ العجليّ قالَ: سألتُ أبا جعفرٍ عليهِ السّلام عَن قولِ اللهِ تباركَ وتعالى: وكذلكَ جعلناكُم أُمّةً وسطاً لتكونُوا شُهداءَ على النّاسِ ويكونَ الرّسولُ عليكُم شهيداً ؟ قالَ: نحنُ أمّةُ الوسطِ ونحنُ شهداءُ اللهِ على خلقِه وحُجّتُه في أرضِه. 

 

وفي أصولِ الكافي ( 1/190 ) : الحُسينُ بنُ مُحمّدٍ ، عَن مُعلَّى بنِ محمّد ، عَن الحسنِ بنِ عليّ الوشّا ، عَن أحمدَ بنِ عائذٍ ، عَن عُمرَ بنِ أُذينة ، عَن بُريدٍ العجليّ . قالَ : سألتُ أبا عبدِ اللَّه - عليهِ السّلام - عَن قولِ اللَّهِ - عزّ وجلّ - « وكَذلِكَ جَعَلناكُم أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ . » فقالَ : نحنُ الأمّةُ الوسطُ . ونحنُ شُهداءُ اللَّهِ على خلقِه وحُجّتُه في أرضِه . 

وفي الكافي أيضاً (1/191): عليٌّ بنُ إبراهيم ، عَن أبيه ، عَن مُحمّدٍ بنِ أبي عُمير ، عَن ابنِ أُذينةَ ، عَن بُريدٍ العجليّ . قالَ : قلتُ لأبي جعفرٍ - عليه السّلام - عَن قولِ اللَّهِ - تباركَ وتعالى - « وكَذلِكَ جَعَلناكُم أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ ويَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيكُم شَهِيداً . ». قالَ : نحنُ الأمّةُ الوسطُ . ونحنُ شُهداءُ اللَّهِ - تباركَ وتعالى - على خلقِه وحُجّتُه في أرضِه وسمائِه . 

ونكتفي بهذا المقدارِ منَ الأحاديثِ التي بيّنَت بوضوحٍ المعنى المقصودَ مِن هذهِ الآيةِ الشّريفةِ. ودُمتم سالِمين.