هل الحجر الموجود حاليآ في بناية الكعبه المشرفه هو نفسه الذي وضعه النبي ادم ع ام تغير؟
السلام عليكم ورحمة الله
روى الصّدوق في عللِ الشّرائعِ عنِ الإمامِ الصّادقِ (عليه السّلام) قالَ: (إِنَّ اللهَ تباركَ وتعالى وضعَ الحجرَ الأسودَ وهوَ جوهرةٌ أُخرجَت منَ الجنّةِ إلى آدمَ، فوضعَت في ذلكَ الرُّكنِ لعلّةِ الميثاقِ).[ ]
وذُكرَ في الرّواياتِ كما في سفينةِ البحارِ للقُمّيّ، وعللِ الشّرائعِ للصّدوقِ، أنّهُ كانَ ملكاً عظيماً مِن عُظماءِ الملائكةِ قَد أودعَهُ اللهُ ميثاقَ العبادِ، ثمَّ حُوّلَ في صورةِ درّةٍ بيضاءَ ورُميَ إلى آدمَ (عليه السّلام)، فحملَهُ آدمُ حتّى وافى بهِ مكّةَ، فجعلَهُ في الرّكنِ. [ ] ثمَّ أصبحَ أسوداً مِن ذنوبِ العبادِ.
ووردَ أيضاً في بعضِ مصادرِ التّاريخِ أنَّ اللهَ استودعَ إبراهيمَ الحجرَ الأسودَ، حينَما نزلَ بهِ جبرائيلُ (عليهِ السّلام) بعدَ أن غرقَتِ الأرضُ ورُفعَ إلى السّماءِ، فوضعَهُ إبراهيمُ موضعَ الرّكنِ.[ ]
ويتّضحُ مِن ذلكَ أنَّ الحجرَ نزلَ معَ آدمَ ثمَّ رُفعَ إلى السّماءِ بعدَ أن غرقَت الأرضُ ثمَّ نزلَ مرّةً أُخرى معَ إبراهيمَ (عليهِ السّلام)، وعندَما أعادَت قُريشٌ بناءَ الكعبةِ تولّى النّبيُّ مُحمّدٌ (صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم) وضعَهُ في موضعِه.
ومِن أحكامِ الحجرِ الأسودِ أن يُبدأ منهُ الطّوافُ حولَ الكعبةِ ويُستحبُّ لمَن يطوفُ أن يستلمَ الحجرَ الأسودَ (أي يلمسَهُ بيدِه) ويُقبّلَهُ عندَ مرورهِ به، فإن لَم يستطِع إستلمَهُ بيدِه وقبّلَها، فإن لَم يستطِع أشارَ إليهِ بيدِه وسمّى وكبّرَ، ويقولُ: أمانتي أدّيتُها وميثاقي تعاهدتُه لتشهدَ لي بالموافاةِ آمنتُ باللهِ وكفرتُ بالجبتِ والطّاغوتِ واللَّاتِ والعزى وعبادةِ الشّيطانِ وعبادةِ الأوثانِ وعبادةِ كُلِّ ندٍّ يُدعى مِن دونِ اللهِ عزَّ وجلّ.[ ]
اترك تعليق