أستشكل علي شخص في يوم أمس و قال إن قصة ضرب الإمام لعمر في حادثة الباب غير ثابتة و يطالبني بالدليل و موثوقية الرواية عند الشيعة؟
السلام عليكم ورحمة الله
إختلفَ المُؤرّخونَ في نقلِ حادثةِ الهجومِ على دارِ الزّهراءِ (عليها السّلام) بينَ مَن أعرضَ عَن ذكرِها، وبينَ مَن أشارَ إليها من دونِ ذكرِ تفاصيلِها، وبينَ مَن تعرَّضَ لذكرِ تفاصيلِها، ويبدو أنَّ السّببَ وراءَ ذلكَ هوَ الخلفيّةُ المذهبيّةُ المُتحكّمةُ على المؤرّخينَ، فإثباتُ مثلِ هذهِ الحادثةِ تزُعزعُ أركانَ مدرسةِ عدالةِ الصّحابةِ، ولِذا اجتهدَ الكثيرُ على إنكارِها أو إخفاءِ تفاصيلِها، معَ أنَّ البُخاريَّ ومُسلماً قَد ذكرا الخلافَ بينَ فاطمةَ الزّهراءِ (عليها السّلام) والخليفتينِ الأوّلِ والثّاني، وأنّها قَد ماتَت وهيَ غاضبةٌ عليهم وبتعبيرِ البُخاري واجدةٌ عليهم، وما يهمُّ في هذهِ الحادثةِ هوَ إثباتُ أصلِ الهجومِ والتّعدّي على بيتِ النّبوّةِ وهوَ ما أثبتَتهُ المصادرُ الموثوقةُ عندَ أهلِ السّنّةِ وبرواياتٍ صحيحةٍ كما في المُصنّفِ لابنِ عبدِ الرّزّاقِ والمُصنّفِ لابنِ أبي شيبةَ، أمّا التّفاصيلُ الدّقيقةُ لمُجرياتِ الحدثِ ليسَت مُهمّةً في إثباتِ مظلوميّةِ الزّهراءِ (سلامُ اللهِ عليها)، وما أشارَ إليهُ السّائلُ مِن ضربِ الإمامِ عليّ (عليهِ السّلام) لعُمر موجودٌ في كتابِ سُليمٍ بنِ قيسٍ الهلاليّ حيثُ جاءَ في معرضِ سردِه لهذهِ الأحداثِ قولُه: "فوثبَ عليٌّ بنُ أبي طالب (عليهِ السّلام) فأخذَ بتلابيبِ عُمر، ثمَّ هزَّهُ فصرعَهُ ووجأ أنفَهُ ورقبتَهُ وهمَّ بقتلِه فذكرَ قولَ رسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) وما أوصاهُ منَ الصّبرِ والطّاعةِ فقالَ: والذي كرّمَ مُحمّداً بالنّبوّةِ يا ابنَ صُهاك لولا كتابّ منَ اللهِ سبقَ لعلمتَ أنَّكَ لا تدخلُ بيتي"
اترك تعليق