ماذا لو الشخص الذي اقلده اخطأ في اجتهاده هل نحاسب ام هو يتحمل الخطأ
ماذا لو الشخص الذي اقلده اخطأ في اجتهاده هل نحاسب على الخطأ أو يتحمل الخطأ الشخص المتَبع وهو يوم القيامه يتبرأ منا بقوله تعالى إِذْ تَبَرَّأَ ٱلَّذِينَ ٱتُّبِعُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ ٱلْأَسْبَابُ
السلام عليكم ورحمة الله
تقليدُ المُكلّفِ للمُجتهدِ الجامعِ للشّرائطِ مُبرئٌ للذّمّةِ، بمعنى أنَّ المُكلّفَ بذلَ جُهدَهُ لمعرفةِ الحُكمِ مِن خلالِ الرّجوعِ لأهلِ الإختصاصِ والخبرةِ منَ الفُقهاءِ، والفقيهُ بدورِه بذلَ غايةَ جُهدِه لمعرفةِ حُكمِ اللهِ بحسبِ الأدواتِ المُتوفّرةِ لديهِ ولَم يكُن مُتهاوِناً، وقَد عبّدَنا الشّرعُ بالرّجوعِ إلى بعضِ الأصولِ لمعرفةِ حُكمِ الموضوعاتِ التي لَم يرِد فيها نصٌّ مباشرٌ، وهذهِ الأصولُ ليسَت بالضّرورةِ أن تكشفَ عَن حُكمِ اللهِ في الواقعِ، فمثلاً قولُ الشّارعِ (كلُّ شيءٍ لكَ طاهرٌ حتّى تعلمَ أنّهُ قذرٌ) يقودُ المُكلّفَ إلى الحُكمِ بطهارةِ مكانِ أو ثوبِ المُصلّي وعليهِ يجوزُ لهُ الصّلاةُ فيهِ حتّى لَو كانَ في الواقعِ ونفسِ الأمرِ نجسٌ، وليسَ واجبٌ عليهِ البحثُ عنِ الحُكمِ الواقعيّ طالَما كانَ العلمُ بهِ مُتعذّراً، فمَن قصدَ الحقَّ وأخطاهُ ليسَ كمَن قصدَ الباطلَ وأصابَهُ، أمّا بخصوصِ الآيةِ فإنَّ ما يقعُ مِن تبرّي إنّما هوَ خاصٌّ بالتّقليدِ في أمورِ العقائدِ، فمَن يُقلّدُ أهلَ الضّلالِ والعقائدِ المُنحرفةِ مِن غيرِ بصيرةٍ ولا دليلٍ سوفَ يتحمّلُ مسؤوليّةَ ذلكَ يومَ القيامةِ ولا ينفعُه أنّهُ كانَ مُقلّداً لغيرِه، ولِذا حرّمَ الفقهاءُ التّقليدَ في أمورِ العقائدِ.
اترك تعليق