لمن بُعث آدم؟
ادم عليه السلام كان نبيا لمن؟؟ قال تعالى ولقد اصطفينا ادم ونوح..... الاصطفاء يلزم منه انتخابه من بين اشخاص عدة
السلام عليكم ورحمة الله
بالنّسبةِ للسّؤالِ الأوّلِ: ليسَ شرطاً أن يكونَ النّبيُّ رسولاً فيمكنُ أن يكونَ نبيّاً مِن غيرِ أن يحملَ رسالةً للآخرينَ، ولِذا سُمّيَ الرّسولُ رسولاً لأنّهُ مَبعوثٌ منَ اللهِ تعالى برسالةٍ وهو مُكلّفٌ بتبليغِها، أمّا النّبيُّ سُمّيَ نبيّاً؛ لأنّهُ أنبأَ عنِ اللهِ تعالى؛ أي أخبرَ عنهُ، وقيلَ النّبيُّ منَ النّبوّ أي العُلوّ، وسُمّيَ النّبيُّ بذلكَ لمنزلتِه ومكانتِه العاليةِ بينَ النّاسِ، وعليهِ لا يصحُّ السّؤالُ أنَّ آدمَ (عليهِ السّلام) كانَ نبيّاً لمَن؟
أمّا السّؤالُ الثّاني: فإنَّ الإصطفاءَ قَد يكونُ بمعنى أوجدَهُ صافياً وقَد يكونُ بمعنى إختارَهُ وإنتخبَه، ففي المعنَى الأوّلِ لا وجودَ للمُلازمةِ بينَ الإصطفاءِ والإنتخابِ، في حينِ أنَّ المعنى الثّاني لا يتقوّمُ إلّا بالإنتخابِ، وحتّى لو إعتمَدنا المعنى المشهورَ للإصطفاءِ الذي يُلازمُه الإنتخابُ، فإنَّ اللهَ إصطفى آدمَ مِن بينِ جميعِ خلقِه، ولا يُشكَلُ على ذلكَ بالقولِ أنّهُ لَم يكُن هناكَ أحدٌ معَ آدم؟ لأنَّ هذا الإشكالَ قائمٌ على إنزالِ علمِ اللهِ تعالى منزلةَ علمِ الإنسانِ المَحدودِ بإطارِ الزّمنِ، وهذا تشبيهٌ باطلٌ، فعلمُ اللهِ تعالى بما كانَ وما هوَ كائنٌ وما لَم يكُن واحدٌ، فاللهُ غيرُ محدودٍ بالزّمانِ حتّى يُقالَ في حقِّه كيفَ إصطفى آدمَ ولَم يكُن هُناكَ بشر.
اترك تعليق