اين كانت عائشة عند موت النبي (ص)
السلام عليكم ورحمة الله
بحسبِ مرويّات أهل السّنة فإنّ رسول الله توفي في بيت عائشة ورأسه على فخذها وفاضت روحهُ بين سحرها ونحرها كما تروي هي عن نفسها كما في البخاري عن عروة بن الزبير، أنّ عائشة قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صحيح يقول إنه: لم يقبض نبيّ حتى يرى مقعده من الجنة ثم يُحيا أو يخيّر، فلما اشتكى، وحضرهُ القبض، ورأسه على فخذ عائشة، غشي عليه، فلمّا أفاق شخص بصره نحو سقف البيت، ثم قال: اللهم في الرفيق الأعلى. فقلت: إذاً لا يختارنا، فعرفت أنه حديثه الذي كان يحدثنا وهو صحيح)، وهذا خلافُ ما عليه شيعة أهل البيت، بأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاضت نفسه الزكية وهو واضعٌ رأسه في حجر الإمام علي (عليه السلام)، وبالتالي يكون هو آخر شخص عهد به
اضغط هنا للاشتراك بقناة التليغرام
الرسول قبل رحيله، وقد حقق جعفر مرتضى العاملي هذا الأمر في كتابه (الصحيح من سيرة الرسول الأعظم) يمكن الرجوع إليه. والذي يؤكد ذلك خطب أمير المؤمنين والروايات الدالة على وفاته (صلى الله عليه وآله) في حجر أمير المؤمنين (عليه السلام) مثل قوله: (فلقد وسدتك في ملحودة قبرك، وفاضت بين سحري وصدري نفسك، إنا لله وإنا إليه راجعون). وقوله: (ولقد قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإنّ رأسه لعلى صدري، ولقد سالت نفسه في كفّي، فأمررتها على وجهي ولقد وليت غسله (صلى الله عليه وآله) والملائكة أعواني) ما رواه ابن سعد بسنده إلى الشعبي، قال: توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ورأسه في حجر علي... وروايات أهل البيت (عليهم السلام) في ذلك كثيرة.
أمّا روايةُ دفن الرسول (صلى الله عليه وآله) التي أشار إليها السائل فقد جاء ذكرها في الطبقات الكبرى لابن سعد عن عائشة قالت: ما علمنا بدفن الرسول حتى سمعنا صوت المساحي ليلة الثلاثة في السحر. وفي البداية والنهائية لابن كثير قال يونس عن ابن إسحاق حدثتني فاطمة بنت محمد امرأة عبد الله بن أبي بكر عن عمرة، عن عائشة، أنها قالت: ما علمنا بدفن النبيّ صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا صوت المساحي في جوف ليلة الأربعاء.
وهذا الخبرُ لا يتضمّن أيّ اشكال فإنّ رسول الله دفن في بيته ونساؤه كنّ مجتمعات في أحد بيوته بحسب رواية الواقدي عن أمّ سلمة إنّ نساء النبيّ كنّ مجتمعات يبكين على رسول الله، قال الواقدي: حدثنا ابن أبي سبرة عن الحليس بن هاشم، عن عبد الله بن وهب، عن أمّ سلمة قالت: بينا نحن مجتمعون نبكي لم ننم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيوتنا، ونحن نتسلى برؤيته على السرير، إذ سمعنا صوت الكرازين في السحر. قالت أمّ سلمة: فصحنا وصاح أهل المسجد، فارتجّت المدينة صيحة واحدة، وأذّن بلال بالفجر، فلما ذكر النبيّ صلى الله عليه وسلم بكى فانتحب، فزادنا حزناً، وعالج الناس الدخول إلى قبره، فغلق دونهم، فيا لها من مصيبة! ما أصبنا بعدها بمصيبة إلا هانت إذا ذكرنا مصيبتنا به صلى الله عليه وسلم.
فقد شرحت هذه الرواية مكان النساء وقت الدفن وإنّ الغرفة التي دفن فيها أغلقت دونهم، وعليه ليس هناك إشكالٌ من الأساس حتى تكون هناك إجابة عليه.
اترك تعليق