كيف حرفت كتب الأنبياء السابقين مع العلم انه لكل نبي وصي وان الأرض لا تخلوا من حجة؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القولُ بتحريفِ كتبِ الأنبياء السّابقين لا يعني أنَّ النُسخَ الحقيقيّةَ غيرُ موجودةٍ عند أولياءِ الله وأوصيائه، فهيَ محفوظةٌ عندَهم تنتقلُ من وصيٍّ إلى وصي إلى أن يصلَ الأمرُ إلى صاحبِ العصر والزمان، ولذا تؤكّد بعضُ الروايات أنَّ الإمامَ المهديّ عند ظهوره سوفَ يُظهر التوراة والإنجيل كما نزلا على موسى وعيسى (عليهما السلام)، وعليه فالذي وقع عليه التحريف هي النُسخُ الشّائعة والمُعتمدة عند اليهود والنصارى. فوجود أوصياء للأنبياء ليس كافياً لحفظ الكتب السماويّةِ عند عمومِ الأتباع، وبخاصّةٍ إذا كان الأوصياءُ غيرَ مبسوطي اليد أو تركَهُم الناس وذهبوا عنهم بعيداً، فالغالب في الأمم أنّها لا تُسلّم للأنبياء وإذا سلّمت لهم إنحرفوا عن مسارهم بعد وفاتهم وتمرّدوا على أوصيائهم، فإذا كان هارون وصيُّ موسى عند ذهابه إلى ميقات ربّه عبدوا العجلَ في فترةِ غيابِه وإعتدوا على هارونَ وكادوا يقتلونه، وهكذا الحال مع أوصياء النّبيّ محمّدٍ صلّى اللهُ عليه وآله فقد تركهم عامّةُ المُسلمينَ وانحرفوا إلى غيرِهم بل تعدّوا عليهم بالقتلِ والتشريد والسجن، ولم يقبلوا حتّى المصحفَ الذي جمعهُ أميرُ المؤمنين عليه السلام بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله وقالوا لا حاجةَ لنا به، وعليه فالإيمانُ بوجود أوصياء للأنبياء لا علاقة له بما صنعهُ اليهود والنصارى مِن تحريفٍ وإنحرافٍ عمّا جاء به موسى وعيسى (عليهما السلام).
اترك تعليق