. ماهيَ العناصرُ التي تكمنُ في معاجزِ الإمامِ عليٍّ بنِ محمّد الهادي عليهما السّلام؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإمامُ الهادي (عليه السّلام) هو أحدُ الأئمّةِ الإثني عشر المعصومينَ مِن أهلِ البيت (عليهم السّلام) ولهُ منَ الصّفاتِ والمناقبِ والمُعجزاتِ ما لجميعِ الأئمّةِ، وليسَ في معاجزه وكراماته عناصرُ خاصّة، فقد أجرى اللهُ المعاجزَ على أيديهم جميعاً بما منحهُم مِن ولايةٍ تكوينيّةٍ، وهناكَ الكثيرُ منَ الأخبارِ والرّواياتِ التي تناولت جوانبَ مِن معاجزِهم سلامُ الله عليهم، ويبدو أنَّ السّائلَ كان يقصدُ تولّي الإمامِ الهادي (عليه السّلام) مقاليدَ الإمامةِ وهو في عُمرِ السّادسة، الأمرُ الذي يُعدُّ بنفسِه إعجازاً، إذ كيفَ سلّمَ النّاسُ بإمامتِه بمَن فيهم العلماءُ والفقهاءُ وأهلُ الفضلِ بإمامةِ طفلٍ في عمرِ السّادسة. وفي هذه الحالةِ يكونُ عنصرُ الإعجازِ هو تمكّنُ الإمامِ فعليّاً مِن هذا الدّور، وهذا ما حدثَ بالفعلِ حيثُ كانَ الإمامُ يقومُ بدورِ توجيهِ الأمّة دينيّاً وعلميّاً ويرشدُهم إلى الحقِّ في كلِّ ما يحتاجوه، ولذلكَ سلّمَ لهُ العلماءُ والفقهاءُ وخضعوا له طائعينَ بعدَما رأوا فيهِ معاجزَ العلمِ والمعرفة، وقد حاولَ الكثيرُ إختبارَه بتوجيهِ الأسئلةِ العويصةِ والإشكالاتِ الصّعبةِ إلّا أنَّ الإمامَ كانَ يجيبُ عنها جميعاً، وهناكَ مناظراتٌ مُتعدّدةٌ القصدُ منها كانَ إختبارَ الإمامِ الهادي يمكنُ مراجعتُها والوقوفُ عليها، كلُّ ذلكَ جعلَ من مدرسةِ الإمام الهادي (عليه السّلام) محجّةً للعُلماءِ وقبلةً يتوجّهُ إليها طلّابُ العلمِ والمعرفة مِن كلِّ مكانٍ، وقد نقلَت لنا كتبُ الحديثِ والتاريخِ الكثيرَ منَ الآراءِ الفقهيّةِ والعقائديّة والكلاميّة والفلسفيّة التي تدلُّ على علوّ مكانِه ورفيعِ منزلتِه، وبذلكَ إحتلَّ مكانةً محترمةً في قلوبِ النّاسِ ممّا أزعجَ السّلطةَ العبّاسيّةَ التي ظلَّت تكيدُ به حتّى تمَّ حبسُه في سامرّاء ومِن ثمَّ قتله بالسّمّ وهوَ في ريعانِ شبابِه حيثُ لم يتجاوَز سنَّ الواحدةِ والأربعين.
اترك تعليق