ما صحّةُ الحديثِ الذي مضمونُه: كلّنا حججُ اللهِ وفاطمةُ حجّةُ اللهِ علينا، قد دارَت عليها القرونُ الأولى ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أمّا بالنّسبةِ للحديثِ الأوّلِ : فقد نُقلَ عنِ الإمامِ الحسنِ العسكريّ (ع) : نحنُ حُججُ اللهِ على خلقِه ، وجدّتُنا فاطمة حجّةُ اللهِ علينا . كتابُ تفسيرِ أطيبِ البيان : 22 / 82 ذيلُ الآيةِ 3 مِن سورةِ الجن .
وصاحبُ تفسيرِ أطيبِ البيانِ هوَ العلّامةُ السّيّدُ عبدُ الحسينِ الطّيّب (ت 1411 هج) ، ولعلّهُ نقلَه عَن بعضِ المخطوطاتِ التي إطّلعَ عليها .
ومضمونُ الحديثِ لا إشكالَ فيهِ فإنّ فاطمةَ الزّهراء (ع) حجّةٌ على أبنائها لا أقلّ بإعتبار أنّ مصحفَها أحدُ مصادر علومِ أئمّةِ أهلِ البيتِ عليهم السّلام .
وقد إعتبرَ بعضُ المُحقّقينَ هذا الحديثَ متواتراً معنىً . (الإمامةُ الإلهيّةُ للشّيخِ محمّد السّند : 1 / 259) .
وأمّا الحديثُ الثّاني : فقد روى الشّيخُ الطّوسي بإسنادِه عنِ الحُسينِ بنِ أبي غندر ، عَن إسحاق بنِ عمّار ، وأبي بصير ، عن أبي عبدِ اللهِ (عليه السّلام) ، قالَ : إنَّ اللهَ ( تعالى ) أمهرَ فاطمةَ (عليها السّلام) رُبعَ الدّنيا ، فرُبعُها لها ، وأمهرَها الجنّةَ والنّار ، تُدخِلُ أعداءَها النّارَ ، وتدخلُ أولياءَها الجنّةَ ، وهيَ الصّدّيقةُ الكُبرى ، وعلى معرفتِها دارتِ القرونُ الأولى . (الأمالي للطّوسيّ ص668 رقم 1399).
أقولُ : هذا الحديثُ إستخرجَهُ الطوسيُّ مِن كتابِ الحسينِ بنِ أبي غندر، وكتابُه أصلٌ مشهورٌ، والحسينُ هذا يروي صفوانٌ بنُ يحيى عنهُ، وهوَ أحدُ الثلاثةِ الذينَ لا يروونَ ولا يرسلونَ إلّا عَن ثقةٍ، وإسحاقُ وأبو بصيرٍ كلاهُما ثقة، ويكفي وثاقةُ أحدِهما.
فيمكنُ القولُ بأنّ هذا الحديثَ بنفسِه معتبر.
ولهذا الحديثِ مؤيّداتٌ وشواهد ، ممّا يُطمئنُ الإنسانَ بصدورِ هذا المضمونِ عنهم (عليهم السّلام).
اترك تعليق