ما العلاقة النفسيّة بين الملحد والعلم الطبيعيّ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
الإنسان المتزن نفسياً هو الذي يعترف بنتائج العلوم الطبيعة والعلوم العقلية في الوقت نفسه؛ لأن الحقائق تتكامل عند الإنسان عندما يستعين بكل المناهج العلمية، وتمرد الإلحاد على مناهج الاستنباط والاستدلال البرهاني يكشف عن نفسية لا تريد الاعتراف بالحقيقة الدينية، فليس هناك ما يمنع من التصديق بالأدلة العقلية إلا النفور النفسي وعدم الرغبة في التسليم للحق، وقد حسمت النقاشات المستفيضة في نظرية المعرفة كل المحاولات الرامية لاستبعاد المناهج العقلية، ولم يبقى إلا المكابرة والعناد النفسي، ومن هنا فإن علاقة الإلحاد بالعلوم الطبيعية ليس تحيزاً للحقيقة وإنما هروب من مواجهة الحقائق العقلية.
ومن هنا نميل إلا أن مشكلة الماديين هي في الأساس نفسية وليست معرفية، والاكتفاء بالحس دون غيره اكتفاء غير مبرر معرفياً، ولذا لم يكن إيمان الملحد بالعلوم الطبيعة سابق لعدم إيمانه بالله، وإنما ألحد أولاً ثم حاول تبرير كفره بالعوم المادية، وتجاهل الحقائق البديهية يكشف عن نفسية متمردة ومغرورة لا يمكن معالجتها معرفياً وإنما نفسياً، ومن هنا كانت تزكية النفس وتهذيبها من كل العقد النفسية هو المقدمة الطبيعية للإيمان بالله والاعتراف به؛ لأن الإنسان الذي يرتبط بالمادة لا يتحرك خارج حدود الانانية الضيقة.
اترك تعليق